والتقى "اليوم السابع" بعدد من الأطفال بالجمعية، فقال أحمد مصطفى، البالغ من العمر 16 عاما، إنه لم يجد لنفسه مأوى ولا مكانا سوى الشارع، بمجرد أن نفذت نقود أبيه الذى توفى طرده عمه من المنزل، وعامله معاملة سيئة، مضيفا أنه وجد حملة لجمعية رسالة تسمى بـ"قيد الحياة"، تهتم الحملة بأطفال الشوارع وتقدم لهم العون للحصول على حياة كريمة كغيرهم من الأطفال.
وأضاف أحمد، أنه عندما جاء إلى جمعية رسالة وجد الاهتمام والرعاية المطلوبة والتى حرم منها لسنوات طويلة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أنه تبقى له عام واحد فقط على مغادرة الجمعية إلا أنها ستوفر له سكناً طوال فترة التعليم الجامعى حتى يتمكن من العمل والحصول على مأوى ومصدر للرزق يُعينه على حياته الجديدة، وأنه سيتذكر دائما الجمعية وأبناءها الذين وقفوا إلى جواره حتى خرج من محنته.
المشرفة على الطلبة بجمعية رسالة أثناء الاهتمام بالدراسة
العنف والتفكك الأسرى من أسباب أنتشار أطفال الشوارع
ومن جانبها قالت منى أحمد، التى تبلغ من العمر 15 عاما، إن والدتها كانت تعاملها بقسوة، وأجبرتها على التسول بالشارع وألزمتها بضرورة الحصول على مبلغ يومى لا يقل عن 100 جنيه، مضيفة أن ذلك دفعها لأن تهرب من جحيم والدها ومكثت بمدينة 6 أكتوبر، وعلى الرغم من بعدها عن مدينة الفيوم فوجئت ذات ليلة بوالدها أمامها ويطلب منها الحصول على جميع الأموال التى حصلت عليها من التسول بالشوارع.
وأضافت منى، خلال لقائها مع "اليوم السابع" إنها تشتاق إلى منزل أبيها وإلى أشقائها الصغار التى توصف نفسها بأنها أمهم، مشيرة إلى أنه على الرغم من راحتها فى البعد عن والدها إلا أنها تشتاق أيضا إلى سريرها بدلاً من النوم فى الشوارع.
وتختلف قصة الطفل محمد أحمد الذى أتم ربيعه الـ12 عن سابقيها، فقد دفعه التفكك الأسرى إلى الهروب إلى الشارع بعد موت أمه، وتركه والده وتزوج من أخرى فيقول، "لم تشفع لنا حداثة عمرنا عند أبى، ففور أن ماتت أمى، تزوج من أخرى، وأجبرنا على العمل وكسب الرزق رغم أن أكبرنا لم يتم 15 عاما، وكان يحرمنا من الطعام إذا رفضنا الرضوخ إلى مطالبه ويضربنا بقسوة، فقررت حينها قررت أن أترك المنزل".
الاهتمام بصحة الأطفال فى جمعية رسالة
جمعية رسالة تستقبل ما لا يقل عن 15 طفلا مُشردا يومياً
ومن جانبه قال أحمد ربيع، المشرف العام على الأطفال بجمعية رسالة، إن قسم الاستقبال بالجمعية يستقبل يومياً ما لا يقل عن 15 طفلا، وأن منهم من يستجيب إلى التغيرات الجديدة التى تطرأ فى حياته، ومنهم من يهرب ويبتعد عن الجمعية.
وأضاف أحمد ربيع، المشرف العام على الأطفال بجمعية رسالة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الجمعية هدفها الأساسى هو رعاية أطفال الشوارع، والعمل على الدمج الأسرى بين الطفل وأسرته، وقال "نجحت الجمعية فى تلك العملية فهناك أسر رفضت الحصول على أطفالها، ومنهم من يرحب بذلك ويعتبر ما حدث عبرة وعظة من الله"، مشيراً إلى أن الجمعية استطاعت إرجاع طفلين توأم إلى أسرتهما منذ شهرين تقريباً.
أثناء ممارسة التمارين والتدريبات للأطفال بجمعية رسالة
أطفال الشوارع ثروة قومية..
وقالت الدكتورة ميرفت محمد استشارى الطب النفسى بجامعة القاهرة، "أطفال الشوارع يمثلون ثروة قومية وليس قنبلة موقوتة، وذلك إذا تم استثمارهم والتعامل معهم بالطريقة الصحيحة".
وأضافت استشارى الطب النفسى للأطفال، أنه يجب علينا تحسين المستوى المادى للأسر الفقيرة، وكذلك عدم استخدام الضرب، فى عقاب الأطفال تحت مسمى التربية، مشيرة إلى أن كثيرين يجدون الشارع مأوى لهم بعيدا عن الجو الأسرى العنيف أو بحثا عن العمل بسبب الظروف المالية السيئة للأسرة.
الأطفال زياد وعبد الهادى التوأم اللذين رجعا لأهلهما
زياد وعبد الهادى داخل الجمعية قبل الذهاب إلى بيت أهلهما
موضوعات متعلقة:
- إنشاء قاعدة بيانات لأطفال الشوارع بالشرقية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة