وأشار الدكتور ممدوح الدماطى، إلى انه تم الكشف عنهما أثناء أعمال الحفائر التى تجريها بعثة المعهد الفرنسى للآثار الشرقية بالقاهرة بالتعاون مع وزارة الآثار بموقع تبة الجيش فى الجنوب من سقارة.
وأوضح الدكتور ممدوح الدماطى أن المقبرتين تحملان العديد من المناظر والمشاهد التمثيلية والتى تعكس بصورة واضحة الطقوس المتعارف عليها فى هذا الوقت لتقديم القرابين للآلهة المصرية القديمة، لافتا إلى أن المقبرتان تتميزان باحتفاظهما بألوانهما الأصلية بشكل استثنائى وذلك بعد أن مر على بناءها ما يقرب من 4200 عاما، ما يمثل سجلا اثريا جديدا يكشف المزيد من التفاصيل العقائدية لهذا العصر ويطلعنا على طبيعة عاداته الدينية، كما يؤكد على العبقرية المصرية القديمة وقدراتها الإبداعية الفائقة.
وأضاف "الدماطى" أن فريق العمل تمكن من الوصول إلى الغرف الجنائزية للمقبرتين، لكنه عثر على الهياكل العظمية لأصحابها ملقاة على الأرض،الأمر الذى قد يرجح انه قد تم العبث بهما فى العصور المصرية القديمة، ما يدفعنا إلى التفكير فى أن المقبرتين ربما تعرضتا إلى النهب والسرقة خلال عصر الأسرتين السابعة والثامنة.
من جانبه أوضح الدكتور يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية، أنه على الرغم من ظهور معالم للعبث بالمقبرتين إلا أن فريق العمل نجح فى الكشف عن بعض الأدوات الخاصة بالدفن بالقرب من الهياكل العظمية أصحابها، حيث تم العثور على عدد من الجرار الصغيرة المصنوعة من الألباستر وبعض نماذج للقرابين من الحجر الجيرى الملون بالإضافة إلى بعض الأدوات والأطباق الفخارية.
وقال الدكتور فاسيل دوبريف رئيس البعثة أن الجزء العلوى للمقبرتين تم بناءه من الطوب النيئ أما الغرف الجنائزية فقد تم بناءها فى أعماق الجبل من الحجر الجيرى الأبيض، لافتا إلى أن الفريق استطاع أن يكشف عن غرفة الدفن الخاصة بالكاهن " سابى " داخل بئر يصل عمقه إلى 6 أمتار بينما تم الكشف عن غرفة دفن الكاهن " عنخ تى " داخل بئر بعمق 12 متراً.
وأشار كمال وحيد مدير عام آثار الجيزة أن الغرفة الجنائزية للكاهن "عنخ تى" زينت بالعديد من المناظر التى تصور القرابين المصرية القديمة، من أهمها منظر الجرار الكبيرة الخاصة بالسبعة زيوت المقدسة والتى كان يعتقد قديما بأنه لا غنى عنها لإتمام عملية البعث من جديد، بينما يظهر على الجدار الأيسر القائمة التقليدية للقرابين بأسمائها وكمياتها، يتبعها باب زائف والعديد من أشكال القرابين من اللحم والطيور والخبز والخضروات والورود وجرار الألبان وشراب الشعير والسوائل الأخرى.
وأضاف علاء الشحات مدير عام آثار سقارة بأن مقبرة " سابى" تتشابه إلى حد كبير مع المقبرة الأولى فهى تسجل العديد من مشاهد القرابين حيث تظهر الجرار الخاصة بالزيوت السبع يتبعها منظر للقلادات والأوانى النحاسية وكرات البخور ومساند الرأس والتى يتلقاها الكاهن " سابي" كما يزين الجدار الأيسر بالقائمة التقليدية للقرابين وأشكالها من لحم وطيور وجرار للألبان.
موضوعات متعلقة..
بالمستندات.. بنشر الأسعار الجديدة لزيارة المناطق الأثرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة