توجه "اليوم السابع" إلى الحدود العمانية اليمنية لاستقبال عدد من العائدين من اليمن إلى مدينة صلالة العمانية عبر منفذى المزيونة الحدودى بين السلطنة واليمن ورصدت معاناتهم .
البعض حمد الله على عودته سالمًا بعدما وصل إلى عمان وشعر بالأمن والأمان، وبعضهم تحدث عن المصريين العالقين هناك إلى جانب ما حدث لهم من خوف ورعب وما حدث للمصريين هناك خاصة بعد تدهور الأوضاع الأمنية فى اليمن .
واعتبر البعض الوصول إلى الحدود انتحارًا لبعد المسافات التى قد تصل إلى أكثر من 1500 كم، خاصة لو كان معه أسرته .
الزميل محمد سعد فى استقبال القادمين من اليمن بعد خروجهم من الحدود
بداية الرحلة
المسافة بين مسقط وصلالة أقرب مدينة للحدود العمانية اليمنية أكثر من (2000 كم) ألفى كيلو متر ذهابًا وإيابًا، والمسافة بين صلالة والمزيونة نقطة الحدود العمانية اليمنية أكثر من (350) كم ذهابًا وإيابًا، لذلك كان الطريق الوحيد أمامنا هو الذهاب بالطائرة لكى نستفيد من الوقت، وتقدر مسافة الرحلة ساعتين ونصف ذهابًا وإيابًا بين مسقط وصلالة .
عندما وصلنا إلى مدينة صلالة بصحبة الدكتور عبد الرحمن عاصى، نائب رئيس نادى الجالية المصرية بمسقط، وكان الاستقبال كبيرًا من قبل الجالية المصرية هناك، استقبلونا ووفروا لنا كل الإمكانيات، واتفقنا على الذهاب أولا لولاية المزيونة على الحدود العمانية اليمنية لاستقبال 29 مصريًا فارين من اليمن ذلك اليوم، لكى نتعرف عليهم وعلى صعوبة رحلتهم وما يحدث هناك.
وبعد أن قطعنا مسافة كبيرة من الطريق، تأكدنا أننا لن نستطيع التصوير هناك بدون تصريح، لذلك توقفنا وعدنا إلى صلالة مرة ثانية، وتابعنا إجراءات إنهاء سفرهم من هناك، وبعد جهد من البعثة القنصلية بقيادة المستشار حازم حنفى، ومساعدة السلطات العمانية، تم إنهاء كافة الإجراءات، ولأن الوقت تأخر اضطروا للمبيت ليوم الجمعة حتى يؤمن لهم الجيش العمانى "باصات" تنقلهم من المزيونة إلى صلالة، انتظرنا يومًا كاملاً واضطررنا للمبيت لليوم الثانى، وعندما علمنا بتحركهم، تحركنا لملاقاتهم فى الطريق، كانت المقابلة فى الساعة الخامسة بعد العصر .
وعلى طريق صلالة المزيونة التقينا ورحبنا بهم واصحطبناهم إلى فندق "بامصير" مكان إقامتهم فى صلالة قبل حجز تذاكرهم ونقلهم إلى مطار صلالة ومنه إلى مطار مسقط الدولى لسفرهم على خطوط مصر للطيران .
مجموعات عمل
لنجاح إجلاء المصريين من اليمن، كانت هناك مجموعات عمل بين الحدود وصلالة ومسقط، بقيادة البعثة العمانية التى تتواجد فى المزيونة باستمرار وتتنقل بين صرفيت وصلالة بقيادة المستشار حازم حنفى وسعيد صديق، بمساعدة السلطات العمانية ووالى المزيونة، إلى جانب مصريين من المزيونة وصرفيت وصلالة ومسقط، من أجل استقبال العائدين وإنهاء إجراءات سفرهم إلى القاهرة مع توفير تنقلاتهم وإقامتهم وكل سبل راحتهم منذ الوصول وحتى إقلاع الطائرة إلى مطار القاهرة الدولى .
قصص عديدة
فى مدينة صلالة التقينا ببعض القادمين وتعرفنا عليهم وعلى ما حدث لهم، البداية كانت مع الدكتور أيمن العربى من المنوفية، الذى قال "كل محافظات اليمن تختلف عن بعضها وهناك قنابل وضرب قوى ومشاكل عديدة فى بعض المحافظات وهناك محافظات هادئة".
