مارينا فارس تكتب: شكرا أيتها الموسيقى

الأربعاء، 29 أبريل 2015 08:07 م
مارينا فارس تكتب: شكرا أيتها الموسيقى موسيقى أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا أردت أن تحفظ ذكرياتك رغمًا عن الزمن، فعليك حفظها بين النغمات.. أكثر الأشياء قدرة على حفظ الذكريات هى الموسيقى.. تحمل الموسيقى أشياء تنوء بها الكلمات.. حين تتسرب إليك ألحان أغنية تحمل الكثير من الألوان، لتجد كل الذكريات تقفز إلى ذهنك.. تذكر السعادة، التى تشعر بها حين تعيد سماع أغنية اعتدت سماعها فى طفولتك، تطرق باب أحلامك فتنزعك من همومك وتسافر بك عبر الزمن فتغمض عينيك، وتشعر أنك عدت ذلك الطفل، الذى يعد حقيبته للمدرسة أو أغنية غنيتها مع أصدقائك ذات ليلة مقمرة.. الموسيقى هى لغة فى حد ذاتها.. لغة تجمع كل الأفكار والمشاعر الإنسانية.

تخيل أن تستيقظ ذات صباح شتائى مُفعم بالنشاط، كل ما عليك فعله هو تحضير كوب من مشروبك المفضل وتدير المؤشر فيدور معه الزمن وتفتح أذنك وشبابيك روحك للنغمات، وتنتظر ما سيقدمه لك من هدايا.. دعك من"الفيسبوك"، فأنا أعتقد أن الراديو هو أقوى وسيلة للتواصل.. أن تلك الأغنية التى تسمعها وأنت تتمطى فى كسل، أو تقود سيارتك يسمعها الآلاف البشر فى كل مكان، تخيل أنك تشارك آخرين نفس الشعور فى نفس اللحظة.. أحدهم نبشت تلك الأغنية قبور ذكرياته الحزينة، وأحدهم تذكر صديقا قديما سافر منذ زمن بعيد. وأحدهم يسمعها للمرة الأولى، وقد بدأت فى تلوين يومه.

يقول جبران خليل جبران: "الموسيقى هى لغة النفوس، والألحان نُسيمات لطيفة تهز أوتار العواطف.. هى أنامل رقيقة تطرق باب المشاعر وتنبه الذاكرة فتنشر هذه ما طوته الليالى من حوادث أثرت فيها بماضى عبر".
أنا شخصيًا لا أعلم كيف ينفق إنسان عاقل له أذنان، ويجيد السمع يومًا دون موسيقى، ذلك الشىء الساحر.. الموسيقى ليست من صنيع البشر، بل هى نعمة خلقها الله ليسعدنا، انظر حولك وارهف السمع ستجد الطبيعة تغنى وتتراقص.. انصت إلى صوت البحر والرياح حين تداعب أغصان شجرة، وما يعزفه المطر حين تلثم قطراته صفحة الماء.. صيحات الطيور والحيوانات.. اليست تلك موسيقى! إنها الموسيقى تتسلل إلى عالمك، تفتح علب ذكرياتك، تقرأ رسائلك السرية، تنقلك إلى عالم من السعادة.. أو كما وصفها بيتهوفن بأنها "وحى يعلو على كل الحكم والفلسفات".
شكرا أيتها الموسيقى..








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة