كواليس الليلة الأولى لأسرة مبارك بالبدلة الزرقاء بعد حكم "القصور الرئاسية"..الرئيس الأسبق فضل الصمت طوال الليل.. والأمن يمنع زوجته من مرافقته بالمستشفى.. وحظر استخدامه للمحمول.. والحزن يخيم على "جمال"

ليلة قاسية مرت على أسرة مبارك بعد ارتدائهم البدلة الزرقاء مرة أخرى، وعودة علاء وجمال لسجون طرة مجدداً، إثر صدور قرار من محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار حسن حسانين، بمعاقبته ونجليه علاء وجمال مبارك بالسجن 3 سنوات، وتغريمهم 125 مليونًا و779 ألفًا و267 جنيهًا، وألزمهم برد مبلغ 21 مليونًا و197 ألف جنيه، ومصادرة جميع المحررات المزورة المضبوطة، وإلزام المحكوم عليهم بالمصاريف الجنائية وعدم جواز نظر الشق الجنائى، وذلك فى إعادة محاكمتهم لاتهامهم بالاستيلاء على 125 مليون جنيه من ميزانية رئاسة الجمهورية المخصصة للقصور الرئاسية، والتزوير فى محررات رسمية.

ملامح الحزن على وجه مبارك

مبارك عاد إلى مستشفى القوات المسلحة بضاحية المعادى، وعلى وجهه ملامح الحزن بعدما توجه من المحكمة إلى سجن طرة ومنها الى المستشفى، واستبدل ملابسه بالبدلة الزرقاء، وفارقته زوجته سوزان ثابت التى كانت مرافقة له على مدار الأيام الماضية، حيث أصبح مسجوناً على ذمة قضية ويخضع للوائح السجون، فيحرم من الزيارات أو مرافقة زوجته له إلا فى الزيارات الرسمية وفقًا للقوانين المنظمة للسجون، ويمنع من استخدام الهاتف المحمول والاتصال بأشخاص آخرين فى الخارج أو إجراء مداخلات هاتفية بالقنوات الفضائية، وذلك حتى يصدر قرار آخر بشأنه، وظل مبارك طوال الليل شارد الخيال صامتًا فى معظم الوقت.

جمال الأكثر تأثرا

الأخوان "علاء" و"جمال" قضيا الليلة الأولى لهما بسجن طرة بملابسهما الزرقاء، حيث مرت الساعات عليهما قاسية، وظهرت علامات التوتر والقلق على وجهه "جمال"، فيما ظهر "علاء" أكثر صلابة وتماسكاً.

وحرصت زوجتا نجلى مبارك، خديجة محمود الجمال زوجة جمال، وهايدى راسخ زوجة علاء، على مد الزوجين بكمية من المأكولات والمشروبات وبعض الملابس الداخلية، لحين تحديد مصيرهما من خلال تقديم الأسرة لطعن على الحكم، فيما كانت زوجة جمال الأكثر تأثراً بعودة زوجها للسجن، بعدما ظهر برفقتها على مدار الأيام الماضية فى رحلات تنزه، سواء فى الأهرامات أو مطاعم وكافيهات.

10 شهور متبقية لـ"مبارك"

ووفقًا للمصادر الامنية، فإن مبارك قضى 26 شهرًا "حبس احتياطى" منذ القبض عليه ودخوله السجن، وتخصم هذه المدة من أى حكم قضائى يصدر ضده، ومن ثمَّ يتم خصم هذه المدة من الحكم الصادر ضده بالسجن 3 سنوات بواقع 36 شهرًا، حيث يتبقى 10 أشهر، يرتدى بسببها البدلة الزرقاء ويتعامل كسجين وفقاً للوائح المنظمة للسجون.

ويلجأ الرئيس الأسبق للطعن بالنقض ضد هذا الحكم، وفى حالة رفضه يصبح الحكم نهائيًا، ويقضى مبارك الـ10 أشهر كاملة بالبدلة الزرقاء، أما فى حالة قبوله يتعرض مبارك للحكم الموضوعى.

كانت محكمة النقض قد قضت بإلغاء الحكم الصادر بمعاقبة مبارك بالسجن المشدد 3 سنوات، ومعاقبة نجليه علاء وجمال بالسجن المشدد 4 سنوات لكل منهما، وإلزامهما برد مبلغ 21 مليونًا و197 ألف جنيه، وتغريمهما متضامنين مبلغ 125 مليونًا و79 ألف جنيه، وقررت محكمة النقض إعادة المحاكمة أمام دائرة جنائية أخرى.

وكانت النيابة العامة اتهمت مبارك ونجليه علاء وجمال، بأنهم خلال الفترة من عام 2002 إلى 2011 قام المتهم الأول بصفته موظفًا عموميًا رئيس الجمهورية، بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء بغير حق على أموال إحدى جهات الدولة، بما يقدر بمبلغ 125 مليونًا و779 ألفًا و237 جنيهًا من الميزانية العامة المخصصة لمراكز الاتصالات بالرئاسة.

وأوضحت تحقيقات النيابة، أن ذلك تم بعد أن أصدر مبارك تعليماته المباشرة إلى مرؤوسيه بتنفيذ أعمال إنشائية وتشطيبات المقارات العقارية الخاصة بالمتهمين الثانى والثالث نجلى مبارك، وصرف قيمتها وتكلفتها خصمًا من رصيد الميزانية، فقام المرؤوسون بتنفيذ تلك التعليمات اعتقادًا منهم بمشروعيتها لأسباب معقولة، وارتكب المتهمون وآخرون حسن النية من موظفى الرئاسة وشركة المقاولون العرب ومقاوليها من الباطل تزويرًا فى محررات رسمية، وهى فواتير ومستخلصات أعمال مراكز اتصالات الرئاسة من الأعوام المالية من 2002/2003 إلى 2010/2011.