-سكك حديد مصر أهملت منذ سنوات وتحتاج لمشروع قومى لتطويرها والسيطرة على 4 آلاف مزلقان عشوائى
«وصلت إلى ألمانيا حاملا القليل من المال الذى لا يكفى لتعلم الهندسة، فكرت مليا ماذا أفعل، هل أتبع نفسى المترفعة أم أتجه للعمل، بدأت من الصفر وبعت جرائد كى أنفق على نفسى، ووصلت إلى ما أنا فيه الآن»، بهذه الكلمات بدأ المهندس هانى عازر خبير الأنفاق العالمى والملقب بـ«أمحوتب» الفراعنة، وعضو المجلس الاستشارى الرئاسى حواره مع «اليوم السابع».
خبير الأنفاق العالمى قال إنه لا يعمل بالمجلس الرئاسى، وإنما يتم الأخذ برأيه فى أى مشكلة تواجه أى مؤسسة فى مصر، مؤكدا أن مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى ناجح وأثبت أن مصر قادرة على الظهور عالميا والتواجد فى المقام الذى تستحقه بين جميع دول العالم.. وإلى نص الحوار:
خبير الأنفاق العالمى هانى عازر مع محرر اليوم السابع
بداية.. كيف بدأت حياتك العملية بألمانيا من الصفر؟
- وصلت إلى ألمانيا حاملا مالا لم يكن كافيا لتعلمى الهندسة، فكرت مليا ماذا أفعل هل أستمع إلى نفسى المترفعة أم أتجه للعمل بأى وظيفة، بدأت من الصفر وبعت جرائد كى أنفق على نفسى ووصلت إلى ما أنا فيه الآن.
ما دورك فى المجلس الاستشارى وفى حل مشكلات مصر بشكل عام؟
- أنا لا أعمل بالمجلس الاستشارى فقط لكنها جهة تستشيرنى لحل المشكلات التى تواجهها لأنى مجرد مهندس عادى ولا أمتلك شركة وأحاول المساعدة والمجلس الاستشارى به العديد من الأقسام الأخرى الخاصة بالطاقة والتعليم والبحث العلمى والصحة وغيرها ونحن نعمل سويا وليس بشكل فردى، نحن ندرس نقاطا محددة ثم نقوم بالاتصال والهيئات على الطبيعة وليس من خارج مصر ثم يتم عرض الحلول على الجهات المختلفة.
ما تقييمك للمؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ؟
- العالم أجمع رأى أنه ناجح ومصر شعرت بقيمة المؤتمر وسيتم رصد نتائجه فى ملخص، فالمؤتمر ناجح جدا جدا جدا وأثبت أن مصر قادرة على أن تظهر بمظهر عالمى فى المقام الذى تستحقه.
ما رأيك فى المشروعات التى طرحتها وزارة النقل خلال المؤتمر؟
- مشروعات قومية وجيدة ونتمنى أن تنفذ بسرعة وبجودة عالية وتخطيط جيد فى الوقت ذاته لأنه لا يمكن البدء مباشرة بدون تخطيط.
خبير الأنفاق العالمى هانى عازر
هل شركة «سيمنز» الألمانية قادرة على حل بعض المشاكل التى تعانى منها مصر فى الطاقة؟
- «سيمنز» شركة عالمية وتعمل بمجالات متعددة فى الطاقة والمعدات الطبية والأدوات المنزلية، بالإضافة إلى أن القطارات السريعة بألمانيا جميعها من تصنيع الشركة كما أنها تصنع المزلقانات، والإشارات الإلكترونية ولها فروع متعددة بالدول وهى قادرة على حل أى شىء لكنها لم تتفق معنا على مشروعات نقل واتفقت على توليد الطاقة الكهربائية 13.2 جيجا وات وأعتقد أنها ستحل 50 % من مشكلة الطاقة فى مصر حيث تم توقيع 4 مذكرات تفاهم بقيمة 10 مليارات دولار لإنشاء محطات توليد كهرباء.
هل شاركت فى التفاوض مع الشركة الألمانية «سيمنز» خلال المؤتمر الاقتصادى؟
- كنت أتابع التفاوض عن قرب ورأيت الرئيس يفاصل بشكل مبهر مع رئيس الشركة فى مدة وتكلفة المشروع وبعد انتهاء التفاوض قال للسيسى «أنت هاتكون شريكى» ثم قال لى رئيس الشركة عبارة جعلتنى أصمت وأنبهر وهى «السيسى أعجبنى وعاوز أخدمه وأخدم مصر كمان».
هل تمتلك مصر الإمكانيات التى تحتاجها الشركات لحل المشكلات التى نعانى منها؟
- هناك نظرية سهلة لذلك وهى أن أى استثمار سيأتى من الدول العربية والأوروبية سيعتمد على الأيادى المصرية وعلى شبابها لأنه لا يمكن الاعتماد على العرب أو الألمان أو الإيطاليين وغيرهم لحل المشكلات فقط حيث أن هذه الجهات ستساعد بالمعدات والإدارة لكن سيتم الاستعانة بالشباب المصرى فى ذلك وهى فرصة جيدة لإثبات أن مصر قادرة على تصنيع التكنولوجيا العالية وهى إحدى أهم نتائج المؤتمر الاقتصادى أيضا فهو سيساعد على توفير فرص عمل للشباب وسيتواصلون مع شركات عربية وأجنبية وسيكون هناك أيضا استفادة من الخبرات الأجنبية.
كيف رأيت الرئيس خلال الفترة السابقة وبالتحديد خلال المؤتمر الاقتصادى؟
- نمتلك رئيسا يعمل ويبذل مجهودا فظيعا من أجل الرقى بالوطن ومستعد لمقابلة أى فرد يريد خدمة مصر وأطالب الشعب بمساندته، والكد وبذل الجهد.
ما المشروعات التى تشارك فى تخطيطها مع وزارة النقل؟
- أتولى مشروع الأنفاق أسفل قناة السويس مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تحت إشراف اللواء كامل الوزير وهناك جهات أخرى تشارك فيها مثل الهيئة القومية للأنفاق، وقابلت خلال عملى معهم العديد من المهندسين النشطين يعملون لفترات طويلة واستفدت منهم كثيرا لأنهم يعملون بشكل جماعى.
ما تكلفة الأنفاق التى سيتم حفرها أسفل قناة السويس؟
- التكلفة يحسبها مسؤولو القناة، ودورى ينحصر فى الناحية الفنية من حيث المعدات التى ستستخدم فى الحفر وهى ستستورد من ألمانيا أيضا بحيث تتيح فرصة أيضا للمهندسين وللشباب وللعمال من ميكانيكا وكهرباء وخرسانة وغيرها للتدريب بألمانيا خلال الفترة المقبلة للعمل فى صناعة الأنفاق وسيقوم بتعليم زملائه فى مصر بعد عودته مرة أخرى.
إلى أى مدى وصل العمل بتلك الأنفاق؟
- نقوم حاليا بالتخطيط ودراسة التربة والتنظيمات اللوجستية بموقع التنفيذ ثم سيتم تركيب الماكينات بالأنفاق وسيتم بعد ذلك تركيب باقى المستلزمات من كهرباء وتهوية إشارات وغيرها ثم سيتم فتح الأنفاق بعد ذلك للمرور.
هل قابلتكم معوقات أثناء التخطيط للأنفاق؟
- كلا لم أر أى معوقات أثناء العمل مع الهيئة الهندسية العسكرية وإدارة الأنفاق ووزارة النقل مستواهم ممتاز ونشيطون جدا وأشكرهم لأنهم أتاحوا لى الفرصة بأن أعمل برفقتهم.
من وجهة نظرك كيف نقضى على الكوارث المروية التى تشهدها مصر فى الفترة الحالية؟
- سلوكيات المواطنين والعاملين فى المرور يجب أن تتغير فلا فائدة لإنشاء طرق وكبارى ومدن جديدة والذى ينظمها ويستخدمها لا يتبع السلوك والأخلاقيات المرورية الجيدة وهى مسؤولية الدولة للتوعية بهذا.
وماذا عن كوارث السكة الحديد والمزلقانات؟
- سكك حديد مصر أهملت من سنوات وتحتاج لمشروع قومى لتطويرها وهى أقدم سكة حديد ويجب أن يتم عمل توعية للمواطنين بأهمية الحفاظ على خطوط السكة الحديد فالمزلقانات العشوائية التى زادت مؤخرا ووصلت إلى 4 آلاف مزلقان تزهق أرواح العشرات سنويا.
هل هناك خطة لتطوير السكك الحديدية؟
- هناك خطة موضوعة لكنى لم أشارك زملائى فى تنفيذ هذه الخطة وفى القريب العاجل سأساعدهم فقد كنت الأيام الأخيرة مشغولا بالمؤتمر وبأنفاق قناة السويس واتفقت مع المهندس هانى ضاحى وزير النقل على مناقشة تطوير السكة الحديدة خلال زيارتى المقبلة لمصر.
هل نمتلك الإمكانيات لإنشاء محطات قطارات مثل ألمانيا؟
- نعم.. فليس هناك فارق فألمانيا لديها 36 ألف كيلو متر خطوط سكك حديدية لكنها لم تبنها فى يوم وليلة ونفذتها بذراع ومخ الشعب، ومصر قادرة على ذلك والرئيس عبدالفتاح السيسى أعطى الفرصة خلال المؤتمر الاقتصادى لهذا.
هل هناك إمكانية لإنشاء خط مترو جديد يربط بين القاهرة والعاصمة الجديدة؟
- نعم الإمكانيات متوفرة لكن لا بد من التخطيط الجيد، وأرى أنه يجب أن تضع الدولة فى الخطة من البداية إنشاء خط مترو بالعاصمة والتخطيط لإنشائه تزامنا مع إنشائها.
ما أبرز العبارات التى تلفت نظرك فى خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسى؟
عبارة الرئيس الشهيرة «أنا عارف كل المشاكل زى ما بشوفكوا قدامى والحلول موجودة لكن الإمكانيات غير موجودة»، وأعتقد أن هذه الإمكانيات بدأت تتوافر بعد المؤتمر الاقتصادى.
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال رمضان
ما علاقة الخبرة بالأنفاق بمؤتمر شرم الشيخ ؟