أما "ربيع محمد محمد عزام"، مصرى من قرية الجابرية بالمحلة الكبرى محافظة الغربية، فقال :"منذ تحركنا من اليمن وحتى وصولنا إلى الحدود العمانية مرت علينا ساعات طويلة من الرعب والخوف والقلق، الموقف صعب جداً لا يوجد بترول والوضع سىء وغير قادرين على التحرك".
وتابع ربيع محمد: "كنت مقيم فى مدينة كبيرة اسمها المسلة، تعتبر أكبر مدينة فى الجنوب فى حضر موت، يوجد بها أطباء مصريين وكل المستويات ولكن الوضع سىء جدًا، كل شىء مغلق فى اليمن، لا يوجد مواصلات ولا وزارات ولا أى شىء، وابتعدنا قدر الإمكان عن أماكن القصف والمناطق التى بها الحوثيين أو القاعدة، شاهدنا وسمعنا الكثير والكثير، مدافع هاون ضربت بجانبنا مباشرة وفجرت عمارة كبيرة بأكملها، خسرنا كل شىء".
بعض القادمين من اليمن فى باص الجيش العمانى
وشاركه فى الرأى زميله مسعد محمد عزام الذى قام بالتوقيع على تنازل وإقرار بأننا تسلمنا جوازات السفر من مكتب شئون الموظفين بسبب الأمن المتوتر فى البلاد وأننا مسئولون عن ذلك ونخلى مجموعة كردوس التجارية (هايبر المستهلك) مسئوليتهم عنا وأننا وبرغبتنا وكامل قوانا العقلية، ووقع الجميع، وبذلك وقعنا أننا أخذنا جميع مستحقاتنا وليس لنا مستحقات عندهم.
وقال "سامى عبد الغنى إبراهيم شمسان"، يعمل فى مجموعة العمودى للمقاولات: نشكر المسئولين والسيد الرئيس على اهتمامهم بنا ونشكر الجالية المصرية فى صلالة التى استقبلتنا، وبالفعل نسينا كل شىء صعب بعد وصولنا إلى صلالة والحمد لله" .
رحلة طويلة
حكى المهندس محمود محمد رحلته بالتفصيل قائلاً: "رحلتى للحدود كانت طويلة، رأيت فيها ما لم أكن أتوقعه أو أتصوره، رأيت مقتل ناس فى شمال اليمن، ولكن فى الجنوب لم أرى شيئا، أكثر من 12 ساعة رعب، لا أحد يعلم ماذا يخبئ له القدر، وصلنا إلى منفذ المزيونة وشعرنا بالأمان".
وضحك محمود قائلاً: "الطريف أنهم قالوا لى إن صاحب الفندق عمانى، وقد أمر بإخلاء الفندق من النزلاء فيه، وقام بإلغاء حجز لعريس كرامة للمصريين، ولذلك أشكر الجالية المصرية بعمان وعلى رأسهم المستشار حازم حنفى".
بعض المصريين مع بعض أبناء الجالية فى المزيونة على الحدود
وتابع محمود لـ"اليوم السابع" قائلاً: "نزلنا فى فندق هناك والضابط العمانى هو من دفع وحجز لنا الفندق، شكرنا الضابط والجنود، صباح اليوم التالى فى حوالى الساعة 11 صباحًا تعرفنا على المهندس محمد، أحد المصريين يعمل بصلالة، ورحب بنا جدًا وأخذنا كى نصلى الجمعة وبعد ذلك أعادنا إلى الفندق بعد إصراره على تقديم الغداء لنا ولكننا رفضنا حرصًا منا على العودة إلى الفندق" .
وأكمل "أقل ما يقال إن المصريين فى المزيونة وصلالة الجالية المصرية كانوا فعلا يعملون على قدم وساق دون كل أو مل والابتسامة دائمًا على وجوههم إلى أنى أريد أن أقول إننى فخور أنى مصرى وأنى فخور بما تقوم به السفارة المصرية ووزارة الخارجية والجالية المصرية من مجهود كبير جدًا ومهما قلنا ما وفيناهم حقهم" .
العودة لمصر
سألنا المستشار حازم حنفى عن أصعب المواقف وأكثر طلبات المصريين العائدين فقال: "منذ بداية إجلاء المصريين القادمين من اليمن ونحن على الحدود بين المزيونة وصرفيت وصلالة، والحمد لله كل المجموعات التى وصلت نحاول تخليص إجراءاتها وتسفيرها إلى مصر بالتعاون الكبير مع السلطات العمانية".
أما أصعب شىء فهو التأخير فى وصول المصريين خاصة وأنهم يرون الكثير من المشاكل فى طريقهم، ورحلة طويلة داخل اليمن تصل إلى يومين وسط الخوف والقلق، وعندما يصل بعد رحلة طويلة يكون على عجالة من تخليص إجراءات سفره ومتوقع أنه فى خلال ساعة سيأخذ التأشيرة ويسافر، لكن هناك بعض الإجراءات التى قد تصل ليوم كامل من أجل تخليص إجراءات سفرهم وحجز تذاكرهم وتأمين وصولهم إلى مصر .
أصعب المواقف
سألنا أبناء الجالية المصرية عن أصعب المواقف التى سمعوها من بعض المصريين القادمين، فقال عبد الحميد سليمان وهو ممن يستقبلون القادمين من اليمن، عن أصعب المواقف التى شاهدها والتى قالوا له عنها فقال: "الموقف الذى أبكانى شخصيًا عندما وصلت إحدى المجموعات المصرية الهاربة من اليمن إلى الفندق وكان معهم أطفال صغار دون السادسة ونزل أحدهم من الباص وكأنه رجل عنده 80 أو 90 عامًا والمنظر كان صعبًا عندما رأيته يمشى، شعرت بمدى المعاناة التى تعرضوا لها".
استقبال المصريين عند وصولهم لصلالة
وقد أخبرنا أحد المهندسين ومعه أسرته أنهم باليمن عندما وصلوا إلى الباص ليركبوه إلى الحدود العمانية وجدوا الباص قد امتلأ فركبوا الباص الثانى وعندما تحركوا ولحقوا بالباص الذى فاتهم وجدوه قد أطلق عليه قذيفة من أحد المدافع الحوثية ودمر بأكمله.
قصص أخرى عديدة قصها المصريون الفارون من اليمن أبكتنا، فمنهم من ضاعت عليه سنوات عمله العديدة ولم يعود بشىء، ومنهم من فقد أعز أصدقائه، ومنهم من عاد ولا يعرف عن مصيره القادم شيئا، ولكن فى النهاية الجميع حمد الله على عودته سالمًا إلى بلده ووطنه.
أسر مصرية بعد وصولهم للفندق
ترحيب بالمصريين بعد نزولهم من باصات الجيش العمانى
عبد الحميد سليمان يتحدث لـ"اليوم السابع"
صورة جماعية مع المستشار حازم حنفي
باصات الجيش العمانى وبها المصريون فى طريقهم للفندق
المستشار حازم حنفى يتحدث لـ"اليوم السابع"
إقرار للمصريين بتسلم مستحقاتهم
صورة أخرى للإقرار وعليه بصمات المصريين
وصول إحدى الأسر
وصول العائلات
استراحة داخل الفندق
ربيع محمد يتحدث لـ"اليوم السابع"
"اليوم السابع" يتحدث مع عاطف صقر
الزميل محمد سعد يتحدث مع أبناء الجالية المصرية فى صلالة
وزير مفوض رانية البنا والمستشار أشرف شاكر ومها شاهين فى استقبال المصريين فى مطار مسقط
المستشار حازم فى استقبال بعض المصريين القادمين من مطار صلالة
المهندس محمود محمد مع أصدقائه فى اليمن قبل فراره من هناك
صورة فى مطار صلالة
صورة داخل فندق صلالة
صورة قبل مغادرة مطار صلالة
المستشار حازم حنفى والمستشار أشرف شاكر وضياء الدين عمر وأبناء الجالية فى مطار مسقط لاستقبال القادمين من صلالة
المهندس محمود محمد مع أصدقائه فى اليمن قبل فراره من هناك
صورة جماعية فى مطار صلالة
صورة داخل فندق صلالة
صورة قبل مغادرة مطار صلالة
المستشار حازم فى استقبال المصريين فى المطار
أبناء الجالية المصرية فى مسقط تستقبل المصريين القادمين من صلالة
داخل فندق صلالة
استقبال الجالية المصرية للقادمين
ضياء الدين عمر وأبناء الجالية فى قاعة الوصول بمطار مسقط
صورة تذكارية فى فندق صلالة
المستشار حازم حنفى يرحب بالقادمين
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى السعدى - الاقصر
ومازال الخير ينمر من بين يدى السلطان قابوس وابناء شعبة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمودعبدالرسول
جلالة السلطان قابوس شكرا لك ولشعب عمان الاصيل
عدد الردود 0
بواسطة:
فارس فرسان
الخوف يفسد حرية الاختيار