ومن أهم هذه الأماكن الأثرية الإسلامية:
قصر الحمراء فى غرناطة
قصر الحمراء فى غرناطة من أكثر الأماكن التى تعكس الهندسة المعمارية والفن الإسلامى فى إسبانيا ويعتبر أفضل قصر عربى فى العالم وواحد من أكثر المعالم السياحية فى العالم، وهو قصر أثرى وحصن كبير شيده الملك أبو عبد الله محمد لأول المعروف بابن الأحمر فى مملكة غرناطة خلال النصف الثانى من القرن العاشر الميلادى ويتميز هذا القصر بسمات العمارة الإسلامية الواضحة.
جنة العريف
تعد جنة العريف من أجمل المعالم الأثرية فى أسبانيا، وصممت لتكون حديقة وبستانا فى مؤسسة إسلامية ويمنحها موقعها شمال قصر الحمراء تميزا كبيرا، والعريف هو الفيلا التى كانت تستخدم من قبل أحد ملوك المسلمين كمكان للترفيه والاسترخاء، كما هو الحال فى قصر الحمراء.
ولذلك فإن القصر الواقع على المنحدر ووسط المزارع يتناسب مع الوصف الذى يقدمه ابن ليون للمساكن ذات الطابع الريفى فى كتابه عن الزراعة، البساتين الأربعة التى يصفها، والتى ما تزال واحدة منها على الأقل باقية حتى اليوم، هى الـ"كلورادا" (Colorada)، و"لا جراندى (La Grande)، وال"فوينتيبينيا" (Fuentepe?a)، وال"ميرثيريا" (La Mercer?a)؛ وعلى الرغم من أسمائها المسيحية، إلا أنها تعود تقريبا إلى العصور الوسطى، كانت هذه البساتين تمتد فى شكل تدريجى مختلف المستويات تحت القصر، مما كان يضفى على الشكل العام روعة وإبداعا.
مسجد قرطبة
تم بناء هذا الجامع خلال قرنين ونصف قرن تقريبا، ويرجع تأسيس المسجد إلى عام 92 هـ عندما اتخذ بنو أمية قرطبة حاضرة الخلافة الأموية فى الأندلس، حيث انقسم المسلمون المسيحيين قرطبة كنيستهم العظمى، فبنوا فى جزئهم مسجدا وبقى الآخر للروم، وحينما ازدحمت المدينة بالمسلمين وجيوشهم اشترى عبد الرحمن الداخل الكنيسة العائد للروم مقابل أن يُعيد بناء ما تم هدمه من كنائسهم وقت الغزو، وقد أمر عبد الرحمن الداخل بإنشائه عام 785م وكانت مساحته آنذاك 4875 مترا مربعا وكان المسجد قديما يسمى بجامع الحضرة أى جامع الخليفة أما اليوم فيسمى بمسجد الكاتدرائية بعد أن حوله الأسبان كاتدرائية مسيحية. أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدا فى تاريخ الفن المعمارى أن كل الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة، كانت تسير فى اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسى.
قصر مدينة الزهراء
بنى عبد الرحمن الناصر فى مدينة الزهراء قصرا فاخرا، صنعت جدرانه من الرخام المزين بالذهب، وفى كل جانب من جوانبه 8 أبواب مصنوع من العاج والأبنوس المرصع بالذهب والجوهر، وزينت جوانبه بالتماثيل والصور البديعة، وفى وسطه صهريج عظيم مملوء بالزئبق، وكانت الشمس إذا أشرقت على ذلك المجلس سطعت جوانبه بأضواء ساحرة.
وزود الناصر مقامه فى قصر الزهراء، وهو الجناح الشرقى المعروف بالمؤنس بأنفس التحف والذخائر، ونصب فيه الحوض الشهير المنقوش بالذهب، الذى أهدى إليه من قيصر القسطنطينية، والذى جلبه من هنالك إلى قرطبة ربيع الأسقف، وجلب إليه الوزير أحمد بن حزم من الشام حوضا ثانيا رائعا، يقوم عليه اثنا عشر تمثالا من الذهب الأحمر المرصع بالجواهر، وهى تمثل بعض الطيور والحيوانات وتقذف الماء من أفواهها إلى الحوض.
وفضلا عن القصر فقد بنى فى الزهراء مسجدا، طوله ثلاثون ذراعا، وعرض البهو الأوسط من الشرق إلى الغرب 13 ذراعا، وزوده بعمد وقباب فخمة، ومنبر رائع الصنع والزخرف، فجاء آية فى الفخامة والجمال، تم بناؤه وإتقانه فى مدة 48 يوما وكان يعمل به أكثر من ألف عامل منهم 300 بناء، و200 نجار والبقية من الأجراء وبقية العمال المهرة.
الجعفرية فى سرقسطة
الجعفرية قصر محصن بنى فى النصف الثانى من القرن الحادى عشر للميلاد القرن الخامس الهجرى فى عهد المقتدر أمير سرقسطة، واستولى بنى هود العرب على القصر على حساب بنو تجيب من كندا وأصبح مقرا لهم، وأهمية المعلم تكمن فى كونه المعمار الوحيد بهذا الحجم الذى يشهد على الهندسة الإسلامية الأندلسية فى عهد الطوائف.
بذلك فإنه ليس بأقل أهمية من بهجة العصور جامع قرطبة ولا عليل النفوس قصر الحمراء بغرناطة? فقصر الجعفرية يثرى المعرفة بالفن الطائفى فى فترة نهاية استقلال أمراء الطوائف وصعود حكم المرابطين، مشكلا مع المعلمين السابق ذكرهما ثلاثية الفن المعمارى فى الأندلس.
