نانى تركى تكتب: أشهر عانس وليست بعانس

الخميس، 26 مارس 2015 12:05 ص
نانى تركى تكتب: أشهر عانس وليست بعانس زينات صدقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها الرائعة زينات صدقى أشهر من قام بدور العانس فى السينما المصرية، والتى تصادف ذكرى ميلادها قريبًا يوم 2 مارس.

لم تكن عانسًا أبدًا بل تزوجت فى سن 15 عاما من ابن عمها الطبيب زواجا لم يستمر سوى عام واحد فقط ثم تزوجت الملحن إبراهيم فوزى وزواجا آخر من أحد رجال ثورة يوليو لم يستمر طويلا .


لا أحد يستطيع أن ينسى إفيهات زينات صدقى فى السينما العالقة فى الذهن إلى الآن:
ــ أنا الآنسة حنفى يا مهدى إلى الحديقة يا وارد أفريقا
ــ عذراء حسناء هيفاء ولهاء دعجاء سمراء فيحاء.. فى العشرين من عمرها الوردى الزاهر المزدهر.. تملك سيارة وفيلا ودار أزياء.. تطلب زوجًا
ــ عدلهالى ياااااااارب
ــ ياختى جمالو حلو.. ياختى شبابو حلو
ــ يا صبر أيوب المبتلى.. يا قلة العرسان يا خواتيييى.. دا حتى مش كويس على عقلى الباطن
ــ الوحش الكاسر.. الأسد الغادر.. إنسان الغاب طويل الناب
ـــ عوض عليا عوض الصابرين يااااارب
ــ مد إيدك خد المفتاح.. يا سارق قلوب العذارى
ــ حسبولله حسبولى حسبولى
ــ ميدو مداميدو.. أنا قلبى إليك ميال ولا فيش غيرك ع البال أنت وبس اللى حبيبى
ــ ياختى كتاكيتو بنى
ــ يا منجى نجى نجى نجى من المهالك يارب
ــ يا صباح البونجور
ــ عليه العوض ومنه العوض فى الرجاله
ــ آه يا ناااااري
ــ ألطع كى أقدح زينات فكرى
ــ بتبصلى كدة لية والمكر جوه عنيك
- أمرك يا سبعى يا جملى يا مستبد يا سادس عشر نوم العوافى يا عريس متعافى يا أسطى فى المزيكا

بهذه الكلمات وغيرها اشتهرت زينات صدقى ولابد أن أغلب مشاهدى الأفلام القديمة يحفظون لزينات صدقى ألفاظاً وعبارات وطريقة أداء وأشكال وإكسسوارات وملابس تفردت بها، لدرجة يستحيل معها أن تجد ممثلة أخرى يمكن أن تنافسها فى أداء أدوارها بنفس القدر من خفة الظل وسرعة البديهة وبساطة وتلقائية الاحساس والأداء، وتعتبر أفضل من قدم شخصية بنت البلد المرحة سليطة اللسان الشهمة صديقة بطلة الفيلم التى تتحول إلى أحد المفاتيح المهمة لحل أزمة البناء الدرامى للسيناريو، الغريب أن زينات صاحبة الحيوية وتدفق التعبير الصوتى كما تظهر أمام الكاميرا كانت خجولة فى حياتها الشخصية .

أما أسرتها فالام هى حفيظة والأب محمد سعد ولدت فى 2 مارس عام 1913 فى احد أهم الاحياء فى مدينة الإسكندرية بحرى بقصوره بأحيائه الشعبية آنذاك ولدت زينب وهى آخر العنقود زينب محمد سعد.

قصة الاسم :
بدأت زينات صدقى حياتها الفنية كمغنية وعالمة فى الأفراح فى الإسكندرية وكان لابد من تغيير اسمها حتى لا يتعرف عليها أهلها فأخذت اسم صديقتها خيرية صدقى التى كانت لاتفارقها أبدا فأصبح اسمها الفنى زينب صدقى
فى عام 1932 سافرت إلى بيروت هرباً من عمها واشتغلت على مسارح وكازينوهات بيروت ولاقت نجاحاً كبيراً مع الفرقة التى سافرت معها، فى نفس العام انتقلت إلى صالة بديعة مصابنى فى شارع عماد الدين اشتغلت معها كراقصة فى فرقتها وأعجبت بها وقررت أن تجعلها ترقص بالشمعدان بمفردها ولكن زينات صدقى لم تستطع الاستمرار فى الرقص.

أخذت بديعة مصابنى زينات صدقى إلى نجيب الريحانى لتعمل ممثلة فى فرقته وعندما سألها عن اسمها أجابته زينب صدقى فرد عليها ماينفعش زينب صدقى موجودة أهى وكان يشير إلى الممثلة المعروفة فى فرقته فى ذلك الوقت ..هى زينب صدقى واحدة بس ماينفعش ايه رأيك فى اسم زينات صدقى.

ومنذ ذلك اليوم أصبح اسمها زينات صدقى وأيضا بدايتها فى عالم التمثيل مع نجيب الريحانى .

