"خارج الخدمة": كثير من العناصر الجيدة بلا جمهور

الإثنين، 09 مارس 2015 05:51 م
"خارج الخدمة": كثير من العناصر الجيدة بلا جمهور حنان شومان
حنان شومان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أفلام السينما تتكون من مجموعة عناصر مثلها مثل أى مُنتج بشرى وجودة عنصر أو أكثر من العناصر المكونة لها لا تعنى بالضرورة أن المنتج النهائى جيد أو قد يقبل عليه المستهلك وهو المتفرج فى حالة السينما.

"خارج الخدمة" فيلم شاهدته وحيدة فى دار العرض فهو يحمل على أفيشه اسم وصورة أحمد الفيشاوى وشيرين رضا، واسم مخرج شاب هو محمود كامل لم يقدم إلا ثلاث تجارب لم تحظ أى منهم باهتمام كبير أو نجاح باهر، أما عن البطلين فرغم موهبتهما وتجاربهما السابقة فى البطولة إلى جوار آخرين فهما لا يحملان الدافع لدى الجمهور للمغامرة بدفع ثمن التذكرة، وهذه بعض من العناصر بداية التى تكون وجهة النظر حول أى فيلم ولكنها لا تكفى للحكم على الفيلم فكم من أعمال جيدة لم تكن تحمل أسماء براقة ظُلمت فى المشاهدة أو ذهب لها الجمهور صدفة فأحب أبطالها ورفعهم نجومًا.

"خارج الخدمة" يحكى قصة غير تقليدية فى السينما المصرية فهو عن شاب أقرب للمشردين وحرامى ومدمن يعيش على هامش الحياة تدفعه الظروف للقاء أرملة تعيش وحيدة يذهب إليها ليهددها فيقيما علاقة غريبة لا تستند إلا على تبادل تعاطى المخدرات بكل أنواعها وفى الخلفية وأحيانًا فى المقدمة، تلفزيون، هو كل ما يربطهم بالعالم الخارجى وأحداثه فى الفترة ما بين ثورتى مصر 25 يناير و30 يونيو. وينتهى الفيلم نهاية غير متوقعة حين يكتشف البطل أنه كان طوال الأحداث يتصور جريمة لم تحدث.

فيلم "خارج الخدمة" ذو عناصر شديدة الجودة من حيث التصوير والمونتاج والموسيقى والإضاءة والديكور رغم أن المشاهد محدودة بأماكن قليلة وضيقة، أما الأداء فالفيشاوى الصغير فى هذا الدور ارتفع درجات هائلة فى القدرة على تقمص شخصية المشرد المدمن وكذلك ناطحته فى الأداء شيرين رضا التى بدأت حياتها ممثلة جميلة ثم كبرت فصارت ممثلة ثقيلة الوزن ربما ليست نجمة بمنطق السينما لكنها نجمة فى الأداء، حتى ممثلى الأدوار الثانوية التى لم تتعد المشهد اجتهدوا، إذًا ما المشكلة فى هذا الفيلم التى جعلت الجمهور يهجره؟

إجابة هذا السؤال قد تكون صعبة بعض الأحيان لكنها فيما يخص "خارج الخدمة" ليست بذات الصعوبة، فهذا فيلم خاص، سيناريو غير تقليدى قد يدفع المشاهد لأن يسأل نفسه ولماذا أجلس طوال الفيلم أشاهد شخصيتين لاثنين من المدمنين فى حالة غيبوبة وما الهدف، وهى أسئلة مشروعة لعموم الجمهور الذى قد لا يرى أن الكاتب عمر سامى ربما يشير لغيبوبة أكبر من غيبوبة أبطاله، وأعتقد أن الجمهور المصرى وحتى عموم الجمهور فى العالم لا يقبل كثيرا على هذه النوعية من الأفلام ولكنها تجارب يجب أن نحترم مجهودها لأن بها عناصر أخرى للمتعة البصرية والعقلية لو وصلتك الرسالة.

لم يخطئ الجمهور حين لم ينحاز لفيلم "خارج الخدمة" ولم يخطئ صُناعه فى عمل الفيلم لكن هناك نوعيات من الأفلام ليست لكل الجمهور ولكنها حلم لبعض الفنانين وأتمنى أن يكون خارج الخدمة حقق لهم جزء من أحلامهم التى سراها الجمهور يوما ما.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة