نقلا عن العدد اليومى...
الشباب غاضب.. تمكين الشباب.. مفوضية الشباب.. دمج الشباب.. احتواء الشباب.. ثم الشباب غاضب والشباب غاضب والشباب غاضب.. انتشرت تلك المصطلحات بين نخبتنا منذ يناير 2011 وانتقلت من حلقات الجدل السفسطائى التلفزيونى «التوك شوهى»- نسبة إلى برامج الـ«توك شو»- إلى حديث النخب السياسية والتيارات الثورية.. وفى وسط تلك الفوضى فى تداول هذه المصطلحات لم يلبِ طموحات شبابنا أحد.. حتى أكثر المطالبين المتشدقين بقضية الشباب لم يفعل شيئا سوى الصراخ الذى يتسق مع حالة التنظير والمتاجرة بالشباب شأنهم فى ذلك شأن من ثاروا عليهم، واستخدمت طاقات شباب مصر لخدمة أهداف سياسية غير متجردة وابتعدنا عن المنطق فى معالجة قضية الشباب والدلائل على ذلك كثيرة، فمثلاً دائماً ما تطالب الأحزاب السياسية بتمكين الشباب فى الدولة وهو الأمر الذى لم يحققه رؤساء الأحزاب فى أحزابهم فتجد رئيس حزب فى السبعينيات من عمره يناشد الدولة بتمكين الشباب فيتبادر تساؤل مشروع إلى الأذهان.. لماذا لم تمكنهم فى حزبك وتتنازل عن رئاسة الحزب لقيادة شابة!!! فيجيبك على الفور أن الشباب غير مؤهل لممارسة القيادة الآن.. فتطرح السؤال البديهى المترتب على إجابته وإن كان الشباب غير مؤهل لقيادة حزب فهل تطالب بأن يقود دولة تواجه ظرفاً دقيقاً فى تاريخها شاب غير مؤهل!!!.. ثم تجد ذلك الأديب المثقف النخبوى يدعو الدولة بأن تتبنى «حواراً جاداً» مع الشباب وفى نفس السياق يسخر من أديب شاب صاعد ويتهمه بالمراهقة الفكرية.. فأتساءل ولماذا لا تبدأ أنت حواراً مع الشباب من أبناء قطاعك من الأدباء والفنانين والمثقفين وتسلمهم راية الإبداع؟!!!
الحقيقة هى أنه لا أحد حريص على الشباب سوى القليل، والحقيقة أيضاً أن النظام السياسى الحالى بدأ يضع أقدامه بثبات على أول طريق المعالجة الجادة لهذا الملف الشائك، بل ويكاد يكون الرئيس السيسى هو الذى يعزف منفرداً لاحتواء الشباب وتمكينهم ولعله يحارب تلك المعركة مع دولة شاخت مفاصلها وعجزت بفعل فاعل.
عزيزى القارئ المحترم قبل أن تتهمنى بالتطبيل والتضليل، دعنى أؤكد لك بأننى سأتحدث لك عن حقائق ربما لا تعلمها أيضاً بفعل فاعل لا يريدك أن ترى إيجابيات فى هذا الوطن.
هل تعلم أن الهيئة الاستشارية للرئيس الممثلة فى المجالس التخصصية الثلاثة لتنمية المجتمع وللتعليم والبحث العلمى وللتنمية الاقتصادية والمنشأة بالقرار الجمهورى رقم 60 لسنة 2015 كانت نسبة تمثيل الشباب- أقل من 40 سنة–بها حوالى 52% من إجمالى 34 عضوا، وهل تعلم أن هناك أعضاء بهذه المجالس التخصصية فى سن الثامنة والعشرين والسابعة والعشرين وهما الدكتور/ محمد زعزوع (أصغر أعضاء المجلس التخصصى لتنمية المجتمع)، والأنسة/ جويس رفلة (أصغر أعضاء المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى)، ثم هل تعلم أن المكتب الإعلامى للرئيس السيسى متوسط أعمار أعضائه يبلغ 28 عاماً وأكبر الأعمار به يبلغ 34 عاماً، هل تعلم أن الرئيس السيسى هو من استقبل وساند المبادرة الشبابية «أسمعونا.. فيه أمل» والتى أطلقها مجموعة من الشباب المتطلعين للمشاركة فى العمل التنموى، ووصل الدعم لهم خلال شراكة حقيقية ومتابعة بينهم وبين مؤسسة الرئاسة على مدار 4 أشهر بأن أعتمد لهم الرئيس مبلغ 500 مليون جنيه من صندوق تحيا مصر لتنمية القرى الأكثر احتياجاً وللتذكرة فقط أغلب أعضاء هذه المبادرة من شباب ليس محسوباً على التيار المؤيد للرئيس، هل تعلم أن الرئيس السيسى هو أول من أخرج «شباب الإعلاميين» للنور بعد لقائه بهم فى ديسمبر الماضى واستجاب لمطالب لهم بالإفراج عن الشباب المحبوسين الذين تم الإفراج عن 280 منهم حتى الآن وكلفهم بوضع تصور للتشريعات المنظمة للإعلام وميثاق الشرف الإعلامى، هل تعلم أن الرئيس السيسى بعد لقائه بشباب أكاديمية البحث العلمى أصدر قراراً بمضاعفة المنح الدراسية والبحثية لهم، وهل تعلم أن الرئيس السيسى هو أول رئيس يلتقى بشباب الجاليات المصرية فى الخارج ويتفق معهم على أن تكون هذه اللقاءات دورية لربط جسور الصلة بينهم وبين الوطن، وهل تعلم أن الرئيس السيسى أعلن أنه سيطلق قريباً دورات لتأهيل الشباب تابعة لرئاسة الجمهورية، وهل تعلم أن الشباب المنظمين للمؤتمر الاقتصادى بلغوا أكثر من 800 شاب وشابة كان بعضهم جزءاً من صورة الـ«سيلفى» الرمزية الشهيرة فى ختام المؤتمر الذى تغاضى عنها الكثيرون، ولو أن الـ800 شاب كانوا متظاهرين ضد النظام لاحتفلت بهم النخبة الإعلامية والسياسية احتفالاً مبهراً.
وهنا يصبح التساؤل حتمياً.. من المسؤول عن عدم إبراز ذلك واستمرار ترديد أسطوانة الشباب غاضب، ثم يأتى تساؤل آخر أكثر حتمية.. وماذا فعلت نخبتنا السياسية والحزبية والثقافية والعلمية لاحتواء الشباب؟!!!.. الحق إننى أتمنى أن أرى الإجابة على تساؤلاتى فى أفعال إعلامى تنازل عن نافذته الإعلامية لشاب واعد أو فى رئيس حزب تبنى تأهيل شباب حزبه على أسس علمية أو عميد كلية وجه بميزانية تجديد مكتبه لزيادة المنح الدراسية للباحثين الشباب.
يا نخبة وطنى أرجوكم قبل أن تقنعوا الشباب بأنهم غاضبون تذكروا أنهم فقط باحثون عن مثل وقدوة وراعٍ، لم أجد غير السيسى يفعل ذلك بصدق وتجرد.. فافعلوا ما يرضى عنكم الله ويبنى الوطن.
"ومصر عارفة وشايفة وبتصبر.. لكنها فى خطفة زمن تعبر.. وتسترد الاسم والعناوين".
موضوعات متعلقة..
- ابن الدولة يكتب:خطورة إعلام البطاريق على مستقبل الدولة..إعلامى يسخر من الجيش فى نفس توقيت الضربة لداعش..وأستاذ إعلام يتحدث بطريقة حلزونية..ما الذى يملكه مذيع يدخل الاستديو بخروف ليحكيه لأحفاده؟
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
الموضوع مش موضوع شباب الموضوع موضوع فساد مستشري بالبلد من سنوات بجذور ضخمه يقتل اي كفاءات
عدد الردود 0
بواسطة:
سلمي
اعداد الشباب اولا
عدد الردود 0
بواسطة:
سلمي
من تربي على الواسطه والمحسوبيه ، محاربة الفساد بالنسبه له شعارات ، واسالوا وزير التعليم العالي
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي امين
الفساد يدمر كل شيئ وهو سبب الغضب
الفساد يدمر كل شيئ وهو سبب الغضب
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
ايه الجمال ده بس
عدد الردود 0
بواسطة:
ميمو
رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
حائرة
قناه اليوم السابع الفضائية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد شمس محمد الزناتى
المهندسين
مصر ام الدنيا. .....السيسى رئيسى
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى فخور بوطنه
مقال ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
صدقت القول
كويس انه فيه حد فاهم شكرا استاذ هواري