عروس الشرقية من فستان الفرح لكفن الموتى.. جرار زراعى يدهس طالبتين أمام مدرسة ويقتل إحداهما..الأسرة: "إيمان" نزفت فى الاستقبال و"المسعف" أجرى لها خياطة للجرح.. وشقيقها: تعرضنا للابتزاز والإهمال

الثلاثاء، 14 أبريل 2015 05:49 م
عروس الشرقية من فستان  الفرح لكفن الموتى.. جرار زراعى يدهس طالبتين أمام مدرسة ويقتل إحداهما..الأسرة: "إيمان" نزفت فى الاستقبال و"المسعف" أجرى لها خياطة للجرح.. وشقيقها: تعرضنا للابتزاز والإهمال الطالبة الضحية إيمان صبرى
الشرقية - إيمان مهنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حزن وبكاء وألم وآهات.. أقل ما يصفه كل من له صلة قرابة ومن شاهد أو سمع الحادث المأساوى، -الذى يتكرر شبه يوميًا بمحافظات مصر وأصبح مسلسلاً قديمًا لا قيمة له- وراح فى هذا الحادث طالبة ضحية للإهمال والاستهتار بأرواح المواطنين البسطاء والغلابة، حيث ألم الحزن بأسرتها المكلومة التى تنزف ألما وتبكى بدل الدموع دمًا، بسبب قلة من المسئولين الذين لا يراعون ضمائرهم.

أسرة تفاجئت عندما سمعت خبر دهس جرار زراعى لابنتها، الطالبة بالدملوم أمام بوابة مدرستها هى وزملائها بالشرقية، والتى ذهبت لتلقى تعليمها ورجعت جثة هامدة لبيتها، ودعها الأقارب والجيران والأصدقاء بالصراخ والعويل.

 الطالبة الضحية إيمان صبرى -اليوم السابع -4 -2015
الطالبة الضحية إيمان صبرى


الأسرة المكلومة اتهمت مديرية الصحة فى الشرقية بالإهمال فى إنقاذ حياة ابنتهم، والتسبب فى وفاتها، وطالبت بالتحقيق فى غياب الأطباء داخل مستشفى ديرب نجم المركزى وعدم تجهيز سيارة الإسعاف لنقلها، فضلا عن الإهمال والتقصير الذى تعرضت له فى مستشفى الأحرار.

الأسرة المكلومة تروى تفاصيل الحادث


وتروى الأسرة المكلومة لــ"اليوم السابع" قصة مأساتهم مع مسئولى الصحة بالمستشفى وقالت: "خلال خروج إيمان صبرى 18 سنة طالبة بالدبلوم الفنى فى مدرسة ديرب نجم الثانوية التجارية ومقيمة قرية ديرب السوق التابعة للمركز هى وزملائها من باب المدرسة فى الفترة المسائية صدمهن جرار زراعى بمقطورة، كان يسير بسرعة عالية رغم وجود حمولة "تراب" على المقطورة، وفى طريق غير مخصص للمرور، وليس بحوزة سائقه رخصة، وقام بدهس الضحية وصديقتها "حنان عبد الله" وفر هاربًا وتركا المجنى عليهما غارقين فى دمهما، ثم سلم نفسه للشرطة بعد ذلك.

 الضحية خلال حفل خطوبتها -اليوم السابع -4 -2015
الضحية خلال حفل خطوبتها


غياب الأطباء بمستشفى ديرب نجم المركزى يتسبب فى تدهور الحالة


أحمد صبرى، عامل وشقيق الضحية قال لنا: "إن ما يحدث من إهمال واستهتار بحياة الإنسان لا يقبله دين، متسائلا: "لماذا أصبحت أرواح المواطن الفقير رخيصة داخل المستشفى الحكومى؟، وإذا كنا دخلنا مستشفى خاص لوجدنا نفس الطبيب وسيعالجها على الفور، لكننا فقراء لا نملك من الدنيا سوى الموت بلا ثمن؟!".

المستشفى خال من الأطباء


وأوضح أنه فور تلقيه نبأ الحادث هرول أهالى القرية للاطمئنان على بناتهن، فوصلنا حوالى الساعة الخامسة بعد الحادث بدقائق ووجدنا المستشفى خالي من الأطباء ولا يوجد أحد فى الاستقبال و"المسعف" يقوم بخياطة جرح قطعى بطول القدم من الكعب إلى الركبة، فسألته "أنت بتعمل أية وفين الأطباء" رد عليا "مفيش حد هنا هو أنا غلطان إنى بحاول إنقاذها؟" فردت شقيقتى والتى كانت رغم الإصابة واعية لمن حولها قالت "خدنى من هنا" فظللت أصرخ فى المستشفى فين الأطباء، عايزين دكتور بسرعة ينقذها، فرد عليا أحدهم: الحالة صعبة ومفيش تخصصات هنا، وسيتم تحويلها على مستشفى الأحرار، فرفض المسعف نقل الحالة فى البداية، وأكد أنها نزيف داخلى بالقلب والصدر وكسور بالضلوع ولابد من طبيب طوارئ مع الحالة ولا يمكن نقلها بهذا الشكل، إلا أنه اضطر بعد ذلك.

أحمد شقيق المجنى عليها -اليوم السابع -4 -2015
أحمد شقيق المجنى عليها


وتابع شقيق المجنى عليها "تم وضعها على ترولى الإسعاف دون الحزام، وكانت سرعة السيارة مع المطبات ترفع جسدها المصاب من على الترولى، ما كان يدفعها للصراخ بسبب ذلك باعلى صوتها".

معاناة شقيق المجنى عليها داخل مستشفى الأحرار العام


وأكمل: "معاناتى لم تنته عند هذا الحد، بوصولى لمستشفى الأحرار العام دخلت شقيقتى الاستقبال رغم أنه من المفترض نقلها إلى العناية المركزة فورًا، إلا أنها ظلت فى الاستقبال وأطباء الامتياز لا يقومون بشىء، وجسدها عارٍ بسبب تمزيق ملابسها دون علاج، فصرخت شقيقتى "أسترنى يا أخويا أبوس أيدك" فقمت بتغطيتها، ووجدت الطبيب يطلب منى شراء أمبولتين للتخدير، فهرولت إلى الصيدلية والتى قالت إنه يوجد نوعين الأول بـ45 جينة والثانى 85 جينه ولهما نفس التأثير والمستشفى طلبت النوع الثانى لأنهم بياخدو األمبول الفائض لعياداتهم الخاصة، فقولتها "بس أنقذ حياة أختى" وتوجهت إلى الاستقبال مرة أخرى وطلب منى الطبيب كيسين للدم، فتبرع الأهالى، وقام الطبيب بعمل فتحة من جانب القلب وأدخل أنبوبة خرجت عبرها تجمع دموى، ودخلت فى غيبوبة بعدها، فطالبوا منى جهازًا للتنفس الصناعى، ولم نجد جهازًا فى المستشفى فهرولنا لشراء جهاز الطبيب، ورد علينا: "مش دا النوع المطلوب رجعة وهات نوع ثانى، بعدها توفيت شقيقتى بأقل من نصف ساعة".

 والدة الضحية المكلومة تطالب بحق بجلتها -اليوم السابع -4 -2015
والدة الضحية المكلومة تطالب بحق بجلتها


الأسرة تكشف استغلال "مغسلة الموتى" وتجارتهم بالألم الأهالى


تابعت الأسرة: "رفضنا العودة للمنزل بالجثة، لكونها شابة وعروسة واقترح تجهيزها فى المستشفى، وبمجرد دخولنا المشرحة، أخبرنا الممرض أن أجر "مغسلة الموتى" 350 جنيهًا، فوافقنا بسبب الظرف الطارئ، وبالفعل حضرت السيدة وقامت بتغسيلها وخلال عملية التغسيل، أخذت 70 جنيهًا من خالة المتوفاة، وذهبت لعمنا تطلب منه الأجرة و"دخان" زوجها لأنها لم تتسلم أجرتها كاملة فأعطاها 150 جنيها، وبينما حاسبها شقيق المتوفاة على المبلغ المتفق عليه 350 جنيهًا، وتساءلت الأسرة، لماذا يتم استغلال أهالى الموتى بهذا الشكل؟، وأين الرقابة على مثل هذه المهن؟!".

أم الضحية: كنت بستعد لزفافها


وقالت الحاجة أم أحمد 55 عاما والدة الضحية: "كنت أستعد لإتمام زواجها بعد شهرين عقب انتهاء الامتحانات، وفى يوم الحادث طالبت منها التوجه معى للسوق فى المدينة قبل المدرسة لشراء بعض مستلزمات الزفاف، إلا أنها رفضت، وقالت "أنا عندى امتحان مش هأقدر أتأخر"، وصرخت الأم المكلومة "حسبى الله ونعم الوكيل كل طبيب يقصر فى عمله يشوف اللى شوفته فى بنتى فى أعز ما ليه، بنتى كانت يتيمة الأب منذ عمر 7 أشهر وكنت لها الأم والأب وبحلم بيوم زفافها، وبدبر من قوتى عشان أجهزها لكن قدر الله".
خالة المجنى عليها تروى استغلال مغسلة الموتى لهم  -اليوم السابع -4 -2015
خالة المجنى عليها تروى استغلال مغسلة الموتى لهم


صديقة المجنى عليها تتعرض للصدمة بسبب وفاتها


وأضافت خالة المجنى عليها: إن "صديقتها حنان عبد الله والتى ترتبط بها بصداقة قوية، أصيبت بإصابات بالغة بالقدم وأسرتها أصرت على نقلها لمستشفى خاص بعدما شاهدوا ما تعرضت له "إيمان" وأنها تعانى من صدمة بسبب وفاة "إيمان" وترفض الكلام أو الحديث مع أحد".

 أشقاء وأقارب الضحية خلال لقائهم بـ
أشقاء وأقارب الضحية خلال لقائهم بـ"اليوم السابع"










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة