أكد متحدثون فى ندوة بعنوان أدب الطفل، المصداقية والوعى الثقافى والاجتماعى، والذى عقد بملتقى الكتاب ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل فى دورته السابعة، أن العملية الإبداعية عموماً والأدبية خصوصاً، تحتاج إلى عملية نقدية موازية، من شأنها الارتقاء بالكتابات والإبداعات المنتمية لأدب الطفل، من خلال تحليلها وتفنيدها، والوقوف على جمالياتها وخصائص بنائها.
شارك فيها عبد الفتاح صبرى، وعبده زراع، ورخسانة خان، وتوبى ريدل، وأدارتها الدكتورة شيرين خليل.
وقال عبد الفتاح صبرى، إن النقد العربى اهتم بنقد أدب الكبار وليس أدب الأطفال، لافتاً إلى أن أدب الطفل يركز على التربية وعلم النفس.
وأضاف: لا يوجد معيار محدد لنقد أدب الطفل، بل عموميات لا تصلح لأن تكون أسس ومعايير، فهى عموميات فى الشكل والمضمون، كما أن الكتب والدراسات حول أدب الطفل عامة فى الشكل والمضمون.
واستعرض صبرى عدة كتب ودراسات عربية حول أدب الطفل ونقده، مشيراً إلى أنها كلها تخلو من تحديد معايير محددة رغم كل الجهود المبذولة فى التأليف، وبالتالى لا بد من وضع أسس ومعايير واضحة لتحديد كتب الأطفال وكتب النقد، مع ملاحظة أنه ليس هناك طريقة واحدة للكتابة للأطفال، فهى تخضع لطرق مختلفة لها علاقة بالذائقة، فمن يريد أن يكتب للطفل عليه أن يعود إلى الطفولة، ما يعنى أن كتابة أدب الطفل ليست سهلة.
وبدوره، قال الكاتب المصرى عبده الزراع، عن أدب الطفل، إنه أدب تتوافر فيه كل السمات الفنية والإبداعية المتوافرة فى أدب الكبار، ولا يفصل بينهما غير أن أحدهما موجه للكبار والآخر موجه للصغار والأطفال.
واستعرض زراع تاريخ أدب الأطفال الذى بدأ فى فرنسا فى القرن السابع عشر، لافتاً إلى نشأته المتأخرة فى العالم العربى مع أواخر القرن التاسع عشر.
ومن جانبها، أبدت رخسانة خان، إعجابها وتقديرها لوجود أدب للأطفال فى العالم العربى والإسلامى، لافتة إلى وجود اهتمام كبير فى أدب الأطفال فى كندا على سبيل المثال حيث تعيش، لدرجة أن هناك من بحث فيها على مستوى برامج الدكتوراه، بمعنى وجود رسائل وأبحاث دكتوراه فى كندا حول أدب الطفل ونقد أدب الطفل.
وعرضت خان لتجربتها فى الكتابة للأطفال، وكيف تقوم بهذه المهمة الكبيرة والصعبة، حيث تتطلب التواصل والتفاعل مع الأطفال وزيارتهم حيث هم، خصوصاً عندما تكتب عن وقائع وأحداث كما هو الحال فى أفغانستان وباكستان قبل سنوات عدة، حيث زارت الأطفال فى بيشاور على سبيل المثال وتواصلت معهم، مشيرة إلى أن بعض القصص التى ألفتها استغرقت عدة سنوات، وليس وقتاً بسيطاً، ما يؤشر على مدى صعوبة ودقة الكتابة للأطفال، فالكتابة للأطفال لا تنتهى بسرعة، والكتابة للأطفال تتطلب قول الحقيقة كما هى.
وبدوره، قال توبى ريدل، من المهم جداً أن يكون لدينا وعى ومعرفة بمفهوم التفكير النقدى الذى يجب أن يكون حاضراً فى كل قراءة، خصوصاً للأطفال، لافتاً إلى أنه فى عملية تأليف الكتاب هناك عملية إبداعية على أكثر من مستوى، فى النص وفى الرسم، وهناك أيضاً تفكير عالى المستوى.
وأكد: من المهم جداً أن يتوافر فى كتب الأطفال رسومات تساعد فى توضيح الفكرة والارتقاء بها وتضيف عليها، مشيرا إلى أن ألوان الرسومات مهمة فى الرسم وتنقل الطفل إلى عالم آخر.
وأضاف: عندما نقرأ وننتقد أدب الأطفال يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أنه ليس للكبار، وبالتالى لا بد من طريقة أخرى وأسس ومعايير أخرى للقراءة والنقد، لافتاً إلى أنه لا يوجد نقد لأدب الطفل وكتبه، لكنها فكرة وتجربة جديدة مهمة ومطلوبة.