بعد استرداد سرقسطة عام 1118 للميلاد من طرف ألفونس الأول أصبح القصر مكان إقامة ملوك الأراجون المسيحيين، حيث لعبت الجعفرية دورا رئيسيا فى نشر الفن المدجن الأراجونى، وتمت فيما بعد إدخال تغيرات فى الطابق العلوى ليصبح قصر إقامة الملوك الكاثوليكيون عام 1492، وفى عام 1593 أدخلت تغيرات جديدة لتجعل من الجعفرية قلعة عسكرية ذات طابع النهضة (يمكن ملاحظة ذلك من خلال الخندق والحدائق فى محيط القصر)، ثم تم تحويلها من بعد إلى ثكنة،و تعرض القصر فى عدة مناسبات إلى تحويلات وخسائر، خصوصا أثناء حرب الاستقلال الإسبانية ضد الجيوش النابولونية، حتى تم ترميمه فى النصف الثانى من القرن العشرين. القصر حاليا هو مقر المجلس التشريعى للأراجون.
الخيرالدا فى إشبيلية
هو برج قائم فى إشبيلية بإسبانيا، ومن أهم معالمها، كان فى السابق مئذنة فى المسجد الكبير من عهد الموحدين، إلا أنه اليوم أصبح برجا للأجراس كاثدرائية إشبيلية التى أسسها الأسبان بعد نهاية حكم العرب لأشبيلية، يزورها السياح من جميع أنحاء العالم، يبلغ ارتفاع البرج 97.5 متر، وكان عند بنائه أعلى برج فى العالم، وبشكله الحالى يظهر فى بناء البرج تأثير الحضارات المختلفة، بدءا من الحضارة الإمازيغية الإسلامية. تم إدراج البرج ضمن مواقع التراث العالمية فى 29 ديسمبر 1928، وتم ترميم المئذنة فى عام 1984 والاحتفال بمرور 800 عام على بنائها بتعاون بين المملكة الأسبانية والمملكة المغربية، ووضعت فى مدخلها لوحتين تذكاريتين باللغتين الأسبانية والعربية.
برج الذهب
هو برج مراقبة عسكرى على نهر الوادى الكبير فى إشبيلية جنوب إسبانيا، بنى فى عهد الخلافة الموحدية بغرض السيطرة على حركة المرور إلى اشبيلية وإلى الأندلس التى تعبر فى نهر الوادى الكبير، واستخدم البرج كسجن خلال العصور الوسطى وكسياج أمن لحماية المعادن الثمينة التى كانت تأتى بالسفن من أمريكا الجنوبية بعد اكتشافها ومن الهند . أصبح البرج الآن متحفا للفن المعمارى الإسلامى يأتى إليه السياح من الشرق والغرب، وبه بعض المعدات البصرية الأثرية من العصور الوسطى التى استخدمت فى البحرية واكتشاف الأمريكتين، وكذلك توجد بالمتحف نماذج للسفن الشهيرة التى اكتشف بها الأسبان الأمريكتين فى القرن الخامس عشر، وبعض المدافع من القرن السابع عشر.
قلعة القصبة بمالقا
قلعة القصبة بناها الملك الزيرى باديس بن حبوس فى القرن الحادى عشر الميلادى خلال الحكم الإسلامى للأندلس بناها المسلمون فوق تل مرتفع يشرف على المدينة وميناءها وكان هناك سور دفاعى ثالث ولكن حاليا لا يوجد إلا الجدارين الداخليين فقط وتضم القلعة متحف المدينة ويمثل العصر الإسلامى معظم أجزاء المتحف ويضم القصر حدائق ونوافير القلعة التى يقع بالقرب منها المسرح الذى يعود لأيام حكم الرومان لشبه الجزيرة الليبيرية.
مسجد باب المردوم أو مسجد نور المسيح (mezquita de Cristo de la Luz)
هو من أقدم معالم طليطلة، تم بناؤه عام 390 هـ الموافق 999 ميلادية، بعد احتلال المدينة من قبل النصارى عام 1085 م، حول المسجد إلى كنيسة تسمى نور المسيح، المسجد بناء مربع الشكل مقسم إلى 3 أرواق بواسطة 4 صفوف من الأقواس، الكل تحت تسعة قبب مسندة إلى صفوف الأقواس الحدوية على شكل حدوة الفرس، التى تعد من أهم خصوصيات الطابع المعمارى الأندلسى ذات الأصل القوطى، المرتكزة على 4 أعمدة وسطية، والقبة الوسطية مرتفعة عن باقى القبب ومزودة بنوافذ جانبية تسمح بدخول الضوء إلى البناء، والواجهة الرئيسية للمسجد متكونة من ثلاثة مستويات: الأول يحتوى على الأبواب الثلاث للمسجد، والثانى نجد سلسلة من الأقواس الحدوية العمياء المتعانقة، والمستوى الثالث متكون من مشربية مبنية بالآجور فوقها المخطوط المشهور، الذى يسمح بتأريخ سنة إنشاء المسجد.
والبناء يعد من أجمل شواهد الفن الأموى فى الأندلس ومصدر وحى للفن المدجن الذى كانت طليطلة موطنه.
قلعة جورماز
مثال آخر على العمارة الإسلامية فى شمال شبه الجزيرة هو حصن جورماز، وتصب أهميتها بوصفها ساحة العسكرية، وكان هذا بناء أكبر قلعة من القرون الوسطى فى أوروبا، له باب الخلافة يحمل طابع الفن الإسلامى.