تعد عملية تدريب رواد الفضاء أو من سيصعدون خارج محيط الغلاف الجوى ذات أهمية كبيرة على حياة الإنسان، لتجنب المخاطر، وهذه التدريبات الهامة سيتلقاها المصرى محمد سلام، والفائز ضمن 100 مواطن حول العالم سيسافرون فى رحلة للمريخ بلا رجعة مرة أخرى للأرض، والذى يعد فخرًا لجميع المصريين وسيفيد البشرية كثيرا.
قال الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للعلوم الفلكية والجيوفيزيقية، التابع لوزارة البحث العلمى المصرية، إن هناك العديد من التدريبات يتلقاها رائد الفضاء قبل انطلاقه لتفادى المخاطر، التى يتعرض لها حتى يحافظ لفترات طويلة من الزمن، وتؤدى التدريبات إلى كسور بالأضلع ونزيف بالأعين وارتجاج بالمخ.
وأضاف تادرس أن من بين التجارب التدريب على مقدار ما يتحمله الإنسان من إجهاد عجلة الجاذبية بسبب اكتسابه لسرعات هائلة فى تدريب الطرد المركزى وهو أصعب التدريبات فى هذا الشأن، حيث تصل فيها العجلة إلى (20ج)، مما يعمل على زيادة فى الوزن تصل إلى أكثر من طن أحيانا.
وزنه سيصل إلى لا شىء وتابع رئيس قسم الفلك بأن التجارب تشمل التكيف مع حالة انعدام الوزن فى الفضاء، وهى حالة مغايرة تماما لما تدرب عليه الرائد فى تحمله لإجهادات العجلة (ج)، حيث يصل وزنه إلى لاشىء تقريبا ويسبح فى فراغ الكبسولة، وفى هذه الحالة يصعب على الرائد تناول المشروبات، التى لا تستقر فى معدته، بالإضافة إلى صعوبة البلع أيضًا لعدم وجود جاذبية لأسفل.
كل هذا إلى جانب عدم شعوره بالارتخاء أو الراحة إذا ما أراد أن يسترخى أو ينام، ولذلك فلابد من التمرن الجيد على هذه الحالة وكيفية التغلب عليها والتكيف معها حتى أثناء النوم.
وأكد الدكتور أشرف تادرس أن رائد الفضاء معرض أن يصاب بضعف وهشاشة العظام إذا ظل فى حالة انعدام الوزن لفترات طويلة من الزمن مؤكدا على أهمية أن يتناول طاقم هذا النوع من الرحلات كميات معينة من الكالسيوم ويقوموا بالجرى فى المكان مشدودين إلى أسفل بأحبال مطاطية لمحاكاة جاذبية الأرض بالنسبة لعظام الساقين.
أما عن وجبات الطعام، التى تقدم للرواد فقال الدكتور أشرف تادرس: إن وجبات مثل هذه الرحلات مصنوعة خصيصا للفضاء بحيث تشمل العناصر والفيتامينات والهرمونات الهامة لجسم الرائد طوال رحلته فى الفضاء وطريقة تناول هذه الوجبات إما عن طريق أنابيب العجائن أو فى صورة جافة تخلط بالماء الساخن فى أكياس خاصة بشرط أن تكون هذه الأطعمة قليلة الرواسب.
ويؤكد الدكتور أشرف تادرس أن الرائد يتعرض فى مثل هذه التدريبات على الانعزال لفترات طويلة فى كبسولات مظلمة وضيقة شبيهة بالحقيقية تمامًا فيبقى بها حبيسا بعيدا عن أى ترفيه أو ترويح وفى حالة من الصمت الشديد لساعات طويلة قد تصل إلى أيام، وهو الشىء، الذى يمكن أن يدفع به إلى ما يسمى بنقطة الانهيار عندها يفقد الرائد تركيزه، ويصبح فى حالة لامبالاة غير قادر على الملاحظة ثم ينقلب إلى خطر كبير يمكن أن يهدد حياته وحياة زملائه، لافتا إلى أنه يتم تدريب الرواد على التعود على مثل هذه الأوضاع تحسبًا لما يمكن أن يتعرض له أثناء الرحلة.
وأشار الدكتور أشرف تادرس إلى أن من بين الذين تأثروا بهذه التجربة جدا الرائد الروسى (يورى جاجارين) الذى حكى بعض انفعالاته الشديدة، فقال إنه كان يتذكر أحداث حياته، كما لو كانت تحدث له الآن! فكان يبكى أحيانا ويضحك أحيانا أخرى وهو وحيد داخل كبسولته.
فى السياق ذاته قال الدكتور أشرف تادرس: إن درجة الحرارة والضغط والتأثر بالإشعاع الكونى والرياح الشمسية وغبار الشهب وما إلى ذلك، فهو الأمر التى تحميه منه سفينة الفضاء المجهزة، فهى مكيفة من الداخل والضغط بها مساوٍ للضغط الجوى الأرضى، وما هو مؤكد أن الضغط فى الفضاء الخارجى يقل كثيرا إلى الدرجة، التى يمكن أن ينفجر معها جلد الإنسان ويغلى دمه عند درجة حرارة جسمه إذا خرج من السفينة.
مخاطر رحلة المريخ.. هشاشة بالعظام ووزنه يتجاوز الطن وجلده قد ينفجر
الأربعاء، 04 مارس 2015 11:19 م
صورة : أرشيفية رحلة المريخ
كتب محمد محسوب
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة