خلف الله عطالله الأنصارى يكتب: وداعا يا فخر بلدى

الأربعاء، 22 أبريل 2015 10:06 م
خلف الله عطالله الأنصارى يكتب: وداعا يا فخر بلدى الأبنودى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وداعا يا فخر بلدى، وداعا يا ابن الصعيد بلدى، وداعا ياخال وداعا يا رمان، وداعا يا حارس التراث الصعيدى المصرى.

توفى يوم الثلاثاء الماضى الموافق 21/4/2015 عن عمر يناهز 76 عاما ولد الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى عام (1939) م فى قرية أبنود بمحافظة قنا، عاش فى كنف والديه حياة بسيطة وفقيرة جداً والده الشيخ محمود كان يعمل مأذونا شرعيا للقرية وأيضا البنودى ورث موهبة الشعر عن والده، انتقل فى شبابه إلى شارع بنى حسن بجوار مقام سيدى القنائى رضى الله عنه ليستمع إلى أغانى السيرة الهلالية التى تأثر بها كثيرا، حيث كان الأبنودى متميزا جداً فى اللغة العربية بشهادة أساتذته فى المدرسة وكان يحمل لقب رمان من شدة شغفه وحبه بثمرة الرمان، أمه فاطمة قنديل التى كانت سجلا لكل أشعار القرية وطقوسها، والجدة "ست أبوها" كانتا ــ الأم والجدة ــ فقيرتين إلى أبعد الحدود، غنيتين بما تحملانه من أغانى وما تحرسانه من طقوس، واعتبر الأبنودى نفسه محظوظا لأنه عاش مع هاتين المرأتين، الأبنودى متزوج من الإذاعية الكبيرة نهال كمال وله ابنتان نور وآية. فى بداية ستينات القرن الماضى سافر كل من البنودى، أمل دنقل، يحيى الطاهر، بداخلهم أمانى الفقراء، وكان الأبنودى يمتلك بداخلة طاقات وقناعة بنشر إبداعه، أرسل الأبنودى مجموعة من قصائده بالبريد إلى صلاح جاهين، فلم يكتف الأخير بتخصيص عموده فى "الأهرام" للشاب الجنوبى، بل أرسل قصيدتين له إلى الإذاعة ليبدأ تلحينهما وهما "بالسلامة يا حبيبى" لنجاح سلام، و"تحت الشجر يا وهيبة" لمحمد رشدى، عام 66 ألقى القبض عليه لالتحاقه ببعض التنظيمات الشيوعية وكتب داخل السجن "جوابات حراجى القط" المخصص لزوجته فاطمة عبد الغفار، وأوراقا أخرى.. ويقول الأبنودى: "اعتبرت كأنى لم أكتبه، وحاولت نسيان الأمر فلم أفلح، وذات ضحى يوم شتائى، هتف بى حراجى لأكتبه، فاندلعت الرسائل متتابعة بِكَرا، كأننى لم أكتبها من قبل.. أنجزته خلال أسبوع، ودفعت به إلى المطبعة من دون مراجعة، كأنه تحد لمن اغتصبوا حراجى الأول، يقول الأبنودى فى السجن اكتشف أن "الشيوعية ليست طريقا لتحقيق الذات أو تقديم خيرا إلى الفقراء"، كتب الأبنودى الكثير من الأغانى الشعبية والوطنية لعبد الحليم حافظ وغيره من المطربين والمطربات وكان له بصمة كبيرة فى قلوب العالم العربى أجمع، يقول الأبنودى بلهجتة الصعيدية الحادة: "فى حياتى أخطاء بالغة القسوة، ندمت عليها.. لكن فى الشعر لم أندم على شىء.. لأن الشعر مقدس، لا يأتى بقرار، هو هبة من الله".. ويتذكر: "عندما كتبت قصيدتى الطويلة {الاستعمار العربى} ضد غزو العراق للكويت، اتهمونى بالنفعية والانتهازية.. وللأسف، كل ما قلته فى القصيدة تحقق فيما بعد". ثم يكمل قائلا هزيمة 67 صنعتنى، يستعيد الأبنودى ذكريات هزيمة 1967 فيقول: ربما كنت مدينا للنكسة بارتفاع الصوت والتحليق فى أجواء الإعلام الرسمى بعد أن كنت شبه مستبعد ومريب ويتحاشانى الجميع خاصة أننى كنت قد غادرت أصدقائى من جيل الستينيات فى المعتقل السياسى فى طرة، ولذلك وجدتها فرصة للسفر إلى الصعيد والبدء فى جمع السيرة الهلالية، وقد خرجنا من الاعتقال فى أبريل وبعد أقل من شهر حدثت تلك الواقعة التى أبهجت كل أعداء عبد الناصر فى الداخل والخارج، نهاية أقول أنا عاشق لمصر الحقيقية وليست مصر الثقافية، مصر التجربة وليست مصر الوهم والتخيل.. ومن أجل ذلك تجدنى شيئا مختلفا تماما عن الإخوة المثقفين، أنا لا أنكر دورهم لأنهم أساتذتنا وهم الذين تربت بهم عقولنا ووجداننا ولكن الخبرة الحياتية هى أم الثقافة والعلم وأنا واحد من الناس تعلمت على يد مصر نفسها فى أكثر من مكان وفى أكثر من موقع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة