أعلنت منظمات من المجتمع المدنى المغربى الثلاثاء فى الرباط عن اطلاق أول شبكة من نوعها لرصد انتهاكات حرية الصحافة فى المغرب، مسجلة نحو 30 انتهاكا خلال ستة أشهر من اطلاق موقع متخصص فى هذا المجال.
وقالت ايمان بونجارة ممثلة المنظمة غير الحكومية "منتدى بدائل المغرب" الذى اشتغل على المشروع طيلة عامين بدعم من الاتحاد الأوروبى انه "لأول مرة نتوفر على تطبيق الكترونى سيمكن الصحافيين والنشطاء من التبليغ عن الانتهاكات المتعلقة بحرية الصحافة بشكل علمى وموضوعي".
ويسمح هذا التطبيق الذى تم تقديمه خلال ندوة صحفية، عبر موقع الكترونى يحمل اسم "مرصد حريات.أورغ" ب"ملء استمارات علمية ومتخصصة تمكن من توفير معلومات دقيقة حول أنواع الانتهاكات ومرتكبيها" حسبما أوضح عزيز ايدامين ممثل جمعية "عدالة" الشريكة فى المشروع.
وأضاف المصدر نفسه "من خلال تحليلنا ل143 شكاية وردت علينا عبر الموقع خلال ستة أشهر الأخيرة، سجلنا 29 حالة أساسية تستجيب للمعايير الشكلية والموضوعية المتعلقة بانتهاك حرية الصحافة، أى بمعدل خمس انتهاكات يتم تسجيلها فى الشهر".
وبحسب محمد العونى ممثل منظمة "حرية الإعلام والتعبير بالمغرب" فإن "الأرقام والخلاصات التى توصلنا اليها خلال ستة أشهر فقط تظهر أن الانتهاكات فى حق الصحافيين مستمرة عكس ما تقول وزارة الاتصال"، مضيفا أن "تقريرا مفصلا سيصدر نهاية أبريل".
وقال محمد حطاب ممثل "المرصد المغربى للحريات العامة" انه تم "تكوين 110 من النشطاء الحقوقيين والجمعويين وكذلك الصحفين لاستعمال هذا التطبيق من أجل التبليغ عن الانتهاكات فى أفق توسيع الشبكة لتكون عملية الرصد أشمل وأوسع".
ويعمل "منتدى بدائل المغرب" بشراكة مع المنظمة الإيطالية "اون بونتو بير" بتمويل من الاتحاد الأوروبى على تعميم تجربة رصد انتهاكات حرية الصحافة فى كل من العراق ومصر والمغرب وتونس بغرض مراقبة وضع حرية الصحافة فى عدد من بلدان البحر الأبيض المتوسط.
ويهدف المشروع حسب منظمات المجتمع المدنى الشريكة فيه إلى "توفير معطيات علمية ودقيقة حول الانتهاكات التى يتعرض لها الصحافيون المغاربة كمرحلة أولية، فى انتظار تعميم التجربة على الدول الشريكة فى المشروع".
ونددت مراسلون بلا حدود بداية مارس ب"التضييق المستمر على الصحافة المستقلة فى المغرب"، مؤكدة أن المسؤولين المغاربة يمارسون "ضغوطا على الصحافة لضمان عدم تغطية المواضيع +الحساسة+ بحرية واستقلالية".
وتنزعج السلطات المغربية من تقارير المنظمات الدولية حول حرية الصحافة حيث تعتبر انها "لا تعكس واقع حرية الصحافة فى المغرب، وتعرض حالات معزولة بطريقة مشوهة".
