وسيلتقى قادة دول الاتحاد الأوروبى الـ28، اليوم فى قمة استثنائية بعد أن تضاعفت الضغوط على حكوماتهم لمعالجة أزمة المهاجرين عبر البحر المتوسط، خاصة إثر حادثة الغرق التى وقعت الأحد، وأودت بحياة حوالى 800 شخص، بينهم أطفال ونساء.
الاتحاد الأوروبى يقترح خطة لمواجهة المأساة
واقترح زعماء الاتحاد الأوروبى، خطة من 10 نقاط، أبرزها زيادة بمقدار الضعف للأموال المخصصة لمهمة (ترايتون) للمراقبة البحرية التى سيكون بإمكانها القيام بدوريات على نطاق أكبر وسيتعين عليها المشاركة فى عمليات الإنقاذ، كما تنص الخطة على ضبط وتدمير القوارب التى يستخدمها المهربون، ولكن هذه النقطة تتطلب موافقة الأمم المتحدة وإقناع بعض الدول المترددة لا سيما بريطانيا.
ويتلقى الناجون من حادثة الأحد، من مالى وزامبيا والسنغال والصومال وإريتريا وبنجلادش، العلاج فى مراكز قرب كاتانيا على ساحل صقلية الشرقى.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، أن أكثر من 1750 مهاجرا قتلوا فى المتوسط منذ مطلع العام، وهو عدد أكبر 30 مرة من حصيلة الفترة نفسها من 2014 ورغم ذلك، يستمر تدفق المهاجرين غير الشرعيين، كما أعلنت البحرية الإيطالية، الثلاثاء، إنقاذ 446 مهاجرا بينهم 59 طفلا و95 امرأة.
وأنقذ خفر السواحل الإيطالية، الاثنين 638 مهاجرا كانوا على متن ستة زوارق مطاطية، خلال ست عمليات منفصلة، بعضها كان على مسافة 60 كلم من السواحل الليبية.
ويعتقد مسئولون إيطاليون، أن أعداد المهاجرين الذين ينتظرون المراكب فى ليبيا للتوجه إلى أوروبا، قد تصل إلى نحو مليون شخص، وغالبية هؤلاء من الفارين من الحرب فى سوريا، أو من الاضطهاد فى مناطق مثل إريتريا، فيما يبحث آخرون عن ملجأ للفرار من الفقر والجوع فى أفريقيا وجنوب آسيا بهدف ضمان مستقبل أفضل فى أوروبا.
ويشجع هذه الرؤية رئيس الحكومة الأسترالية تونى أبوت الذى قال، إنه على أوروبا أن تحذو حذو بلاده التى ترد المهاجرين فى عرض البحار لتفادى المأساة على غرار ما حدث الأحد.
وتحدث الناجون الـ28 الذين وصلوا إلى صقلية من حادثة الغرق الأخيرة عن بعض تفاصيل الكارثة التى عاشوها، حيث عبر أحدهم قائلا: إن البعض استطاع النجاة من الموت، نظرا لتواجده على ظهر السفينة، مؤكدا أن من يدفع أقل يقبع فى الأسفل حيث تتواجد محركات سفن الموت.
وبحسب أقوال المدعى العام فى صقلية، فإن المهاجرين غير الشرعيين، دفعوا مبالغ تتراوح بين 300 و600 يورو كثمن لتهريبهم وقد بقى بعضهم محتجزا لمدة شهر فى مصنع مهجور قرب طرابلس قبل أن يتم نقلهم عبر مجموعات صغيرة إلى المركب.
مأساة المهاجرين عبر المتوسط
قد ودعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إلى "تضامن مالى" مع الدول التى تتحمل عبء المهاجرين.
وأكد أن "خطاب التعاطف" وحده لا يكفى، وذلك خلال زيارة إلى النمسا التى يؤيد مستشارها فيرنر فايمان، إنشاء مخيمات لاجئين كبيرة فى شمال أفريقيا لإيواء المهاجرين واللاجئين.
ودعا رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون إلى وقف ما أسماه "حمولات الموت" فيما أوردت صحيفة ذى تايمز أن بريطانيا تدرس إرسال سفينة حربية للمساعدة فى أعمال الإنقاذ.
وحض الرئيس الفرنسى أوروبا إلى "الذهاب أبعد بكثير" فى معالجة أزمة المهاجرين، مكررا الدعوة إلى تكثيف المراقبة البحرية والجوية للمتوسط.
وأعلن الادعاء فى كاتانيا (صقلية)، الثلاثاء، أنه واثق من أن قبطان المركب مسئول عن الأخطاء فى القيادة والسماح بركوب عدد من الأشخاص يفوق سعة المركب.
وسيمثل القبطان التونسى الجنسية، محمد على مالك (27 عاما) أمام قاض، الجمعة، مع أحد أفراد المركب من أصل سورى ويدعى محمود بخيت (25 عاما) أوقف أيضا بعد الكارثة.
وتتضمن لائحة الاتهامات إلى القبطان، بحسب النيابة الغرق غير العمد والقتل المتعدد غير العمد، وتشجيع الهجرة غير الشرعية، فيما يواجه بخيت اتهامات بتشجيع الهجرة غير الشرعية.
موضوعات متعلقة..
- مالطا تقيم مراسم تأبين لضحايا الهجرة غير الشرعية فى البحر المتوسط
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة