"الشارقة القرائى" يناقش مستقبل اللغة العربية وأدب الطفل

الإثنين، 27 أبريل 2015 12:01 م
"الشارقة القرائى" يناقش مستقبل اللغة العربية وأدب الطفل جانب من الفعاليات
رسالة الشارقة - عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر الأعمال الأدبية بمثابة الوعاء الكبير الحاوى لمعظم الموضوعات التى تلبى على اختلافها حاجة الإنسان العربى فى كل مراحله العمرية، ولذلك فهى تلعب دوراً مهماً فى خلق الصلة بين الطفل ومضامين هذه المواد، التى تساهم فى بناء شخصيته وتقوية ثروته اللغوية، وهو ما يحاول أدب الأطفال التركيز عليه.

وهو ما أكدته مجموعة من المشاركين فى ندوة "أدب الطفل ومستقبل اللغة العربية" التى نظمتها هيئة الشارقة للكتاب أمس، فى ملتقى الأدب بمركز اكسبو الشارقة، على هامش فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل الذى يختتم فى 2 مايو، حيث أكد المشاركون أنه لا خوف على اللغة العربية، داعين فى الوقت ذاته إلى ضرورة تبسيط قواعدها حتى يتمكن الطفل من استيعابها فى مراحله الأولى.

وفى مداخلتها قالت د. فاطمة اللواتى: "عند الحديث عن أدب الأطفال، يجب أن ندرك بأن الآداب تشتق مفرداتها من الدراسات العلمية والتاريخية، لتعيد تقديمها للطفل بشكل آخر يتلاقى مع تطلعاته، علماً بأن أدب الأطفال لا يختلف فى طريقة تقديمه عن أدب الكبار، ووجه الاختلاف بينهما يكمن فى مسألة العرض والاسلوب".

وتابعت: "بلا شك أن القراءة تختلف عن الكلام الذى يمكن للطفل التقاطه من البيئة المحيطة به، ولذلك فالقراءة دائماً تحتاج إلى التعلم"، مشيرة إلى أن الأطفال عادة يقرأون للتعلم والمتعة، وقالت: "أوضحت الدراسات أن الإنسان يتمسك بما يستمتع به، وأن القراءة مهارة تكتسب بالممارسة، ومن غيرها لن يتمكن الطفل من اكتساب المفاهيم من الأدب الذى يقرأه.

وأكدت أن انطباع الكتاب فى ذهن الطفل أمر مهم، ويكون من خلال حمله للكتاب الذى يقدم له، وقالت: "لكى يتحول الأدب لرافد أساسى للثروة اللغوية الموجودة لدى الطفل يجب أن يكون لديه إمكانية القراءة السليمة بأقل قدر من الأخطاء، وأن يتم تعليمه طرق القراءة الصحيحة وأماكن الوقوف أثناء القراءة ومواضع التساؤل أو التعجب بحيث يكون قادراً على استيعاب القصة والاستمتاع بها.

فى حين تطرق د. محمود قاسم فى ورقته إلى قدرة اللغة العربية على مواجهة المصطلحات الشعبية التى تنتشر بين حين وآخر، معتمداً على نماذج من الدراما والسينما العربية، وقال: "فى عقد الستينيات عندما كانت الإذاعة فى مصر والدول العربية هى المصدر الأساسى للدراما، برزت ظاهرة الممثل محمد رضا، الذى دأب على استخدام تعبيرات سرعان ما انتشرت فى الشوارع، وكنا نعتقد أنها تهدد اللغة العربية وأثارت خوف حراس اللغة وعشاقها، ولكن لم يكد يمر عام حتى بدأت الظاهرة بالانقراض، والأمر كذلك بدأ بعد قيام ثورة يناير 2011، حيث شهدنا بروز ظاهرة الممثل محمد رمضان الذى أثر على شريحة كبيرة من الأطفال، ويبدو أن هذه الظاهرة قد بدأت تأخذ طريقها نحو الانقراض"، مؤكداً أنه لا خوف على اللغة العربية من أى مصطلحات غريبة، فهى الأقدر على البقاء ليس فقط فى الدراما وإنما فى المجلات الثقافية والكتب ومجلات الأطفال.

من جانبه، أكد محمد محيى الدين مينو، أن اللغة تظل حقا لكل مواطن وتعليمها للطفل منذ خطواته الأولى واجب على المجتمع، منوهاً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة ترجمت ذلك عبر مناهجها المعتمدة لتعليم اللغة العربية والهادفة إلى إكساب الطفل مهارات القراءة والكتابة والتحدث والاستماع، وقال إن هذه المهارات تساهم فى بناء شخصية الطفل، وتعمل على تنمية ثروته اللغوية وتمكنه من أساسيات اللغة.

وأشار مينو إلى ضرورة خضوع الكاتب المتخصص فى أدب الطفل لحاجات الطفل نفسه، وأن يجعل لغته رصينة مليئة بالمعانى الحسية التى يبتعد فيها عن التنميق واللغة الركيكة، ليتمكن الطفل من الاستمتاع بالقراءة والاستفادة منها.

ولتشجيع الأطفال على القراءة دعا مينو إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات من بينها إنشاء المعاهد التى تعنى بدراسة اللغة العربية وآدابها وبناء مناهج خاصة بالأطفال، وتبسيط قواعد اللغة العربية ليتمكن الطفل من استيعابها، وتشجيع دور النشر على العناية بكتب الطفل وتقديمها بصورة محببة، وتقديم معاجم لغوية تتلاءم مع المراحل المدرسية المختلفة.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة