كما أكد الرئيس معصوم فى كلمته أمام الدورة 26 للقمة العربية المنعقدة فى شرم الشيخ حرص العراق على إنجاز المصالحة الوطنية التى ننظر إليها كحاجة مجتمعية موضوعية وملحة وهى شاملة لجميع المكونات والقوى السياسة العراقية باستثناء الإرهابيين وهى تهدف إلى إرساء سلم اجتماعى يحتاجه العراق أكثر من أى وقت مضى وتضمن خروج البلاد من أزمتها ووضعها على مسار التقدم والتنمية فى دولة مدنية ديمقراطية اتحادية مزدهرة.
- وفيما يلى نص كلمة الرئيس العراقى:
"بسم الله الرحمن الرحيم.. فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية رئيس القمة العربية المحترم.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالى رؤساء الوفود العربية الشقيقة الكرام معالى الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية المحترم الحضور الكريم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
"أقدم باسم العراق وافر الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية رئيسا وحكومة وشعبا على استضافتها القمة العربية الـ26 وللجهود الطيبة المتميزة التى بذلتها مصر العزيزة علينا لإنجاح أعمالها كما نجحت مؤخرًا فى استضافتها مؤتمر مستقبل مصر الدولى للتنمية الاقتصادية، كما اتوجه بمشاعر الامتنان لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة على رئاسته القمة خلال الفترة المنصرمة وكانت فترة استثنائية".
"أن هذه القمة العربية يتزامن انعقادها مع مرور 70 عامًا على تأسيس الجامعة العربية التى كان العراق أحد مؤسسيها السبعة وفى الوقت نفسه تنعقد فى مرحلة بالغة الحساسية والخطورة على أمن الدول العربية والمنطقة برمتها وفى ظل استشراء ظاهرة الإرهاب وانتشار تنظيماته فى مختلف دول العالم فضلاً عن البلدان العربية ولم تكن العمليات الإجرامية التى شهدتها كندا وفرنسا وأستراليا وتونس إلا أمثلة على ذلك فقد تجاوز هؤلاء الإرهابيون على جميع الفئات من العراقيين ودون استثناء إلى حد ارتكاب أعمال إبادة جماعية ضد مكونات دينية عراقية عريقة القدم كالأيزيديين والمسيحيين ووصلت جرائم داعش إلى المساجد والكنائس ودور العبادة والممتلكات العامة والنصب الأثرية والتراثية والدينية والمخطوطات حتى القديمة والنادرة منها وقد نجحت القوات المسلحة والبشمركة ومتطوعى الحشد الشعبى وأبناء العشائر فى تحرير مدن محتلة وفك الطوق عن مدن أخرى محاصرة ويحدونا الأمل فى القضاء على الإرهاب فى العراق تماما إن شاء الله وربما قد لا يتجاوز سنة".
"إن شعبنا يتطلع من الاشقاء العرب إلى كل أنواع الدعم لاسيما وإن بلادنا تواجه محنة خطيرة إذ يوجد فى 9 محافظات عراقية أكثر من مليونى نازح من العراقيين ومئات الآلاف من اللاجئين السوريين وهذه المحافظات تتحمل وحدها معظم النفقات فيما تعانى تلك المحافظات من محدودية الإمكانات المادية إذ لا يصلها الدعم الكافى من الأشقاء العرب والمجتمع الدولى ومن هنا تنشأ الحاجة إلى عقد مؤتمر دولى فى العراق بمشاركة الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى ومنظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والدول المانحة وروسيا والصين يكرث لمعالجة مشكلات النازحين وإنهاء معاناتهم المريرة".
