هناك الآن فى مصر نوعان من الأشخاص: نوع لا يعجبه أى شىء تفعله الحكومة، ويقلل من قدر أى شىء إيجابى يحدث بل ويحقره ويسخر منه، ونوع آخر يدافع دفاعا مستميتا عن كل شىء تفعله الحكومة أو يفعله الرئيس، أقول لكم أن البلد لن تنهض بهذا الشكل، بل يجب أن نشجع الإيجابيات، وننتقد السلبيات نقدا بناء يساعد الحكومة على تحسين أدائها، وقد أدهشنى ما قاله المفكر الكبير جلال أمين أن الحديث عن تجديد الخطاب الدينى مضيعة للوقت، وأننا يجب أن نركز فى المرحلة الحالية على النمو والقضاء على الفقر. فمن وجهة نظرى المتواضعة، أرى أننا يجب أن نسير فى أكثر من اتجاه فى نفس الوقت: تجديد الخطاب الدينى، وإصلاح التعليم، والقضاء على الفقر.
يجب أن يكون هناك أسس معينة يتم بموجبها اختيار أئمة المساجد ( ومش كل واحد حفظله كلمتين يطلع يقوله خطبة). يجب أن يكون إمام المسجد واسع الثقافة، غزير العلم، منفتح على الثقافات الأخرى وعلى التغيرات التى تحدث داخل المجتمع ذاته، وسطيا، متسامحا، فلا يحض على العنف أو الفتنة الطائفية. بالنسبة للتعليم، يجب الاهتمام بالطبع بالكيف وليس بالكم. الاهتمام بالتعبير اللفظى الكتابى والشفوى، الأنشطة التفاعلية، الاستفادة من التطور الهائل فى التكنولوجيا فى استيعاب الدروس بشكل أفضل، تنمية مهارات القيادة والعمل الجماعى. بالإضافة إلى الاهتمام بالمواد التى تعتبر ثانوية فى أغلب المدارس، أن لم تكن موجودة من الأساس مثل: الرسم والموسيقى والمسرح، فهذه المواد ترتقى بالذوق العام، وتخلق جيلا غير متشدد ولا يعتبر أن الفن كله حرام. ولا نستطيع أن ننسى دور الإعلام فى نشر الثقافة ورفع الوعى، وإلقاء الضوء على مواطن القصور لإصلاحها، وعلى الإنجازات المشرفة التى لا تعود إلى حكمة الرئيس، ولكن إلى تضافر جهود العديد من الأفراد فى الدولة، مما يعطى المواطنين شعورا بالثقة فى أنفسهم وفى بلدهم، وبالفخر أنهم مصريون. يأتى فى نفس الوقت الشق الاقتصادى الذى لا يعتبر أكثر أهمية مما سبق.
شخصان يتجادلان - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سعيد
ابن الوز عوام