بالصور.. اختفاء الحنطور من شوارع الأقصر ومطالبة بتدخل وزارة السياحة لإنقاذه من الانقراض.. قلة السائحين تجعل أكثر من نصف الحناطير مركونة بلا عمل.. وأصحابها يبيعونها ويبحثون عن عمل آخر ليعيشوا

الأحد، 10 مايو 2015 08:34 م
بالصور.. اختفاء الحنطور من شوارع الأقصر ومطالبة بتدخل وزارة السياحة لإنقاذه من الانقراض.. قلة السائحين تجعل أكثر من نصف الحناطير مركونة بلا عمل.. وأصحابها يبيعونها ويبحثون عن عمل آخر ليعيشوا عربة حنطور
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اندثرت كل معانى الجمال وتاهت بين "عربة" و"حصان"، الحصان لا يجد الأكل الكافى بما يتطلبه حجمه وعضلاته وقوته، والعربة متآكلة وآتى عليها الزمن وقلة المال تعطل إصلاحها وجعلها كما يقول صاحبها "عروسة الأقصر"، عن مهنة "الحنطور" نتحدث والتى كادت أن تندثر بعد عزوف السائحين عن مصر منذ أحداث ثورة 25 يناير حتى يومنا هذا، وبالأخص فى عاصمة السحر والآثار والسياحة بمصر "الأقصر".

كنا نستمع للأغانى التى تجعلنا نعشق تلك الساحرة التى تجرها الخيول، فمنها "جوز الخيل والعربية سوق يا اسطى لحد الصبحية.. على راسى يا هانم وعينيا" للفنان كارم محمود والفنانة شادية أحمد، تلك الأغنية بتأثيراتها السمعية أروع وصف للحنطور حيث تصاحب الموسيقى دقات حدوة الحصان وحوافره فى الأرض، ولكنك تنظر حولك حاليًا لا تجد مثل تلك المشاهد التى تجول بخاطرك حول المعابد الأثرية والمراكب النيلية والحنطور، وكذلك الأغنية الشهيرة لفرقة رضا "على أرضها اتمختر يا أسطى دول مبسوطين آخر بسطة ولف بينا أجمل مدينة"، غناها الفنان الراحل محمد العزبى أثناء استقلاله الفرقة لعربات الحنطور.

جولة محرر "اليوم السابع" لم يشاهد خلالها سوى 65 "حنطور" نصفها مركون


يعد "الحنطور" أحد معالم الأقصر السياحية، ومقصد أساسى للسائحين وزوار محافظة الأقصر، حيث إنه يقومون بجولة داخل عربة الحنطور فتزيد من متعتهم بالبلاد وكورنيش النيل، ولكن مع الحالة والوضع السياحى المتردى بالمحافظة، انخفضت أعداد المشتغلين بتلك المهنة من 500 حنطور إلى أقل من النصف، وقام محرر الجريدة بجولة لأكثر من ساعتين كاملتين بكورنيش النيل ذهابًا وإيابًا من بدايته حتى نهايته بالمحافظة، فلم نجد خلالها سوى 20 "حنطور"، وبالمكان المتواجد به الحنطور كـموقف لهم مخصص من قبل المحافظة وجدنا حوالى 35 "حنطور" فقط، وباستكمال الجولة فى محيط المناطق الأثرية بالمحافظة والتى يتوافد عليها السائحون لم نجد سوى أعداد قليلة للغاية تكاد لا تصل لـ10 حناطير.

أزمات تؤدى بمهنة "الحنطور" للانقراض" أهمها عزوف السائحين


أكثر من 300 سائق حنطور باعوا عرباتهم خلال الـ3 سنوات الماضية، بعد وقف الحال –حسبما يقول أحدهم ويدعى "سيد.ع" 35 سنة– ويضيف أنه ما زال يقوم بعمله على الحنطور أملاً فى العودة مرة آخرى لأيام زمان، والتى كان يقوم فى اليوم بأكثر من 10 جولات بالسائحين فى كل جولة 100 جنيه، لكن الآن أكثر يوم يخرج بالحنطور 5 مرات فى كل مرة 10 أو 20 جنيهًا وجميع الركاب مصريين.

الأسطى نور: 30 صاحب حنطور ماتت أحصنتهم من الجوع


ومن جانبه قال "نور.خ" أحد أصحاب الحناطير بالأقصر لـ"اليوم السابع" أنه يعمل فى تلك المهنة منذ 10 سنوات، وكان الحال أفضل من الآن لكن منذ الثورة وعزوف السائحين عن مصر، وكذلك التدهور الاقتصادى وغلاء الأسعار جعل المواطنين يقررون المشى على الاقدام قائلاً إنه لو ظل الحال كما هو فسيبيع الحنطور والحصان ويبحث له عن مصدر دخل آخر لأسرته وأبناؤه.

ويضيف الأسطى نور: "إن ركوب الحنطور فى محافظة الأقصر اقتصر على الموظفين وعدد قليل من الأهالى، والذين يدفعون مقابل الجولة مبلغ لا يتجاوز الـ10 جنيهات، وبسبب ذلك الأمر بعض أصحاب الحناطير لا يستطيعون الحصول على اللازم لحياتهم ومنازلهم، ويؤكد أن أكثر من 30 صاحب حنطور ماتت أحصنتهم من الجوع لعدم وجود نقود لشراء الغلال الخاصة بالخيول".

وأوضح أن قلة الزبائن من الأجانب والمصرين، يضيع عملهم تدريجيًا وأغلبهم يفكر فى تركها والجلوس بالمنزل حتى تعود السياحة مجددًا، موضحًا أن السواد الأعظم من الأهالى بمحافظة الأقصر لا يقبلون على الحناطير لتوافر وسائل المواصلات بأجرة أقل من أجر ركوب الحناطير، وأنهم يضطرون للاستدانة من أصحاب محلات الغلال لكى يتمكنوا من إطعام أحصنتهم.

واستكمل "الأسطى نور" حديثه قائلاً: "أنا مقدرش أقولك أكتر من كده واسأل باقى زمايلى واعرف منهم اللى بنشوفه كل يوم، ولكن إحنا حاليًا وبوضعنا ده مهددين بترك المهنة، وهى فى طريقها للانقراض بسبب كل الأسباب اللى شرحتها ويا رب يفتحها على بلدنا وترجع الحالة زى ما كانت زمان والناس كلها تسترزق وتاكل عيش".

الحاج رمضان: عاوزين نقعد مع الوزير ويساعدنا فى أزمتنا حتى لا نتركها جميعًا


فيما قال الحاج رمضان أحد أصحاب الحنطور بالمحافظة، أنه يتجول بالحنطور يومياً نهاراً وليلاً لأكثر من 5 ساعات دون الحصول على زبون واحد، وهذا يرهقه شخصياً ويرهق الحصان أكثر، وهو الأمر الذى جعله يفكر جدياً فى بيع العربة والحصان وعمل مشروع صغير بثمنهما، قائلاً: "الحال لا يطاق وإحنا جبنا آخرنا ومحدش واقف جنبنا".

وناشد الحاج محروس وزير السياحة بالقدوم إليهم والجلوس معهم، وكذلك محافظ الأقصر محمد بدر الرجل المعروف عنه النشاط والهمة العالية والسعى لحل مشاكل أبناء الشعب الأقصرى، وضرورة تقديم المساعدة اللازمة لهم، حيث إنهم من الفئات التى تخدم العمل بالقطاع السياحى بمصر، ويتم تحصيل ضرائب منهم وكذلك ثمن للتراخيص وغيرها من الدولة، فلابد أن تقف الدولة بجانبهم فى محنتهم.

أما الأسطى عبده –حسبما يعرفه الجميع بموقف الحنطور– فيقول إنه المشرف على تحركات أصحاب عربات الحنطور، مؤكدًا أنه يملك عربتين حنطور يقودهما شابين بيومية 25 جنيها، وأنه لا يجد اليومية الخاصة بهم 4 أيام أسبوعيًا، ولا يدرى ماذا يفعل فى تلك الكارثة التى تهدد رزق بيته وأسرته.

ويضيف الأسطى عبده قائلاً: "الكارثة مش واحدة دول اتنين، الأولى إننا دخلنا فى الصيف والكل بيهرب من الأقصر عشان الجو حار جداً ولا يستطيعون تحمله أبداً، والثانية أننا نتحمل مصروفات منازل وأبناء ومدارس وغيرها من مستلزمات حياتنا مثل باقى البنى آدمين، ولا نجد من يقف بجانبنا، وبعت دهب مراتى من شهرين عشان أصرف على البيت وألاقى أكل للحصان وأصلح العربية، والفلوس قربت تخلص، ومش عارف أعمل إيه تانى، ربنا يصلح الحال من عنده هو القادر على كل شىء".

مصادر: محافظة الأقصر تعد دراسة لمساعدة أصحاب الحنطور


وكشفت مصادر مطلعة لـ"اليوم السابع" من داخل محافظة الأقصر أنه تجرى حاليًا إعداد دراسة بأوضاع سائقى وأصحاب الحنطور بالأقصر لتقديم يد العون لهم خلال الفترة المقبلة، وتسهيل عملهم وعمل رحلات وبرنامج سياحة داخلى لمساعدتهم فى حياتهم، حيث أنهم يعتبرون من عصب العمل السياحى الداخلى بالمحافظة.

وأضافت المصادر إلى أن المحافظة قامت بتخفيض الغرامات ورسوم النظافة الموقعة على أصحاب الحنطور، كما خصت مواقف محددة للحنطور وعقد قيادات المحافظة عدة اجتماعات مع نقابة سائقى الحنطور والنقل البطىء لبحث مشكلاتهم وتوفيق أوضاعهم وإنهاء حالة فوضى الحنطور، وما يسببه من مشكلات ومضايقات للسائحين وتعطيل الحركة المرورية والسير عكس الاتجاه، بالإضافة إلى انتشار التلوث البيئى من مخلفات الحيوان بالشارع لعدم التزامهم بالحفاضة.

وأوضحت المصادر أن المحافظة تعكف على دراسة وضع حد للأزمة بالطرق القانونية من خلال تخفيض رسوم التراخيص وإعطاء السائقين حزمة تخفيضات ومحاولة تخفيض أو رفع المخالفات الموقعة عليهم مع زيادة تسعيرة الركوب مراعاة لظروفهم ودراسة مقترح تخصيص زى موحد للسائقين، وكذلك العمل على وقف احتكار بعض السائقين المتعاقدين مع الشركات السياحية واقتصار العمل على مجموعة معينة لنقل الزبائن، وإنهاء هذه المشكلة بتوزيع الأدوار فيما بينهم مع ضرورة ترخيص عربات الحنطور غير المرخصة والتزام السائقين بالتواجد فى المواقف المخصصة والتسعيرة المتفق عليها.
عربات الحنطور متراصة دون ركاب -اليوم السابع -5 -2015
عربات الحنطور متراصة دون ركاب


  الأحصنة لا تجد الأكل لقلة زبائن الحنطور -اليوم السابع -5 -2015
الأحصنة لا تجد الأكل لقلة زبائن الحنطور


   أصحاب الحنطور يروون لليوم السابع مآساتهم -اليوم السابع -5 -2015
أصحاب الحنطور يروون لليوم السابع مآساتهم


   صاحب حنطور يسير بحثاً عن الزبائن بشوارع المحافظة -اليوم السابع -5 -2015
صاحب حنطور يسير بحثاً عن الزبائن بشوارع المحافظة


  طفل يحاول إطعام الحصان ببقايا البرسيم -اليوم السابع -5 -2015
طفل يحاول إطعام الحصان ببقايا البرسيم


    الحنطور لا يجد من يطلبه بعد اختفاء السياحة بالاقصر -اليوم السابع -5 -2015
الحنطور لا يجد من يطلبه بعد اختفاء السياحة بالاقصر


صاحب حنطور يبيع ذهب زوجته للصرف علي أسرته -اليوم السابع -5 -2015
صاحب حنطور يبيع ذهب زوجته للصرف علي أسرته


عربة حنطور متهالكة تبحث عن زبائن بكورنيش النيل -اليوم السابع -5 -2015
عربة حنطور متهالكة تبحث عن زبائن بكورنيش النيل


عربات الحنطور لا تجد من يطلبها للسياحة -اليوم السابع -5 -2015
عربات الحنطور لا تجد من يطلبها للسياحة


صاحب حنطور يؤكد أن 300 تركوا المهنة لقلة الزبائن -اليوم السابع -5 -2015
صاحب حنطور يؤكد أن 300 تركوا المهنة لقلة الزبائن










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة