وتقول الجارديان إن اليوم التالى لإعلان التوصل للاتفاق، نشر حساب الرئيس الإيرانى حسن روحانى على إنستجرام فيديو قصيرا له وهو يكرر جزءا من حملته الرئاسية يقول فيها بابتسامة خبيثة "من الجميل أن تدور أجهزة الطرد المركزى، وأن تدور عجلات البلاد أيضا".. وبعبارة أخرى كما يقول الأمريكيون "إنه الاقتصاد يا غبى"، الاقتصاد وأكثر من ذلك بكثير.
إعادة الاتصال بالعالم
وبالنسبة لكثير من الإيرانيين الذين خرجوا لشوارع طهران للاحتفال، لا يتعلق الأمر بأجهزة الطرد المركزى أو مستويات تخصيب اليورانيوم، ولكنه يتعلق بإعادة التواصل مع العالم، وبالنسبة لكثيرين، فإن الفوائد الاقتصادية التى تتبع إنهاء العقوبات لم تحدد بعد، ورغم ذلك فهم يشعرون بسعادة غامرة، فالإيرانيون بعد كل شىء قد كانوا يواجهون بعض أشكال العقوبات منذ حوالى ثلاثين عاما.
الاتفاق يثلج صدور الإيرانيين
واعتبرت الجارديان، أن اتفاق لوزان يبشر بتحول نحو وقت لا تعد فيه العزلة والعداء هى اللغة المشتركة للبلاد، وبالنسبة لكثير من الإيرانيين، يثلج صدورهم أن ينظر إليهم فى ضوء جديد، يجسده وزير الخارجية المبتسم المثقف المهذب للغاية محمود جواد ظريف، الدبلوماسى الذى يستطيع أن يتفاوض بعقلانية لصالح المصالح الوطنية للبلاد، يدعمه رئيس يتمنى إنهاء العداء مع العالم، وهذا أقرب للصورة التى يضعها الإيرانيون لأنفسهم "شعب متحضر فخور بتأدبه".
وتتابع الصحيفة "لكن الأكثر عمقا، بالنسبة لهؤلاء الإيرانيين الذين قرروا التصويت فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، هو الدفاع عن اختيارهم أن يتركوا شوارع طهران الدموية بعد الانتخابات المتنازع عليها عام 2009، واختيارهم القرار عبر صناديق الاقتراع عام 2012. وهى جائزتهم للحفاظ على إيمانهم فى القوة المحدودة لتصويتهم.
موافقة خامنئى على التخلى عن التشدد
ويمكن أن يُقرأ دعم آية الله على خامنئى للمفاوضين على أنه قد يكون موافقة ضمنية على التخلى عن تشدد الرئاسة السابقة، فالانتخابات الأخيرة، حتى فى ظل محدودية الخيار، أثبتت أنها مفيدة، كما أن الناخبين الإيرانيين فى العقدين الماضيين نضجا سياسيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة