عن الإسبانية... مشروع «كلمة» للترجمة يصدر «لغز الماء فى الأندلس»

الثلاثاء، 31 مارس 2015 11:50 م
عن الإسبانية... مشروع «كلمة» للترجمة يصدر «لغز الماء فى الأندلس» غلاف كتاب لغز الماء فى الأندلس
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر مشروع «كلمة» للترجمة التابع لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة ترجمة كتاب «لغز الماء فى الأندلس» للمؤرخ شريف عبد الرحمن جاه. وقد قامت بترجمة الكتاب عن الإسبانية الدكتورة زينب بنياية من المغرب.

سحر الأندلس البديع، والحس الرهيف، والماء الرقراق الشفيف، كلها عناصر اجتمعت لتكون لهذا الكتاب الجوهر والمحور. ذلك أن الماء هو المحور الذى تبلورت حوله ثقافة انبثقت من رحم الإسلام، لتسطع طويلا فى أفق التاريخ. وهى التى ثمَّنت هذه القيمة بإنزالها منزلة خاصة، بوصفها هدية السماء التى جعل الله منها كل شيء حى، حتى غدَت ثقافة الأندلس "ثقافة الماء" بامتياز.

ويعد هذا النص بمثابة عرض تاريخى وموثق حول علاقة الإنسان بالماء فى إطار المشهد الأندلسى الإسلامى، ويُفرِد المؤلف لهذا الموضوع تحليلا كافيا شافيا، بدءا بالأساطير اليونانية والإسهامات الرومانية، من بُنى تحتية أساسية وآليات مبتكرة -شكَّلت الإرث الذى انطلق منه المسلمون-، مرورا بالدور العربى فى تطوير هذا الموروث الذى استغله هؤلاء بدايةً، ثم خصُّوه بالتطوير والتحديث لاحقا، ليبرعوا فى هذا المجال ويبدعوا فيه أيَّما إبداع. وإذا كانت المبانى "دالَّة على عظيم قدر بانيها" فإنما القناطر والسواقى، والرافعات المائية، والحمامات العربية، والآليات السحرية، والنوافير المبهرة الباذخة التى خلفها الأندلسيون دالة، أيضا، على عظيم شأن من بنوها. ومن المؤكد أن ذلك لم يكن ليتحقق دون الاستعمال الحصيف للماء ودون سياسة حكيمة فى إدارته وتوزيعه.

ويؤدى الماء، فى هذا الإطار كما يشير الكتاب، وظيفة دينية واجتماعية، ليس فقط بتحقيق طهارة البدن وإنما أيضا بتحقيق طهارة الروح. ويذكر القرآن الكريم الماء فى ست وثلاثين مناسبة. ولهذا السبب، كان لا بد له من أن يتوفر فى الجوامع والينابيع العمومية. فهو حق للجميع، ومن ثم ينبغى توزيعه بشكل متكافئ وعادل. ولذلك اجتهد السلاطين الأندلسيون فى سعيهم إلى تحقيق هذا المطلب، بإنشاء شبكة معقدة للقنوات تقود الماء إلى أهم المرافق العمومية، كما لم يكن يخلُ أى بيت أندلسى من "بير" أو جُب. ولذلك، أيضا، أنشئت العديد من المؤسسات التى ظل بعضها قائما إلى اليوم، مثل "محكمة الماء ببلنسية"، و"مجلس الرجال الحكماء".

وتجاوز استعمال الماء، مع تطور المجتمع الأندلسى، كما يرى المؤلف، هذه الوظائف الأساسية إلى أداء وظيفة جمالية بحتة، عكست حالة البذخ التى وصل إليها هذا المجتمع، وتنافس الأندلسيون فيما بينهم، لأجل تخليد أسمائهم من بعدهم، من خلال ما أنجزوه من أعمال أو شيدوه من قصور، يلعب فيها الماء وظيفة أساسية، ويسيطر فيها سيطرة طاغية، تجلت فى نوافير لا تُضاهى فى جمالها، وأجهزة آلية متطورة وساعات مائية بديعة، كانت مصدر تسلية لهم وتباهٍ بينهم.

ويتطرق الكتاب إلى براعة الأندلسين أيضا فى علم البستنة، إذ عرفت المدارس الزراعية الأندلسية تطورا لم يسبق له نظير، فقد جلب العرب معهم تقنيات جديدة وفنيات متطورة، وأشكالا زراعية مثلت "ثورة خضراء" حقيقة بالنسبة لتلك البيئة. وقد تركت بصمة عميقة، ما زال أثرها جليا فى أسماء الأماكن باللغة الإسبانية والمصطلحات المتعلقة بعلم المياه.

مؤلف الكتاب شريف عبد الرّحمن جاه (مواليد 1944)، إسبانى من أصل مغربى، من مواليد مدينة «الجديدة»، متخصّص فى العلوم الإنسانية وخبير فى الإسلاميات، يشغل منصب رئيس مؤسّسة الثقافة الإسلامية بمدريد، وهى منظمة علمية ثقافية تسعى إلى التّعريف بالحضارة الإسلامية فى أوروبا وإحياء الإرث التاريخى والفنّى الإسلامى فى الغرب. له رصيد لا يستهان به من المقالات والإصدارات، يذكر من بينها «عطور الأندلس»، و «الإسلام: إرثٌ للجميع».

والمترجمة الدكتورة زينب بنياية، من مواليد مدينة تطوان (المغرب)، مُجازة فى اللغة الإسبانية وآدابها من جامعة عبد المالك السّعدى بتطوان (1997)، وحاصلة على درجة الدكتوراة فى اللغة الإسبانية (فرع اللسانيات)، من جامعة غرناطة بإسبانيا (2006).

وعملت كمترجمة معتمدة لدى وزارة الداخلية لعدّة سنوات، وتعمل حالياً لدى وزارة العدل الإسبانية. شاركت فى إعداد وتنسيق عدّة مناهج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وبرامج لتعليم اللغة الإسبانية للأجانب.

كما شاركت فى إعداد وإدارة عدّة ورشات للتّرجمة المتخصِّصة، من ضمنها ورشات للتّرجمة الأدبية. صدرت لها عدّة مقالات فى هذا الصّدد باللغتين العربية والإسبانية.


موضوعات متعلقة..


- الليلة.. ناصر عراق يتحدث عن سينما الأبيض والأسود فى أبوظبى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة