جاء ذلك خلال الجلسة الثانية لمؤتمر "مصر بين ثورتى 25 يناير، 30 يونيو"، المنعقد الآن بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور الدكتورة إيمان عامر، أستاذة التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، والدكتور عبد السلام عامر، وأدارها الدكتور أيمن فؤاد.
وأضاف الدكتورة زبيدة عطالله، أنه فى الفترة التى سبقت ثورة 25 يناير، قامت حركة 6 أبريل بالاتصال بعدد من المؤسسات الأمريكية، وتلقوا تدريبات، مشيرة إلى أنه فى عام 2008م، سافر عدد من أعضاء الحركة إلى أمريكا الشمالية لورشة عمل، بغرض إنشاء تحالفات للحركات الشبكية، وأنشطة على شبكة الانترنت، وفى عام 2009م، اتصل أحمد ماهر، أحد أعضاء الحركة، بالمعهد الجمهورى الأمريكى، راعى المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط، وأفريقيا، واتفق مع مسئولى المعهد على تأسيس مركز حقوقى تحت مسمى مركز دراسات المستقبل الجديد للدراسات القانونية.
وأوضحت الدكتورة زبيدة عطالله، أنهم بعد ذلك قاموا بعدد من الأنشطة للإعداد للثورة، عن طريق الحشد عبر الإنترنت، وجملة "كش ملك"، كإشارة لتجاوزات مبارك، واستخدموا 25 يناير أسلوب جديد وهو ضرب الشوارع استخدام مدونة خالد سعيد للتظاهر.
قال الدكتور عبد السلام عامر، أستاذ التاريخ الحديث، إن أسباب اندلاع ثورة يناير يرجع للفساد السياسى والاقتصادى، والظلم الاجتماعى، وضياع المساواة بين الشباب، وارتفاع الأسعار، والغلاء، بشكل أدى إلى الفقر والبطالة فى المجتمع المصرى.
وأضاف الدكتور عبد السلام عامر، أن العقد الأخير من حكم مبارك شهد حوالى ثلاثة آلاف حركة احتجاج من مختلف فئات المجتمع المظلومة، مشيرًا إلى ميلاد الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" أواخر عام 2004م، وشعارها لا للتمديد ولا للتوريث، كما تأسست فى عام 2008م، جماعة 6 أبريل، احتجاجًا على سوء الأوضاع، وكذلك ظهور صفحة "كلنا خالد سعيد" على الموقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك".
وأوضح الدكتور عبد السلام عامر، أنه منذ تزوير انتخابات مجلس الشورى فى يونيو 2010م، ومجلس الشعب فى نوفمبر 2010م، أخذ الشباب فى التنديد بسوء الأوضاع والمطالبة بالإصلاح، كما عملوا على توعية المواطن المصرى بقضاياه وهمومه، ودعوته للاحتجاج على سوء الأوضاع.
وأشار الدكتور عبد السلام عامر، على أن شرارة الثورة المصرية كانت فى حادثة تفجير كنيسة القديسيين بالإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية، وما أدت إليه من الغضب المصرى الشديد، فدعو للتظاهر ضد وزارة الداخلية، لعدم وصولها للجانى الحقيقى، وكذلك قتلها سيد بلال فى الإسكندرية فى 6 يناير عام 2011م، ولذلك حدد الشباب يوم 25 يناير الموافق لعيد الشرطة، يومًا للمظاهرات، وهى المظاهرات التى استجاب الشعب المصرى لها فى يوم 28 يناير، وأدت إلى خلع مبارك فى يوم 11 فبراير 2011م.
أشارت الدكتورة إيمان عامر، أستاذة التاريخ الحديث بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن لم يكن متوقع خروج المصريين بأعداد ضخمة فى 25 و 28 يناير، مؤكدة أنه لابد من الإعتراف بنزاهة ما قدمه الشعب المصرى فى ثورة 25 يناير.
وأوضحت الدكتورة إيمان عامر، أن أهم أسباب استجابة الشعب لدعوات التظاهر والثورة على نظام مبارك السياسى، هو قمع الأنظمة السياسية وفسادها، ووصولها لمرحلة الترهل والتهالك، الذى كان مغريًا بسقوطها، وكذلك خطة التوريث الجمهورى، والبطالة التى عانى منها الشباب على كل المستويات، المتعلم وغير المتعلم، الذى أدى إلى مزيد من الاحباط، مما ساعد على تأجيج الثورة فى قلوب الشباب.
وأضاف الدكتورة إيمان عامل، كذلك تآكل الطبقة الوسطى، وانعدام العدالة وانتشار الفساد فى توزيع الثروات، وغياب الحريات والقمع، وأيضًا وسائل الإعلام المختلفة التى نجحت فى تسليط الضوء على الواقع.
وتابع الدكتورة إيمان حديثها قائلة: مع اعترافنا بكل هذه الأسباب، إلا أنه يبقى التساؤل، هل 25 يناير 2011م، مؤامرة أم ثورة؟، قائلة:إن الإجابة عن هذا السؤال ضرورة حتمية لإيجاد نوع من التوافق بين أبناء الوطن، وهو ما أدى إلى المزيد من التساؤلات، منها "ألم يكن لمنظمات ومؤسسات المجتمع المدنى دور فى الأحداث؟، ألم يتلق بعض النشطاء دروسًا فى قلب أنظمة الحكم باعتراضهم؟، وألم يكن هناك جهات أجنبية دربت الشباب على استخدام الانترنت واستقطاب الشباب الأخرين؟، ألم يتم توجيه وتعبئة الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعى؟، قائلة: ألا تعنى هذه التساؤلات أن سمة طرف خارجى يساهم فى تحريك الأحداث؟.
وفى النهاية قالت الدكتورة إيمان عامر، إن الإجابة على هذه الأسئلة تمكننا من التغلب على الرؤية الضبابية والتمكن من قراءة المشهد، مؤكدة على نزاهة الشعب فى استجابته للخروج ضد مبارك، وفى نفس الوقت مؤكدة على وجود مؤامرات خارجية حركت بعض الشباب نحو الثورة، وساعدتهم فى ذلك.
موضوعات متعلقة..
بالصور..محمد عفيفى: المؤامرات تحيط بكل الثورات وقيام ثورة يناير كان حتميًا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة