انتقد السفير الباكستانى الأسبق لدى الولايات المتحدة، حسين حقاني، قرار إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، هذا الشهر ببيع الولايات المتحدة لطائرات هليكوبتر هجومية وصواريخ ومعدات أخرى لباكستان بقيمة مليار دولار تقريبا وقال إن هذه المبيعات ستشعل الصراع فى جنوب آسيا دون تحقيق هدف مساعدة البلاد على محاربة الجماعات المتطرفة.
وقال حقاني، فى مقال له نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية يشرح فيه أسباب استخدام باكستان لأسلحة الولايات المتحدة ضد الهند وليس ضد الجهاديين – إن فشل باكستان فى معالجة التحدى الجهادى الذى تواجهه ليس نتيجة الافتقار لوجود أسلحة ولكنه يعكس غياب الإرادة. وإذا لم تغير باكستان نظرتها للعالم، فإن الأسلحة الأمريكية ستستخدم فى نهاية المطاف فى القتال أو لتهديد الهند و الأعداء المتصورين فى الداخل بدلا من استخدامها ضد الجهاديين.
وأوضح أن المنافسة مع الهند لا تزال لها الأهمية الطاغية فى سياسات باكستان الخارجية والداخلية. وعن طريق مساعدة باكستان على مدار سنوات - بحوالى 40 مليار دولار منذ عام 1950 وفقا لنشرة بحثية صادرة عن الكونجرس، فإن الولايات المتحدة غذت الوهم المتنامى لدى باكستان بالتساوى فى القدرة العسكرية الإقليمية مع الهند. فالبحث عن الأمن ضد جار أكبر بكثير هو هدف عقلاني، لكن البحث عن الوقوف معه على قدم المساواة ليس كذلك.
وتابع حقانى فى مقاله قائلاً "وبدلا من بيع المزيد من المعدات العسكرية لباكستان، ينبغى على المسؤولين الأمريكيين إقناع باكستان بأن طموحاتها لمنافسة الهند هو أشبه بمحاولة بلجيكا أن تنافس فرنسا أو ألمانيا". موضحاً أن تعداد سكان الهند يبلغ ستة أمثال سكان باكستان كما أن الاقتصاد الهندى أكبر بـ10 مرات، كما نجح اقتصاد الهند البالغ قيمته تريليونى دولار فى تحقيق نمو مطرد، فى حين ينمو الاقتصاد الباكستانى الذى تبلغ قيمته 245 مليار دولار بشكل متقطع، حيث يقوضه الإرهاب والفوضى السياسية المحلية.
وأكد حقانى أن باكستان تواصل أيضا اعتمادها على أيديولوجية إسلامية - من خلال المناهج الدراسية، الدعاية والتشريع الإسلامى للحفاظ على التماسك القومى الداخلى - وذلك حتما يدعم التطرف والتعصب الديني، وأضاف حقاني: " ومع الحزمة العسكرية الأخيرة، تتوقع إدارة أوباما مواصلة نفس السياسات التى تبناها العديد من أسلافها - للحصول بطريقة أو بأخرى على نتائج مختلفة."
وعبر حقانى عن دهشته لثقة الرئيس الامريكى فجأة فى الجيش الباكستانى - بعد انعدام الثقة فيه عند تنفيذ عملية القوات الأمريكية الخاصة فى مايو 2011، والتى أسفرت عن العثور على أسامة بن لادن وتصفيته بعد أن كان يعيش بأمان حتى ذلك الحين فى بلدة أبوت آباد الباكستانية التى يوجد بها حامية للجيش الباكستاني".
سفير باكستانى سابق: بيع اشنطن معدات عسكرية لإسلام أباد يشعل جنوب آسيا
الثلاثاء، 21 أبريل 2015 06:08 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما