ابن الدولة يكتب: الأستاذ الفاضل صلاح دياب

الأحد، 10 مايو 2015 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: الأستاذ الفاضل صلاح دياب ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقدر وأحترم الأستاذ صلاح دياب، رجل أعمال مرموق فى البترول والزراعة والشركات الغذائية وفى تجارة التجزئة، ثم أخيرًا فى الصحافة عبر الإصدار المرموق «صحيفة المصرى اليوم»، الأستاذ صلاح مستثمر جاد بكل تأكيد، لكن الأهم أنه مستثمر ذكى على نحو بالغ، فتنوع استثماراته يكشف عن ذكاء فطرى متوارث فى هذه العائلة العريقة، وقدرته على توزيع أمواله فى عدد من القطاعات وفى عدد من بلدان العالم، يعزز تقديرى لهذا الذكاء، شراكات عربية مهمة مع نخبة من رجال المال فى الخليج، قدرة على تجاوز التعقيدات السياسية بتعاون كبير مع رجال أعمال قطريين، وذكاء هائل فى الحفاظ على موقفه المعارض كقيادة فى حزب الوفد، مع فصل تام بين المال والسياسة فى شراكته الاستراتيجية مع عائلة الجمال أصهار الرئيس السابق مبارك.

هذا ذكاء محترم ربما تحتاج مؤسسات الدولة أن تتعلم منه جيدًا، ذكاء الرجل المعارض الحزبى والقيادى بالوفد المعاند لمبارك، ثم رجل الأعمال المخلص لشركاته الشريك لأصهار مبارك والمنفتح على كل بلدان العالم من أمريكا إلى الخبرات الزراعية فى دول الجوار، ثم إلى قطر، وحتى المكسيك.

ذكاء يحافظ به على دوره كقيادى معارض فى سنوات ما قبل الثورة، وعلى مكانته كرجل أعمال مرموق محل الرضا من المؤسسات الرسمية والأمنية معًا، ثم إلى نقلة نوعية يعيد بها مجد العائلة فى الصحافة من خلال «المصرى اليوم»، وقد كان ذكاء صلاح دياب أهم عوامل نجاح الصحيفة، إذ أشرف بنفسه على تنوع الكتاب وتنوع الخلطة الصحفية، فلا يمكن أن تضبطه متلبسا بأنه «مع أو ضد» فالجميع نجوم فى صحيفته، رجال مرحلة مبارك فى القيادة والكتابة وفى مواقع مرموقة، وجميعهم محل إعزاز منى إذ إننى لا أحمل ضغينة لأحد ما لم يكن طرفا فى فساد، لكننى فقط أصفهم وفق المرحلة التاريخية التى عايشوها وتصدروا صفوفها الأولى، المهم هنا أن هؤلاء الرجال يعملون تحت سقف واحد مع أفكار أخرى مختلفة تماما، بعضها يميل للإخوان ميلا خفيفا، وبعضها الآخر يطعن فى 30 يونيو طعنا ثقيلا بين الموقع والصحيفة.

هذا هو الذكاء الليبرالى الاستثمارى المدهش، الوفد والوطنى، الثورة والإخوان، قطر ومصر، الموقع والصحيفة، رجل الأعمال والسياسى، صديق نجيب ساويرس وصديق أحمد عز، صوت مع السيد البدوى وصوت أعلى مع ثورة التغيير فى الوفد، صوت من أجل العدالة الاجتماعية، وصوت خافض لصندوق تحيا مصر، أو قل صوت ناقد لصندوق تحيا مصر.

ذكاء الأستاذ صلاح يستحق التقدير والإعجاب، بل يستحق أن يشكل درسا مهما لمؤسسة الرئاسة نفسها، هذه المؤسسة التى لا تجيد هذا الأداء السياسى الماهر، ولا تفهم ما الذى يقصده أهل السياسة باللعب فى الكواليس، وتحريك قطع الشطرنج من وراء ستار، وعبقرية أن تكون لك ذراع فى كل التيارات، وأن تتقن لعب دور المستثمر عند الضرورة، أو أن تتحول إلى سياسى إن تغيرت المسارات، أو أن ترفع شعار الإعلامى وصاحب الصحيفة الحرة المرموقة واسعة التأثير إن لم يكن هناك بديل آخر.

أحترم صلاح دياب، وأدعو مؤسسة الرئاسة إلى الانتفاع بخبرته وذكائه وكفاءته، أو على الأقل إلى التعلم من مدرسته المبهرة.


موضوعات متعلقة


- ابن الدولة يكتب: حوار بين رئيس الجمهورية ورئيس التحرير.. تصور الرئيس أن الصحفى الكبير جاء ليقدم اقتراحات استراتيجية وحدثه رئيس التحرير عن الطائرة الرئاسية وديون المؤسسة الصحفية

- ابن الدولة يكتب:مكاسب مصر من مشهد تحرير رهائن إثيوبيا فى ليبيا.. دلالات"النفسنة"على قوة الدولة المصرية تظهر فى ردود فعل هؤلاء الذين لم يستوعبوا أهمية استقبال الرئيس للرهائن الإثيوبيين بمطار القاهرة


- ابن الدولة يكتب: الدولة ورجال مبارك.. يظن رجال مبارك الذين حصلوا على البراءات فى غفلة من الزمن أن باستطاعتهم العودة وينفقون أموالا طائلة فى كواليس العمل السياسى

- ابن الدولة يكتب: الأخلاق.. قضية أمن قومى.. جميعا تخلينا عن إنسانياتنا طواعية من أجل مال ندخره أو سلطة نسعى إليها أو أجندة معيبة نمتلكها ثم صرخنا بأعلى الأصوات


اليوم السابع -5 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة