كارثة بقرية النصارية فى الفيوم..انسداد مواسير الصرف المغطى يتسبب فى تبوير 400 فدان فاكهة..والأهالى يصرخون: كنا نجمع آلاف الأطنان من المانجو والعنب والكمثرى والآن الأرض بارت..واستغثنا بالمحافظ دون جدوى

كارثة حقيقية تشهدها بعض العزب والقرى التابعة لقرية النصارية بمركز أبشواى بمحافظة الفيوم بعدما تسبب انسداد مواسير الصرف المغطى فى تبوير مئات الأفدنة من أجود الأراضى الزراعية بهذه القرى والتى كانت منزرعة بأشجار الفاكهة المختلفة وكانت تنتج آلاف الأطنان من الفواكه متعددة الأصناف مثل المانجو والكمثرى والعنب وغيرها وتسبب تسرب مياه الصرف المغطى فى تلف هذه الأشجار وتبوير الأراضى وضياع ما كانت تنتجه من محاصيل.

عامان على الكارثة

وأكد الأهالى بقرية النصارية أن الأزمة التى تشهدها الأراضى الزراعية الواقعة بقرى عرابى وعبد العال حماد والحامدية بدأت منذ عامين، حيث إن هذه الأراضى منزرعة بأشجار الفاكهة والموالح مثل المانجو والعنب والكمثرى وتعتبر من أجود الأراضى الزراعية على مستوى المحافظة، وكان يأتى إليهم التجار من مختلف المحافظات يطلبون محصولهم المميز وفاكهتهم فائقة الجودة إلا أنهم فوجئوا بمياه تخرج من باطن الأرض وتظهر بالأراضى الزراعية وتبين أنها ناتجة عن انسدادا مواسير وشبكات مشروع الصرف المغطى الذى يمر بهذه الأراضى ليصب فى بحر أبو جنشو، وأن هذا الانسداد تسبب فى تسريب المياه للأراضى الزراعية التى يمر بها المشروع، وهو ما تسبب فى ارتفاع نسبة الرطوبة بها وتحولت التربة الزراعية بهذه الأراضى إلى الملح بدلا من الطين، وبعد مرور عدة أشهر فوجئوا بتلف الأشجار وتقصف أوراقها وبعد فترة انقطع المحصول وأصبحت الأرض بوار لا تنتج أى محصول.

ومن جانبه قال نادى محمد عبد المعبود أحد الأهالى المتضررين، إن مشروع الصرف المغطى تم تنفيذه من البداية بإهمال كبير من المسئولين عن عملية تنفيذ المشروع، مؤكدا أنه تم لحام المواسير (وتعشيقها) بالطين بدلا من الأسمنت وتم إنهاء المشروع فى فترة زمنية وجيزة ولم تتم متابعته أو عمل صيانة دورية له خاصة أنه بعد كل مسافة من الأمتار من المواسير التى تم تركيبها للمشروع يوجد ما يسمى (حلة) والتى من المفترض أن يتم فحصها كل فترة للتأكد من عدم انسدادها حتى لا تتسبب فى انسداد المواسير وتسريب المياه للأراضى الزراعية إلا أنه لم يتم فحصها على الإطلاق ولم يتواجد أى من المسئولين عن الصيانة فى أى مرة.

بوار 400 فدان بسبب انسداد المواسير

وأكد عبد المعبود، أن انسداد هذه المواسير تسبب فى بوار 400 فدان مؤكدا أن هذه الأراضى كانت تشتهر بجودتها وجودة محاصيلها على مستوى المحافظة وكل من كان يرغب فى شراء أجود أنواع المانجو كانوا ينصحونه بشرائها من أراضى النصارية إلا أن هذه الأراضى بفضل إهمال المسئولين تحولت إلى أراضى بور لا تزرع ولا تنتج وقال بعدما كنا نتحصل على الآلاف كل عام من إنتاج محاصيلنا وهو ما يكفى أسرنا توقف دخلنا من هذه الأراضى الآن بعدما بارت أراضينا ولا نجد من يسمع شكوانا.

وأكد نادى أنه أصطحب الأهالى وأصحاب الأراضى المتضررين ولجأوا للمسئولين، وتقدموا بالشكاوى أكثر من مرة لهيئة الصرف المغطى ولم يستجب أحد لهم وكانت آخر مرة تقدموا بشكوى إلى الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم السابق منذ أشهر ووعدهم بتطهير المواسير وتسليك هذا الانسداد إلا أنه لم يتم تنفيذ هذه الوعود.

استغاثة للمحافظ

واستغاث الأهالى بالمستشار وائل مكرم، محافظ الفيوم، مؤكدين أن الأزمة كلها سيتم حلها إذا تم تسليك هذه المواسير وصيانتها بشكل صحيح ومتابعتها بشكل دورى، وهو الأمر الذى لن يتكلف على الدولة كثيرا، فالمعدات موجودة لدى هيئة الصرف المغطى والأمر يحتاج إلى اهتمام المسئولين والتعامل مع الموقف بجدية ليس أكثر من ذلك.

تراكم الحشائش بمجرات المياه وانخفاض معدلها

من ناحية أخرى اشتكى المزارعون بعدد من قرى مركز ابشواى ويوسف الصديق من عدم قيام العمال المسئولين عن أعمال تطهير الترع والأبحر والمصارف بأعمال التطهير والنظافة، مما يتسبب فى تراكم الحشائش بمجرات المياه والترع وانخفاض معدل مياه الرى للأراضى الزراعية.

كما أكدوا أنه فى حالة إجراء التطهير والذى يتم على فترات متباعدة يتم استخراج الحشائش مليئة بالطين ووضعها على جانبى الترع والأبحر والمصارف وسط المنازل الواقعة على جانبى هذه الأبحر، وهو ما يجعل الأهالى والأطفال عرضة لانتشار الأوبئة والأمراض وطالب الأهالى محافظ الفيوم بالتصدى لهذه الممارسات والوقوف لمديرية الرى والصرف ومحاسبة المسؤلين فيها عن هذا الإهمال، مؤكدين أنهم سبق، وتقدموا بشكاوى لوزير الرى خلال زيارته الأخيرة لمحافظة الفيوم، وأنه شدد على المسئولين بالرى والصرف بالمحافظة بتجنب هذه الأخطاء وضرورة تطهير الترع والمصارف، وأن تقوم الوحدات المحلية بنقل المستخرج منها من الحشائش والطين بعيدا عن جانبى المصارف والترع وبعيدا عن الكتل السكنية ولكن لم يتم تنفيذ هذه التوجيهات.