"ورغم كل ذلك ورغم كل هذه الصعوبات فان العراق حريص على إنجاز المصالحة الوطنية التى ننظر إليها كحاجة مجتمعية موضوعية وملحة وهى شاملة لجميع المكونات والقوى السياسة العراقية باستثناء الإرهابيين وهى تهدف إلى إرساء سلم اجتماعى يحتاجه العراق أكثر من أى وقت مضى وتضمن خروج البلاد من إزمتها ووضعها على مسار التقدم والتنمية فى دولة مدنية ديمقراطية اتحادية مزدهرة".
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالى.. إن التطورات المؤسفة الأخيرة العسكرية العاصفة فى اليمن وتداعياتها تستدعى بشكل عاجل بذل قصارى المساعى لتلافى وصول الصراع إلى مرحلة الحرب الأهلية وتعميق النزاعات بين مختلف المكونات وتفاقم التدهور الذى يؤدى إلى تصدع المجتمع الدولى بشكل أكبر ويجلب المزيد من الأخطار على المنطقة ككل".
ويناشد العراق جميع الأشقاء العرب والمجتمع الدولى العمل العاجل لإعادة اطراف النزاع إلى مائدة المفاوضات السلمية بهدف الوصول إلى حل سياسى يحفظ وحدة الوطن وسيادته فالتدخلات الخارجية لن تكون لصالح الشعب اليمنى ومستقبله بل تعمق الخلافات والنزاعات أكثر فأكثر وإذ نطمح بقوة إلى أن يخرج الشعب اليمنى الشقيق من محنته الحالية عزيز وموحدًا".
"يربطنا الأمل الوطيد أيضًا فى أن يتجاوز الشعب السورى الشقيق محنته وأن تتوحد جهود جميع أبنائه من أجل حل سلمى يحقن الدماء ويحقق الديمقراطية لبلادهم والأمن والسلام لمنطقتنا".
"كما نامل للشعب الليبى الشقيق النجاح فى بناء دولة يسودها العدل والرخاء والأمان، فاستمرار بؤر التوتر عامل داعم للتطرف وللفكر الظلامى المتشدد وبالتالى للإرهاب الذى هو جرثومة لا تعرف وطنا أو حدودًا ولا يمكن لأى بلد أو مجتمع أن يظل طويلاً بمناى شروره المدمرة".
"ومن جديد نؤكد موقفنا إلى جانب الكفاح العادل للشعب العربى الفلسطينى وحقوقه المشروعة فى إقامة دولته الوطنية المستقلة على كامل الأراضى المحتلة.. ونعبر عن دعمنا للكفاح العادل الذى تقوده الشعوب العربية فى مجابهة الإخطار والتحديات التى تتعرض لها وفى معارك دحر الإرهاب وانجاز عملية البناء والتنمية والتقدم الاجتماعى".
"أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. أننا نتطلع إلى هذه القمة لبلورة قرارات واليات تعاون وتنسيق بين العراق وأشقائه العرب عبر الارتقاء بتمثيلهم الدبلوماسى إلى أعلى المستويات ودعم بلادنا على المستوى الأمنى والاستخباراتى ودعم القوات المسلحة، فضلاً عن دعم اقتصادى لمواجهة التحديات الاقتصادية التى يواجهها العراق بسبب هبوط اسعار النفط وانخفاض القدرة على التصدير، ويكتسب التعاون مع المنظومة الرسمية العربية فى تجفيف منابع تمويل الارهاب أهمية خاصة كما أن علاقات العراق الإيجابية مع الدول العربية وإيران وتركيا وسائر دول المنطقة تعد عاملا اساسيا من عوامل الحاق الهزيمة بالإرهاب وهى هزيمة تصب فى المصلحة المشتركة فى بلداننا وتعميق تضامنها بوجه التحديات الراهنة الخطيرة ".
وأخيرا أود تأكيد العراق على أن هذه القمة التى تعقد تحت شعار 70 عاما من العمل العربى المشترك تكتسب أهمية خاصة فى تعزيز عملنا المشترك على المستوى الاستراتيجى والعمل لتعميق الحوار بين دولنا كى تنجح هذه القمة فى أن تكون استثنائية فعلا لوضع خطة مواجهة شاملة وفاعلة للإرهاب تشمل الأبعاد العسكرية والأمنية وتلك المتصلة بالخطاب الدينى والتربوى والإعلامى وتحرص على تطوير التعاون العربى مجال تحقيق التكامل الاقتصادى والتنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية.. وشكرًا والسلامة عليكم ورحمة الله وبركات ".
(إضافة)
من جهة أخرى أعرب رئيس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى عن تطلع بغداد إلى التزام جميع الدول بقرارات مجلس الأمن الداعية إلى معاقبة الدول أو الأشخاص الذين يساعدون تنظيم (داعش) الإرهابى فى تهريب الآثار الذى بات أحد مصادر تمويلهم، وقال: "إن العراقيين ملتصقون مع تراثهم ويعتزون به".
جاء ذلك خلال لقاء العبادى فى مكتبه الرسمى ببغداد اليوم السبت مع مدير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) إرينا بوكوفا والوفد المرافق لها بحضور وزير السياحة والآثار العراقى عادل الشرشاب، حيث بحثا المشاريع المستقبلية التى تعتزم المنظمة القيام بها فى العراق، بالإضافة إلى الجهود التى يجب أن تبذل لمنع تهريب تنظيم داعش للآثار العراقية وبرامج المنظمة لتطوير المناهج التعليمية فى العراق.
من جانبه، أشاد وفد اليونسكو بإجراءات الإصلاح التى اتخذتها الحكومة العراقية برئاسة الدكتور حيدر العبادى، وخلال فترة قصيرة من توليها المسئولية.
كانت المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا أطلقت من جامعة بغداد بعد ظهر اليوم السبت، مبادرة تعبئة الرأى العام العالمى لحماية التراث الثقافى والآثار العراقية تحت شعار "متحدون مع التراث"، التى سبقتها بزيارة المتحف العراقى فى بغداد.. وتستهدف مبادرة اليونسكو التى شارك فى إطلاقها وزير السياحة والآثار العراقى عادل الشرشاب، من خلال "هاشتاج: # متحدون _مع_التراث" إلى شبكات التواصل الاجتماعى من أجل خلق حركة عالمية من أجل حماية التراث المعرض للخطر فى العراق وفى البلدان الأخرى والتصدى لحملات الدعاية الطائفية.
موضوعات متعلقة ..
- بالفيديو..السيسى فى افتتاح القمة العربية: أطراف خارجية تتدخل فى دول المنطقة لإثارة الأزمات..نحتاج إجراءات عربية موحدة لمواجهة الفكر المتطرف على الإنترنت ويؤكد: علينا إنشاء قوة عربية مشتركة للصد والردع
- الرئيس اليمنى يطالب باستمرار عاصفة الحزم حتى إعلان الحوثيين استسلامهم.. عبد ربه هادى فى افتتاح القمة العربية: الميليشيات الظلامية تريد تحويل بلدنا لساحة لنشر الفوضى..وإرادة الشعب دفعتنى لطلب التدخل
- الملك سلمان بن عبد العزيز فى افتتاح القمة العربية: عاصفة الحزم استجابة لنداء شعب اليمن وسلطته الشرعية.. العملية تهدف لردع العدوان الحوثى.. وأبواب الرياض مفتوحة أمام القوى اليمنية الراغبة فى الحوار
- أمير قطر يثنى على جهود مصر الحثيثة وكرم الضيافة وحسن الاستقبال
- بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة فى افتتاح القمة العربية: الرئيس عبد الفتاح السيسى قائد حكيم..نحتاج معالجة شاملة لأسباب التطرف..والحل الأمنى للمشكلات يجب أن يتم على نحو يحمى الكرامة الإنسانية
- ملك البحرين: مصر كانت ومازالت سند العرب فى الظروف الصعبة
- فايزة ابو النجا: الاتفاق على آليات القوة المشتركة خلال شهر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة