وأشار أحمد عامر، إلى أن الألقاب المختلفة التى كان يحملها ضباط البحرية العظام يظهر أنها كانت تُمنح من بين درجاتها رتبة ضابط ممتاز للأسطول، ومن ذلك يتضح أنه كان لكل من الجيش والأسطول قيادته الخاصة وكلن على الرغم من ذلك كان منذ عهد الأسرة الثالثة كان الأمير الملكى "رع حتب" قائد الجيش وأمير الأسطول، وفى عهد الأسرة الرابعة أيضاً كان الأمير الملكى أيضاً "مرإيب" يحمل نفس اللقبين، أما فى عصر الأسرة الخامسة قسم كل من الجيش والأسطول إلى فيلقين وذلك طبقاً لتقسيم البلاد إلى قسمين الوجه البحرى والوجه القبلى، ومع ذلك نجد أن القيادة العليا كانت موحدة فكان كل من الأمير الملكى "عنخ إسيسى"والأمير"كا إم ثننت" قائدا لجيش البر وأميراً لأسطول البحر وكذلك نقرأ أن "سشمو" كان القائد الأعلى لجيوش البر والبحر، كما أن قد تلاحظ فى ألقاب هؤلاء القواد العظام للبحر والبر أنهم كانوا يلقبون كذلك بلقب "مدير كل الأوامر الملكية، ولابد أن ذلك كان بطبيعة الحال للجيش فحسب، ومن ذلك يتضح أن كُلاً منهم كان الممثل المباشر للسلطة الفرعونية فى رئاسة جيوش مصر.
وتابع الباحث وقال إن النقوش تدل على أن الجيش كان منفصلاً تماماً عن السلطة المدنية وقد كان القائد الأعلى إلى الأسرة الخامسة عضواً فى مجلس العشرة العظيم مثل "رع حتب" من الأسرة الثالثة "ومرإيب" من الأسرة الرابعة، ولا نزاع أنهما كانا ضمن أعضاء هذا المجلس من الوجهة الحربية فقط، إذ نجد أنهما كانا يقومان بأداء أى عمل إدارى أو قضائى مثل الأعضاء الآخرين لهذا المجلس، والواقع أن وجودهما بين أعضاء مجلس العشرة العظيم كان بمثابة رابطة الإدارة والجيش، وفى عهد الأسرة الخامسة فصلت الإدارة المدنية عن الإدارة الحربية فصلاً تاماً وذلك بعد الإصلاح الذى أُدخل وبمقتضاه قُسمن الإدارة والجيش إلى قسمين واضحين لمصر العليا ومصر السفلى، ومن أجل ذلك لم نعُد نرى أن قواد الجيش يجلسون ضمن أعضاء مجلس العشرة العظيم، ولكن فى مقابل ذلك أصبح كل منهم يُلقب مثل الوزير "مدير كل أوامر الملك" وقد ظهروا بذلك معادلين للوزير، هذا إلى أن مدير الإدارة الحربية كان يجلس فى المجلس التشريعى الملكى، فكان "سشمو" مدير بيت الأسلحة والأشغال والمخازن الحربية يظهر اسمه بين الموظفين الملكيين الذين يحملون لقب "رئيس الأسرار لأوامر الفرعون"، ويُلاحظ هنا أنه لم يُنتخب من بين العشرة العظام للجنوب مثل رؤساء الأسرار مستشاراً سرياً لكل أوامر الملك،بل كانت مهمته قاصرة على أن يستشيره الفرعون فى المسائل الحربية فقط.
ولفت كما أن المصريين القدماء كونوا سفن قامت بنقل الجنود فى العالم وكان ذلك فى عصر الأسرة السادسة فى الفترة من 2420 : 2280 ق.م حيث تم العثور على آثر بالغ الأهمية مدون على مقبرة الوزير "وني" قال عنه علماء الآثار أنه أول إشارة للخروج إلى البحر فى سفن من "ناقلات الجنود"، وقد ظهر دور هذا الأسطول واضحاً بقوة فى عهد الملكين الملك "سقنن كا رع" والملك "كامس" حيث أنه قد اشتهر فى عهدهم استخدام السفن النهرية الضخمة كناقلات للعتاد الحربى والجنود والجيوش التى كانت تتم تعبئتها ونقلها عبر النيل متوجهة إلى الدلتا للقيام بالعمليات الحربية والهجمات المتعاقبة على قواعد الهكسوس حيث أثبتت النصوص التاريخية أن الملك "كامس" كان يُبحر بسفنه من ناقلات الجنود وناقلات العتاد الحربى بطول النيل من طيبة_الأقصر حتى الفرع الشرقى للدلتا، وأنه كان يستخدم سفيته كقاعدة لقيادة العمليات الحربية.
موضوعات متعلقة..
صياد يعثر على إناء فخارى فرعونى فى دمياط