انتشرت فى الآونة الأخيرة مجموعة كبيرة من الإعلانات على القنوات الفضائية، منها ما أثار الجدل، ومنها الذى مر مرور الكرام، ورغم أن هذا الموسم، ليس موسما رمضانيا، لتنتشر فيه الإعلانات بشكل كبير، فإن حالة الحراك الموجودة فى القنوات الفضائية الخاصة، وتعدد البرامج الترفيهية، وإيجاد موسم درامى آخر، غير رمضان، جعل سوق الإعلانات التليفزيونية ينتعش بشكل كبير.
انتشار ظاهرة الإعلانات بشكل عام، ظاهرة إيجابية، بلغة السوق، إلا أن أغلب الإعلانات الموجودة على الساحة حاليا لا ترتقى إلى مستوى لائق لعرضها على شاشة التليفزيون لتدخل ملايين البيوت المصرية، والعربية، حيث اتسم أغلبها بالسطحية والسذاجة، وأحيانا الخروج عن اللياقة، والتركيز على العنصرية وإعلاء قيمة كل ما هو ذكورى مثل «طلع الدكر اللى جواك» و«استرجل».
إعلانات القنوات الفضائية حاليا، يربطها مجموعة من العوامل المشتركة، إلا أن أبرزها أن أفكار الإعلانات لا تمت بصلة بالمحتوى الإعلانى، أو بالشىء المعلن عنه سواء كان سلعة أو خدمة، إضافة إلى وجود أكثر من إعلان لنفس الفكرة، أو المنتج وبنفس المعنى.
فاختارت واحدة من أهم شركات المحمول فى مصر، الاعتماد على فكرة «المارد» الذى يظهر للعميل، فى اللحظة التى يطلب فيها كوداً معيناً، ويبدأ يسرد له العروض المتوفرة من الشركة، سواء كانت دقائق أو رسائل، أو خدمة الإنترنت، وقد قدمت الشركة أكثر من إعلان لنفس الفكرة، إلا أن أبرزها كان ظهور المارد لشخص مسن، يجلس مع زوجته، فيخيره «المارد» بين عروض الشركة، فيطلب المسن من زوجته الدخول لغرفتها حتى لا تسمعه وهو يطلب من المارد خدمة «الإنترنت»، فيداعبه المارد قائلاً: «ياعم جاد الله».
وفى فكرة أخرى لنفس المنتج، يظهر المارد لسيدة فى غرفة العمليات على وشك الولادة، فيذكرها بأن بإمكانها استغلال العرض، قبل أن تصل الساعة 12 وبالتالى تدخل اليوم الجديد، وتخسر العرض.
نفس الشركة اختارت فى حملة إعلانية أخرى، أن يكون الفنان أحمد عز، هو بطلها، إلا أن اختيارها، لم يحالفه التوفيق، فظهر عز بأداء باهت، يتناسب مع الصورة القاتمة التى اختارتها الشركة له، وكأنها تعمدت أن تقلل من نجوميته.
شركة أخرى فى مجال المحمول، اختارت فكرة إعلانية ضعيفة لخدمتها، فاختارت أن يعيد «موديلز» تقديم كليبات سبق وأن قدمها نجوم كبار فى الغناء، حيث تظهر فتاة سمينة وهى على عجلة رياضية وتقلد روبى، وتغنى أغنيتها «طب ليه بيدارى» ولكن بكلمات تلائم الخدمة التى تقدمها الشركة.
أما شركة أخرى متخصصة فى «البسكويت» لجأت لبعض الأفكار الصادمة للجمهور، ففى أحد إعلاناتها، يظهر مارادونا اللاعب الشهير، لشاب مراهق، ويخبره أنه اختاره لكى «يوهبه فخاده»، وبالفعل يبدآن عملية التبادل، إلا أن والدة الشاب الصغير، تدخل عليهما وترفض هذا التبادل وتقول لابنها «رجعله فخاده»، وفى أحد الإعلانات لنفس الشركة يظهر جذاب يرتدى شورت فقط، لفتاة مراهقة ترتدى الزى المدرسى تجلس على الشاطئ وحدها، ويخبرها أنه اختارها لكى تضع كريماً على جسده، وهو ما يفاجئ الفتاة، ولكن مدرستها تصدمها بأن الرحلة انتهت.
فى حين اعتمدت إحدى شركات «الشوكولاته» على إعلان واحد لم تكرر فكرته، حيث يسافر ثلاثة أصدقاء على متن طائرة واحدة، فيجلس اثنان منهم بجوار فتاتين، أما الثالث فلم يجد إلا مكانا بعيدا عنهما، وبمجرد جلوسه يكتشف أنه جلس بجوار شخص مزعج، يدعى أنه مطرب، ويبدأ فى غناء أغنية تقول «إدينى حنان م اللى أنا مش حسه بتاع زمان» بصوت سىء وبطريقة كوميدية، فيبدأ الشاب فى تناول الشوكولاته ليتضاءل المطرب تدريجيا.
شركة منافسة لها اختارت أن تعود بأفكار إعلانات لا تمت بصلة للمنتج نفسه، فيظهر فى كادر الإعلان، زوج مغطى وجهه نتيجة حادث، ويخشى ألا يعود شكله كما كان، فتطمئنه زوجته بأن الشكل ليس مهما بالنسبة لها، ليدخل الطبيب ويبدأ فى فك الرباط من على وجه الزوج، لنكتشف أن الزوجة أعطت للطبيب صورة تامر هجرس، لرغبتها فى تحويل شكل زوجها لنفس شكل تامر هجرس، وهو ما يصدم الزوج.
إحدى شركات السمنة القديمة، عادت من جديد، بنفس الاسم، ولكنها اختارت أن تغير لون شعارها، فبعد أن كان لون شعار المنتج أحمر قبل سنوات، أصبح لونه أصفر، وتدور أحداث الإعلام فى العصور الوسطى، وعصر ألف ليلة وليلة.
أما هشام إسماعيل والمعروف فنيا باسم فزاع، فاختارته إحدى شركات «الشاى» ليكون وجهها، فخصصت حملة إعلانية كبرى، تعتمد على شخصية فزاع الذى ظهر فى مسلسل «الكبير أوى».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة