صراع قديم بين الرجل والمرأة لم يكن مستحدثاً لكنه زاد فى العقود الأخيرة حينما بدأت المرأة بالمطالبة بحقوقها كاملة التى كفلها لها الشرع والدين، فسرحت النساء بخيالهن الجم للمطالبة بالمساواة الكاملة بالرجل، أى مساواة!! وهل تجوز المساواة الكاملة دون مراعاة الفطرة التى خلقنا عليها الله؟! ظللن ينادين بالمساواة الكاملة بالرجل سنين طوال إلى حد محاكاته فى حركاته وسكناته حتى سمح لهم الرجال بدخول الميدان وخوض المعركة رجل لرجل فحملوها كل ما تطيق ولا تطيق، فانعكست الآية رويداً رويدا وتبادلوا الأدوار، وكأنه عقاب لها للمطالبة بالمساواة أو حتى بحقوقها .
وعندما لاحظن النساء ارتفاع هرمونات الأنوثة لدى الرجال ارتفعت لديهن بالتبعية والمساواة هرمونات الذكورة.. هل هذا مبرر !!
سبحنا عكس تيار الفطرة فارتطمنا بأمواج الشذوذ الفكرى والعاطفى، فلم يتساوى الرجال بالنساء فحسب بل تركوا لهم المسؤلية كاملة يحملنها والجمل بما حمل .
ما يزعمون أنه مساواة بين الرجل والمرأة ويحاولون اقناعنا بأن القصد منه مراعاة حقوق المرأة والرفع من مكانتها هو فى الحقيقة عين الظلم لها وعدوان على حقوقها فحملوها أكثر مما حملوا الرجل فهى تزيد عنه بالأساس وقبل المساواة من مسئولية الحمل والولادة والإرضاع وتربية الأطفال وآلام الحيض وتنشئة الأولاد ورعاية البيت والأسرة مع كل هذا حملوها زيادة عليه .
ماذا فعلت المرأة بنفسها وبالرجل؟!
ما المنفعة وما الفائدة التى تحققت للمدنية والحضارة من المساواة الكاملة بالرجل، حتى بدأت تشعر فى قرارة نفسها أنها رجل يقيم مضطراً فى جسم أنثى .
يرى عالم الاجتماع الفرنسى دانيال والزر لانج أن استراتيجيات "الرجال الجدد" أصبحت على المحك فالرجال يتغيرون بسرعة رغم أنهم يقاومون بشدة فى البداية، وهذا لا يعنى أن الرجولة استسلمت تماماً لمطالب الحركات النسائية النشطة منذ عقود لزعزعة الذكورة عن مواقعها التاريخية الموروثة أباً عن جد، إنما هى عملية التفاف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والنجاة ببعض المكاسب من خلال ثياب جديدة تنكرية ترتديها "سلطة الذكر" لتمارس هيمنتها من دون أن تجد من يتصدى لها ويردعها باسم المساواة وحقوق الإنسان. وقد ألف دانيال والزر لانغ كتاب بعنوان "الرجال يتغيرون أيضاً " "les hommes aussi changent" يعترف فيه بأن الظروف فى مجملها من اجتماعية واقتصادية وسياسية لم تعد تعين الراغبين من الرجال على الصمود فى مقاومتهم إلا أنه يحاول فى كتابه التعريف ياستراتيجيات الرجال وأسلحتهم الجديدة فى سبيل إطالة عمر سلطتهم والقبض بيد من حديد على مكتسباتهم القديمة .
دانيال كعالم اجتماع فرنسى لمدة خمسة عشر عاماً من البحث فى موضوع شد الحبال بين الرجال والنساء يؤكد أن كل جنس باتت له استراتيجيات يحاول من خلالها تسجيل نقاط على الآخر .
حذر دانيال من أن حرص المرأة المتشدد على تليين الرجولة كذلك المتغيرات الاجتماعية القاسية التى تحمل للرجل أحياناً الفقر والبطالة أو تستبدل عضلاته بآلة صغيرة كلها أمور تدفع بعض الرجال إلى الوحدة والانزواء وأحياناً قد يقع هؤلاء فى مأزق العجز عن التعبير أو اتخاذ المبادرات وخسارة القدرة الاقتحامية المعهودة للذكر، هذا الانزواء يزيد عدد المثليين والراغبين فى هجرة عالم النساء والابتعاد عنه ما أمكن لأنه يسبب لهم الارباك (يا سنة سوخة).
أما الذكورة الطاغية المتمرسة خلف قوة جسدية أو مركز اجتماعى مرموق مع قدرات مالية عالية فهم لا يبقون ذكراً كلاسيكياً فقط ولكن لديهم ما يكفى من المؤهلات لأن يمارس سلطته على النساء والرجال الأقل قوة، فقد نلمح صور فيها رجال يعانقون نساء جميلات فى أماكن مترفة وعلى وجوههم ابتسامة خبيثة نستطيع من خلالها أن نقرأ ملامح السلطة والهيمنة التى تستطيع لقسوتها وصلابتها وثقتها بنفسها أن تكتسح الجنسين معاً .
علينا أن نعترف بأن الحدود بين الجنسين بدأت تنتهك حتى التلاشى فى بعض الأحيان وبات من الصعب تعريف الرجولة وترسيم حدودها والتعريف بفئاتها والتنبؤ بمستقبلها .
غاليت النساء فوق حقوقهن بالمطالبة بالمساواة فكانت النتيجة تبادل الأدوار وبدل من أن تصبحى أنثى فقط أصبحت أنثى وذكر فى نفس ذات الوقت واتسمن بالأنوثة الخشنة قولاً وفعلاً تشبهاً بالرجال، حتى أن بعضهن ظنن أن السباب مثل الرجال سيساوى بينهم والحقيقة أنكم تساويتم فعلاً وانتزعت منك الأنوثة، أين الأنوثة من فحش القول وزفارة اللسان وهل هو لسان أم فسيخة!! شم النسيم يليق بك لكن باقى أيام السنة لا.
.
وكأن الرجولة صارت تاريخ وموروث قديم أصبحنا نبحث عنه مثل الأونتيك القديم ونود لو ترجع الأمور كما كانت منذ عهد، كنا نسخر من سى السيد أما الآن نود رجوعه.. ليته سى السيد وأصبح أنا أمينة .
نانى تركى تكتب: ماذا فعلت نون النسوة بجمع المذكر السالم.. شحورته
الأحد، 10 مايو 2015 10:05 ص
صورة أرشيفية