محمد خالد السباعى يكتب: الرجل بين الرغبة والغرور والحفاظ على العادات

الخميس، 16 أبريل 2015 08:00 م
محمد خالد السباعى يكتب: الرجل بين الرغبة والغرور والحفاظ على العادات شخص مغرور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرَجُل.. أكثر خلق الله تعقيدًا، المخلوق الذى نال كل الصفات وبجدارة من الأسوأ حتى وصل إلى أحسنها، المخلوق الذى يريد كل شىء ومن الممكن أن يفعل المستحيل لكى ينال ما يريد، ولكن يظل دائمًا حبيسًا لثلاث غرائز مخيفة وهى "الرغبة والغرور والحفاظ على العادات".

يشعر الرجل أن مبدأ الرفض من قبل فتاة له شىء جارح لكرامته وكبريائه، على الرغم من رفضه أو تحديده للفتاة التى يرغب بها يراه منتهى العدل، وأنه بذلك يجعلها تنال الشرف السامى أن تكون بكنفه وهنا تظهر أول غريزة وهى "الغرور".

ولكن قبل ظهور هذه الغريزة فإن الدافع الذى يحركه لكى يختار أو يحدد من الأجدر بأن تكون معه هى الغريزة الثانية والأكثر رهبة وتعقيدًا وهى "الرغبة"، الرغبة عند معظم الرجال هى الهاجس الأكبر والأقوى الذى يحركه نحو المرأة بل إن الدراسات أكدت أن أكثر من 80% من الرجال عندما يفكر فى المرأة فإنه يتحرك بدافع الغريزة (الرغبة)، وهنا يكون الموضوع مخيفًا، لأن الرجل فى هذه الحالة يصارع أكثر شىء يخاف مواجهته وهى طبيعته الشهوانية التى إن سيطرت عليه اختل واختل نظام الكون كله معه.

أما الأخيرة وهى غريزة الحفاظ على العادات فهذه هى التى تضع حدًا، أو تحاول جاهدة أن تضع حدًا للغريزتين السابقتين، ونجد هذه الغريزة أكثر فى المجتمعات الشرقية وغير الشرقية المتدينة سواء بالمسيحية أو بالإسلام، وهنا يظهر جانب الرجل الذى يخفيه معظم الوقت وهو الجانب الذى يريد المرأة المتحررة والناقدة والرافضة، الناجحة، التى حطمت كل القيود التى فرضها عليها المجتمع، ولكن رغم حبه لامتلاك هذه المرأة إلا أن تحررها الزائد الذى يعتبر كما يقال "أفيونته" يصطدم وبشدة بتمسكه بالعادات والتقاليد التى نشأ عليها والتى هى بالنسبة له أكبر قيد وسجن شكله كيفما شاء ليمنع عن نفسه فكرة تقبل تحررها، حتى إن كان هذا التحرر مخالفًا لكل ما نشأ عليه من عادات وتقاليد ولكن هذا الصراع ينتهى أحيانًا إلى فوز الغريزة الثالثة وهى حفاظه على كل ما نشأ وتربى عليه حتى وإن كان خطأ ولكن.

ماذا لو انتصرت الرغبة، ماذا لو تخلى عن كل العادات وذهب وراء هذا الجموح الذى يشده إلى عالم مؤقت من المتعة، ماذا لو حدث هذا.

الكل يجيب كيفما يشاء ويفكر جيدًا فى إجابته ولكن فى رأيى فلتذهب العادات والتقاليد إلى الجحيم وتظل الرغبة دائمًا الفارس الجامح الذى هو سر تعاسة وسعادة الرجل فى أى وقت وزمان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة