محـمد شـوارب يكتب: الإعلام.. رسالة صدق وشرف ووفاء

الثلاثاء، 12 مايو 2015 10:10 ص
محـمد شـوارب يكتب: الإعلام.. رسالة صدق وشرف ووفاء مبنى ماسبيرو

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإعلام جهاز مؤسسى لا يقل شأناً عن أى مؤسسة داخل الوطن، فهو مؤسسة تحمل رسالة تربوية، ثقافية، فكرية، تنويرية تجعله متطوراً دائماً سواء ديناميكياً أو ثقافياً، فالإعلام قادر على هذا وذاك فى تقييم الأفكار والمناهج والبث فى كيان المجتمع، مما يجعله يقيم ويحاسب الجميع لنقل الصورة إلى المسئولين من خلال أدواته وبرامجه وعرضه للمشكلات التى تؤرق المجتمع، وعليه أن يقدم الحلول مصحوباً بأصحاب الفكر المستنير والعلماء وأصحاب الخبرات.

إن الإعلام جزء لا يتجزأ من منظومة المجتمع والدولة، وكما أن الجميع أفراد ومسئولون شركاء فى تحمل مسئولية البث الإعلامى بما يعيد بالنفع والتنمية والنهوض بعقل المشاهد والانتقال به من مرحلة اللاصدق إلى مرحلة الصدق.

لقد شهدت الفترة الأخيرة من بعض الإعلاميين عتابا ونقاشا على المستوى الشخصى وكأن المذيع أو الإعلامى يتحدث من داخل بيته الشخصى، مع العلم بأن القناة هى نشر خبر أو مشكلة أو تحليل لمشكلة تؤرق المجتمع، وليس مشكلة خاصة بمذيع أو إعلامى، وتجد المشاهد فى أشد الحاجة الماسة إلى التشويق إلى خبر أو حل وتحليل لمشكلة ما، على أن يخرج منهما بمعلومة أو حل لمشكلة قد تصادف مشكلته تماماً.

فتجد قليلا من الإعلاميين والمذيعين، أصحاب نضج وفكر ممن يؤدون رسالتهم على الشاشة بنجاح وعلى خير أعدها، وأحياناً أخرى ترى إعلاميا قد يجف قلبك من تفاهة ما يتحدث وما ترى أعينيك على الشاشة، فهناك رجال إعلاميون ومذيعون وطنيون مخلصون يخدمون الوطن من خلال برامجهم، تجدهم ينزلون إلى الشارع ويتحدثون مع المواطنين على المشاكل التى تؤرقهم وتوجعهم، وكيفية الخروج والحلول من هذه المشاكل المجتمعية، فهؤلاء إعلاميون ومذيعون أصحاب فكر ورؤية وهم معادن فريدة، أولئلك هم الذين يعتز بهم الناس وينتظروهم من حين إلى آخر. وبهذا تستقيم بهم الحياة.

تمنيت لو كانت هناك رقابة على البعض على كل ما يذاع أو ينشر على الناس وبين الناس، فإن هناك أباطيل وخرافات وأحياناً هناك معارك وعتابات ونقاشات بين المذيعين كلاً فى قناته يعاتب الآخر (كما ذكرت من قبل)، فأين رسالة الإعلام الحقيقى؟ فمن (أمارات العظمة) أن تتجنب وأن تخالف أمراً فى تفكيره أو عقيدته أو تعارضه فيما يقول، ومع ذلك تطوى فؤادك على محبته وتأبى كل الإباء أن تجرحه، فلقد أحسست أن الإعلام لا يبعث برسالة قوية شفافة تنير عقل المشاهد أو المستمع أو القارئ، فهناك بعض الأخطاء فى الإلقاء متى كان المشاهد يشاهد، ومتى كان المستمع يستمع، فالاحترام الكامل لأعين المشاهد لابد أن يكون له معايير مهنية.

عندما نتحدث عن نهضة وطن أو أمة لابد أن يكون هناك رؤية ووعى وثقافة تعيد للوطن والأمة مكانتها الحضارية والثقافية، وأن تحقق النهضة المأمولة، وأن تصبح جماهير وشعوب الأمة مواطنين من النخب الفكرية والثقافية، وهذا لن يتحقق إلا بالنضوج الفكرى والثقافى ومؤسسات الوطن سواء الإعلامية أو غيرها.. تراخت الأيام وأمسى فى حاجة ماسة إلى شعاع جديد ينير ويضىء عين وعقل المشاهد.











مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة