يحل اليوم 24 أبريل ذكرى وفاة الفنان العبقرى محمود مرسى الذى قدم للسينما أعمالا قليلة لكنها كانت جميعها علامات مميزة منها (ثمن الحرية وأغنية على الممر وأمير الدهاء والسمان والخريف وأبناء الصمت والشحاذ والباب المفتوح والليلة الأخيرة وزوجتى والكلب ) كما قدم للدراما التليفزيونية أعمالا مميزة وخالدة منها ( الرجل والحصان وأبو العلا البشرى وعصفور النار).
ولد الفنان القدير فى 7 يونيو 1923 وتخرج فى كلية آداب الإسكندرية، وسافر إلى باريس ليتعلم فن الإخراج السينمائى على نفقته الخاصة واضطر هناك للعمل بعدما نفد ما لديه من المال، واستقر به المقام مذيعًا فى القسم العربى بالإذاعة الفرنسية وقسم وقته بين العمل والدراسة إلى أن أمم جمال عبد الناصر قناة السويس فتم طرده من باريس.
بعدها ذهب «مرسى» إلى لندن وهناك التحق بالقسم العربى بهيئة الإذاعة البريطانية لكنه غادر لندن إلى القاهرة، فيما يشبه الاحتجاج الشخصى على العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وعاد ليعمل مخرجا ومذيعا فى البرنامج الثقافى بالإذاعة، وقدم العديد من روائع الأدب العالمى، ومع بداية الإرسال التليفزيونى فى مطلع الستينيات سافر إلى إيطاليا فى بعثة قصيرة لدراسة الإخراج التليفزيونى، وشارك بالتدريس فى معهدى الفنون المسرحية والسينما إلى أن ظهر لأول مرة على الشاشة فى فيلم «أنا الهارب» لنيازى مصطفى عام 1962، ورغم قصر الدور فإنه لفت الأنظار بسبب أدائه المتميز لهذا الدور، فتهافت عليه المخرجون وتوالت أعماله الناجحة .
لكن سيبقى دور «عتريس» الذى أداه فى فيلم «شىء من الخوف» هو الأشهر فى مسيرته، وكان الفيلم يحمل إسقاطا سياسيا يجسد الموقف المعارض لكاتب الرواية ثروت أباظة من الثورة وقادتها والذى رأى فى الثورة مجرد انقلاب عسكرى على الشرعية وقد رمز للضباط الأحرار بأنهم العصابة التى يتزعمها «عتريس»، وأن «فؤادة» ما هى إلا رمز لمصر التى جنت عليها هذه العصابة، التى عاثت فى الأرض فسادا، وأنهم مجموعة غير شرعية استولت على البلد بالإرهاب والترويع ووصل الهمس إلى عبدالناصر نفسه فطلب مشاهدة الفيلم، وعلى شاشة العرض المنزلية شاهده وتأمله، وقال بعدها:«والله لو إحنا كده، نبقى نستاهل الحرق» وكان موقف عبدالناصر بمثابة ضوء أخضر لعرض الفيلم.