توصلت بعثة جامعة ليوفن البلجيكية بالتعاون مع وزارة الآثار إلى معلومات حديثة تكشف عن آليات بناء الفراعنة لمدينة "العمارنة" الأثرية بمحافظة المنيا، والتى تقع على بعد نحو 300 كم جنوب القاهرة وترتبط بواحد من أهم ملوك مصر القديمة الملك إخناتون، وذلك من خلال استخدامها لتقنية التصوير بالأقمار الصناعية.
صرح بذلك الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار، مشيرا إلی أن البعثة كشفت عن وجود بقايا ضاحية صناعية فى الشمال من العمارنة، حيث يتضح أن المنطقة كانت محاطة بمنطقة صناعية واسعة تمتد لقرابة 12 كم، كما تم الكشف عن وجود المئات من المحاجر والتى كانت مستخدمة أثناء فترة العمارنة.
وأكد الدماطى أن هذه النتائج تحتاج إلى المزيد من الدراسات التحليلية والتى قد تمكن المتخصصين فى المستقبل من الوصول إلى حقائق مؤكدة تفتح المجال أمام المزيد من الاكتشافات الأثرية، مشيرا إلی ضرورة الاتجاه إلى استخدام تقنيات وأساليب مغايرة تتناسب مع الطفرة العلمية الحديثة التى نعيشها بما ينعكس بشكل مباشر على منظومة العمل الأثرى ككل.
وقال هاركو ويليامز مدير البعثة البلجيكية، إن فريق العمل تمكن من تحديد موقع عدد من الطرق والممرات القديمة التى تقطع المنطقة والتى كان من الصعب رصدها، نظرا لخشونة السطح، كما كان من الصعب الوصول إليها بالطرق التقليدية لإعمال الحفائر.
وأضاف ويليامز أن هناك مجموعة هائلة من طرق النقل المنحدرة تم رصدها والتى تمتد من المحاجر فى الصحراء وحتى السهول الفيضية للنيل، ما تدفعنا إلى شك فى أن هذه الطرق ربما تؤدى إلى أحد موانئ النيل، حيث كانت كتل التلاتات تنقل غربا إلى العمارنة، لاستخدامها فى البناء، كما يدفعنا هذا إلى ترجيح وجود مجموعة من النقاط المخصصة لأحجار البناء على امتداد نحو 12 كم والتى ربما كانت محاطة بعدد من المستوطنات الصغيرة.
وأشار إلى أن هناك محاجر أخرى تم رصدها أيضا تقع بالصحراء فى أماكن تعذر فيها الوصول إلى وادى النيل، تم الكشف عن وجود طريق صحراوى بها يتخذ شكل قوس كبير يربط عبر الصحراء ما بين محاجر الموجودة بدير أبو حنس والمقابر الشمالية فى العمارنة نفسها.