رفض الحوثيين تطبيق قرار مجلس الأمن يجهض التوصل لوقف إطلاق النار باليمن.. وفد حزب على عبد الله صالح يحاول من القاهرة إيقاف الحرب.. وإعلان السعودية مشاركة الحرس الوطنى فى "عاصفة الحزم" يغلق الباب

كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة أن التوصل لاتفاق يقضى بوقف إطلاق النار فى اليمن يواجه عثرات سياسية، خاصة بعد مراوغة الحوثيين فى الالتزام بقرار مجلس الأمن الأخير الذى يطالب الحوثيين بوقف استخدام العنف وسحب قواتهم من صنعاء وبقية المناطق، ويفرض حظرًا على تزويد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح بالسلاح.

وكان من المفترض أن يصدر اليوم بيان يوضح التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن رفض الحوثيين تنفيذ قرار مجلس الأمن حال دون ذلك.

جولات ماراثونية فى القاهرة والرياض

وقالت المصادر لـ"اليوم السابع"، إن الساعات الماضية شهدت جولات ماراثونية من المباحثات فى القاهرة والرياض من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار فى اليمن، ففى القاهرة عقد وفد من حزب "المؤتمر الشعبى العام" الذى يترأسه الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح عدة لقاءات مع مسئولين مصريين عرضوا خلالها مبادرة لم يتم الإعلان عن تفاصيلها، لكنها تفضى إلى وقف إطلاق النار حتى يتسنى بدء حوار سياسى تستضيفه إحدى العواصم العربية، وكان من المقرر أن يعقد أبو بكر القربى، وزير خارجية اليمن السابق، وعضو الوفد، مؤتمرًا صحفيًا اليوم للإعلان عن تفاصيل المبادرة، ونتائج لقاءاته بالقاهرة وما تم الاتفاق عليه، لكن تم إلغاء المؤتمر الصحفى.

زيارة شكرى الخاطفة للرياض

ومن القاهرة إلى الرياض حيث قام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة خاطفة وغير معلن عنها مسبقًا إلى الرياض التقى خلالها الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودى، حيث تركزت المباحثات وفقًا لبيان أصدرته وزارة الخارجية عقب انتهاء الزيارة على "كافة التطورات المرتبطة بالوضع فى اليمن، وتنسيق المواقف فيما بين دول تحالف عاصفة الحزم، وأسلوب التعامل مع الأزمة والخطوات الجارى اتخاذها إزاءها"، وجاءت زيارة شكرى للرياض عقب اللقاء الذى عقده الوفد اليمنى مع المسئولين بوزارة الخارجية المصرية أمس وأمس الأول.

وتزامنت تحركات حزب على عبد الله صالح مع تحركات تقودها سلطنة عمان من أجل التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة اليمنية، وهو ما دفع حسين أمير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والأفريقية، للقول فى تصريح صحفى اليوم، الثلاثاء، إنه متفائل بإمكانية إعلان وقف لإطلاق النار فى اليمن اليوم، ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن عبد اللهيان قوله "نشعر بتفاؤل بأنه خلال الساعات المقبلة بعد جهود كثيرة سنرى وقفًا للهجمات العسكرية فى اليمن".

مشاركة الحرس الوطنى السعودى فى "عاصفة الحزم"

لكن صدور قرار العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز بمشاركة قوات الحرس الوطنى السعودى فى "عاصفة الحزم" كشف عن وجود تعثر فى مفاوضات وقف إطلاق النار، تحديدًا بعد تأكيد وزير الحرس الوطنى السعودى الأمير متعب بن عبد الله على الجاهزية التامة والاستعداد المتكامل لكافة قوات الحرس الوطنى فى المهمة.

ورغم ذلك يحاول وفد حزب "المؤتمر الشعبى العام" الذى يضم وزير الخارجية السابق أبو بكر القربى وحمود الصوفى، رئيس جهاز الأمن السياسى، محاولاتهم بالقاهرة على أمل إحياء مبادرة صالح من جديد.

وقد أكدت دول مجلس التعاون الخليجى خلال اجتماع فى نيويورك أمس الاثنين أنه لا مجال لوقف إطلاق النار فى اليمن ما لم يلتزم المتمردون الحوثيون بقرار مجلس الأمن الذى يطالبهم بالتخلى عن السلطة فى هذا البلد، وقال السفير السعودى فى الأمم المتحدة عبد الله المعلمى أنه يريد نهاية سريعة للعمليات الحربية، مضيفًا: نحن جميعا نريد نهاية سريعة للعمليات الحربية لكن هناك شروطًا للتوصل إلى ذلك وهى شروط نص عليها القرار الذى أصدره مجلس الأمن الأسبوع الماضى.

استبعاد التدخل البرى حاليًا

من جهة أخرى، استبعدت مصادر يمنية لـ"اليوم السابع"، اتجاه السعودية للتدخل البرى فى الوقت الراهن، وقالت إن التدخل البرى حاليًا سيكون مبادرة محفوفة بالمخاطر، خاصة أن اللجان الشعبية التى تلقت على مدار الأيام الماضية تدريبًا عالى المستوى داخل خمسة مراكز تدريب فى اليمن تحقق انتصارات فى مواجهة الحوثيين والقوات الموالية لعلى عبد الله صالح، مؤكدة أن قرار المملكة بمشاركة الحرس الوطنى فى "عاصفة الحزم" هدفه أولاً أن تشارك هذه القوات فى تأمين المناطق الحدودية بين المملكة واليمن، فضلاً عن الضغط على الحوثيين وصالح للقبول بقرار مجلس الأمن الأخير.

موضوعات متعلقة:

الملك سلمان يأمر الحرس الوطنى السعودى بالمشاركة فى "عاصفة الحزم"