أخذنى الخيال إلى ذلك الصحفى الإعلامى اللامع وهو يروى لأحفاده أنه كان يسخر من القوات المسلحة ويتهم قادتها بالغباء على الهواء مباشرة من مدينة الإنتاج الإعلامى، بينما نسورنا أبطال القوات الجوية يتوجهون صوب طائراتهم ليثأروا من الدواعش الذين قتلوا المصريين فى ليبيا بدم بارد.. تُرى هل سيكون متسقاً مع نفسه مطمئناً وهو يقسم للأحفاد أنه أفنى عمره من أجل وطن يليق بطموحاتهم!!
ثم دفعنى الخيال دفعاً إلى تخيل فانتازى لأستاذ العلوم السياسية الموقر الذى يحاضر فى عدد لا بأس به فى مراكز الدراسات والأبحاث الأجنبية سيئة السمعة وهو جالس وسط أحفاده فى وسط حديقة قصره الفاخر وقد أصاب رأسه شيباً أضفى عليه الـ«جيل» لمعة مميزة، يحكى لهم كيف كان يصف ثورة الثلاثين من يونيو بالانقلاب وكيف ناضل من أجل مقاومة النظام القمعى.. ثم أنهار ضاحكاً عندما يسأله حفيدة فى براءة لم يحسب لها السياسى المحنك حساباً «وإزاى يا جدو النظام كان قمعى لما حضرتك كنت بتطلع فى التلفزيون وبتكتب فى الجرائد وعمرك ما اتسجنت وقدرت يكون عندك القصر الجميل».. وهنا يرد الجد البارع فى سياسة «لف وارجع تانى».. «يا حبيبى النظام بعد 30 يونيو 2013 ارتكز على محاور حلزونية تعتمد على أيدلوجيات لولبية متوازيه مع الدولة القمعية».. فيضحك الطفل وأضحك أنا أيضاً حين أتخيل ذلك الطفل قد كبر ودرس العلوم السياسية وفهم كيف كان جده متاجراً بعلمه مزيفاً للحقائق حين أحاط الشرفاء بالاتهامات الباطلة من أجل أجندة يصيبها أو مآرب يحققها.
ثم انفجرت ضاحكاً وأنا أتخيل ذلك الإعلامى العالم ببواطن الأمور الصحفية عميق التحليل السياسى وهو يحكى للأطفال الذين التفوا حوله كيف كان يثرى الوعى الوطنى فى اللحظات الحرجة للوطن حين كان يصطحب فى الاستوديو خروفاً فى العيد الكبير و«بطانية» فى الشتاء ولبس «الأراجوز» فى مولد سيدى عبدالرحيم القناوى.. فيتساءل الحفيد مندهشاً «جدو هو أنت كنت بتشتغل فى السيرك ولا فى الإعلام؟!!! ويطالب الحفيد الآخر الجد بأن يسمح لهم بمشاهدة حلقته الشهيرة التى ارتدى فيها زى «البطريق» بمناسبة ذكرى يوم ميلاد البطريق الحزين الإسكندنافى.
تزاحمت الرؤى فى خيالى.. تُرى ماذا سيقول كل منا لأحفاده.. ماذا سيقول الخائن والمغيب والجاهل والمهمل.. كيف سيقصون للمستقبل ما فعلوه للوطن ؟!.. أمر لو يعلمون عظيم.
أعود للواقع متألماً من رحلتى السريعة فى الخيال، تحول معها التساؤل إلى صراخ بداخلى.. ماذا سنقول للأحفاد عندما نروى لهم ما فعلناه من أجل الوطن.. واكتشفت أن هناك من سيحتفظ لأحفاده بألف قصة مشرفة تليق بالوطن.. مثل تلك القصة المشرفة التى سيقصها مجند لأحفاده عن روح العزيمة والإصرار التى عاشوها هو وزملاؤه وهم يواجهون إرهاباً أسود ضالا حاول أن يفتك بحلم الوطن، أو تلك القصة التى سيرويها عامل من الأبطال الذين يحفرون لنا مجرى جديدا لقناة السويس ويحكى لأحفاده عن ملحمة الأمل والعمل التى صنعت لهم حلمهم.. تخيلت زوجة شهيد من الجيش والشرطة تحكى لأحفادها كيف ذهب جدهم إلى عمله فلبى نداء الوطن شهيداً من الأبرار وكيف ترك لهم ذلك الشرف الأعظم.
إن ما نفعله من أجل الوطن سيسألنا عليه الله والأحفاد.. أما الله سبحانه وتعالى فمغفرته ورحمته وسعت كل شىء.. ويبقى الأحفاد.. فلنجتهد فى العمل والبناء من أجل أن نترك لهم وطنا يليق بما نرجوه لهم أو على الأقل بما لا يضعنا أمامهم فى قفص الاتهام.
وطنى لو شغلت بالخلد عنه.. نازعتنى إليه فى الخلد نفسى
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب..كلمة افتتاحية: أنا ابن وطن عظيم عبقرى فى الجغرافيا والثقافة..يستحق أن نعمل ونموت من أجله.. لبيت النداء وقررت الكتابة بقلم المنطق ما يرضى الله ونبنى به مصر غير عابئ بالتخوين أو التطبيل
عدد الردود 0
بواسطة:
تزييف الوعى
لا تظلم الأعلام .. حال الأعلام كحال التربيه و التعليم و الأقتصاد و الصحه والأداره فى مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
عزة
برافــــــــــــو
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي عفيفي
الله عليك
اولا الموضوع عبقري احييك علي كل كلمه في هذا المقال
عدد الردود 0
بواسطة:
الباشا
بلدى ,,,,,,,,, و أهلى
عدد الردود 0
بواسطة:
lola samir
رائعه
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
لا تتراجع
عدد الردود 0
بواسطة:
Jackie
انت عبرت عن اللي جوانا
عدد الردود 0
بواسطة:
الصعيدى
نحن لانختار اوطاننا بل نحبها بعيوبها
عدد الردود 0
بواسطة:
سالم المصري
الله عليك يا ( إبن الدوله )
عدد الردود 0
بواسطة:
م احمد بدوى
كاتب رائع