"سرايا عابدين" كثير من الأموال.. قليل من الإبداع

يجب أن يتأكد صناع العمل أنهم إذا أرادوا اقتباس فكرة من عمل عالمى أو محاولة تقليده أن يكون هذا التقليد على مستوى العمل الأصلى أو على الأقل ينافسه، وهذا ما لم يأخذه صناع عمل مسلسل "سرايا عابدين" بالاعتبار، حيث إن فكرة المسلسل مقتبسة من المسلسل التركى العالمى الضخم "حريم السلطان"، وعند وضع المسلسلين فى المنافسة نجد أن الفارق كبير حيث إن "حريم السلطان" حقق نجاحًا محليًا وعالميًا، واستطاع جذب المشاهد بكل فئاته على مدار 4 أجزاء، وهذا يرجع للإخراج الناجح والتصوير المبهر وأداء الممثلين الحقيقى، والسيناريو الرائع الذى يخلو من مناطق الملل بل دائمًا هناك إثارة وانتظار لما تسفر عنه الأحداث.

أما مسلسل "سريا عابدين" لم يستطع تحقيق نجاح يذكر رغم تغيير مخرجه فالجزء الأول أخرجه المخرج عمرو عرفة، أما الثانى أخرجه المخرج السورى شادى أبو العيون السود، إضافة إلى أن أداء بعض الممثلين جاء مفتعلاً، مثل أداء الممثلة الشابة ريم مصطفى والتى احتلت مكان النجمة غادة عادل بعد اعتذارها عن الجزء الثانى، والتصوير له أيضًا نصيب كبير فى نجاح المسلسل حيث استطاع فريق تصوير "حريم السلطان" إظهار الممثلين على أنهم عظماء، رغم أن بطل المسلسل "السلطان سليمان" ليس من أصحاب القامة الطويلة فى الحقيقة، فى حين أن زوايا التصوير فى "سرايا عابدين" لا يتم توظيفها بالشكل الذى يخدم الدراما، حيث يظهر شخصية "الخديوى" وكأنه قصير وهو ما يعطى معنى عكس المقصود.