فى عام 1930 درست فن الدراما والإلقاء وأصول التمثيل فى معهد أنصار التمثيل والخيالة مع زكى طليمات فى الإسكندرية، الجمال الأوروبى يظهر فى ملامح زينات صدقى ولكنها تحمل الروح المصرية الأصيلة، لها مدرسة خاصة بها فى الأداء بالرغم أن كل الأدوار التى مثلتها متشابهة إلى حد كبير، إلا أنها كانت تدهشنا فى كل مرة بخفة ظل وأداء متفرد ما أن تدور الكاميرا حتى تنطلق ولا يستطيع أحد إيقافها لا يهم أن تقول بالظبط ماكتب فى السيناريو إلا أنها توصل المعنى بأداء مدهش.
أدركت زينات صدقى مناطق تميزها الفنى فتعلمت كيف توظف ما اختزنته فى الذاكرة من سلوكيات وأنماط الحياة والتعامل اليومى بين سكان المناطق الشعبية بالإسكندرية وما شاهدته من حيل وأساليب فنانى المسرح، ورغم أن عملها بالرقص كان يدر عليها دخلاً شهرياً كبيراً، إلا أنها كانت تؤمن أن لديها موهبة تتحرك فى اتجاه آخر، كان الرقص مجرد وسيلة للبحث عن لقمة العيش، سرعان ما هجرته رغم أن بديعة مصابنى حاولت مساومتها على رفع أجرها حتى تستمر كراقصة . أدوات صناعة وبناء الكوميديا توافرت لها لكنها لا تعرف أساليب توظيفها، وكانت مدرسة الريحانى المسرحية وموهبة بديع خيرى فى الكتابة ونحت الشخصيات... هى البداية للصعود إلى قمة أداء الكوميديا.

كثيرون قالوا إن الكاميرا كانت تسلب زينات صدقى مساحات كبيرة من جمالها، لكنها لم تكن تبحث عن حلاوة الصورة، بقدر ما كانت تفتش عن وسيلة لاقتحام قلوب الناس، وانتزاع سعادتهم من خلال ضحكة صافية وهذا بالفعل ما حققته .

لم تكن نجمة أفيش او صف أول على مدار تاريخها و أول اعمالها فى السينما فيلم وراء الستار عام 1937 اخراج كمال سليم، رصيدها السينمائى 185 فيلما أولها فيلم «الاتهام» 1934 ثم فيلم «بسلامته عايز يتجوز» 1936 وتتابعت أدوارها المهمة فى أفلام تمثل تراث السينما المصرية مثل عفريتة هانم 1949، ودهب 1953، وابن حميدو 1959، معبودة الجماهير 1967، السيرك 1968، السراب 1970 وآخر أفلامها «بنت اسمها محمود» 1975 صورته قبل وفاتها بثلاثة أعوام إلى جانب سلسلة أفلامها مع إسماعيل ياسين حيث شكلت معه ومع عبد السلام النابلسى ثلاثيا كوميديا يستحيل نسيانه، كان الحضور الفنى لزينات صدقى يدفع منتجى السينما للتسابق لاختيارها فى أدوار داخل أفلامهم، وكان أنور وجدى يحرص على الاستعانة بها فى أفلامه حتى لو فى مشهد واحد .


شاركت كل نجوم جيلها أفلامهم وكانوا هم من يسعون للعمل معها عبد الحليم حافظ محمد فوزى كمال الشناوى فاتن حمامة مديحة يسرى وسعاد حسنى وكانت صداقاتها وعلاقاتها بجميع الفنانين الكبار آنذاك طيبة و تحمل من الذكريات الكثير فهى عالمستوى الشخصى طيبة وجدعة جداً .

أطلق عليها النقاد المصريون كثيرا من الألقاب بنت البلد وخفيفة الظل وورقة الكوميديا الرابحة والعانس والتى نجحت فى أن تحتوى كل هذه الأوصاف برعت فى أداء شخصية العانس التى تبحث عن أى عريس رغم أنها كانت فى شبابها جميلة أمام أبوابها يقف العرسان طوابير وتزوجت ثلاث مرات انتهت بالوحدة والاكتئاب .

ترك وفاة نجوم كانت القاسم الأساسى معهم فى أفلامهم دائماً مثل عبد السلام النابلسى واسماعيل ياسين وعبد الحليم حافظ أثراً كبيراً وسبباً فى بعدها عن التمثيل .

نالت زينات صدقى تكريم من الرئيس جمال عبد الناصر حيث حصلت على شهادة الجدارة، وفى عيد الفن الأول عام 1976 كرمها الرئيس أنور السادات وأعطاها معاشا استثتائيا.

كان آخر أعمالها عام 1975 فيلم "بنت اسمها محمود" إخراح نيازى مصطفى توفيت يوم 2 مارس 1978 لتنطفئ أجمل ضحكة... لكن صداها لايزال يتردد داخلنا وقبل وفاتها جلست 16 عاما فى بيتها من دون عمل و لا أعرف كيف تجاهلها المنتجين و المخرجين سنة تلو الأخرى أم أن حزنها على رحيل أصدقائها زادها عزلة، فضلت زينات صدقى فى مرضها ألا تثقل عبء الرئيس السادات أو خزانة الدولة المرهقة برغم تكريمه لها وإعطائها معاشا شهريا بل ورقم تليفونه لو احتاجت شيئاً ولكنها آثرت أن تموت فى صمت بعد مرضها ورفضها أن تطلب العلاج على نفقة الدولة فهى كانت طوال رحلتها عزيزة النفس بشكل رهيب تجوع ولا تسأل بشر، ورحلت من لا تتكرر وصعب أن يجود الزمان بمثلها مرة أخرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة