"الروائى الكبير جمال الغيطانى، عندما يقدم على الكتابة، يصنع لنفسه صومعة خاصة، حيث إنه يخصص أقلاما مختلفة عن الأقلام التى يكتب بها مقاله"
كثير من الكتاب والمثقفين يتبعون طقوسا معينة حال شروعهم فى الكتابة، وذلك حتى يستطيعوا أن يسيطروا على إلهامهم، وقد كان الروائى العالمى نجيب محفوظ يميل قبل بدء عملية الكتابة إلى الاستماع لمقطوعة موسيقية، ثم الإنصات إلى السيدة أم كلثوم وهى تشدو بصوتها، وهو يسير فى منزله، قبل أن يتوجه إلى غرفة مكتبه للبدء فى الكتابة، كما أن له عادة أخرى، حيث كان لا يتوقف عن التدخين طوال كتابته، كما أن «الاعتزال» عن العالم من أبرز طقوس الكتابة التى عرف بها إبراهيم أصلان وخيرى شلبى.
لكن هناك كثيرا من المبدعين لا نعرف عن طقوسهم وعاداتهم قبل البدء فى الكتابة شيئا، فعن طقوس الروائى الكبير صنع الله إبراهيم يقول، أنا لدى عادة عند بدايتى فى كتابة أى رواية جديدة، وهى أن أستيقظ مبكراً وأشرب النسكافيه، وأعتزل شرب السجائر أثناء الكتابة، وأبدأ فى الكتابة، لمدة ساعتين فقط. ومن ناحيه أخرى لم يستطع الكاتب أوسكار وايلد الكتابة إلا بعد تزيين غرفته بريش الطواويس.
أما عن الروائى الكبير جمال الغيطانى، فعندما يقدم على الكتابة، يصنع لنفسه صومعة خاصة، حيث إنه يخصص أقلاما مختلفة عن الأقلام التى يكتب بها مقاله الصحفى، كما أنه يقوم بتشغيل الموسيقى أثناء الكتابة، وهو محب للموسيقى الكلاسيكية التركية والإيرانية والعربية. والشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، عندما يقبل على الكتابة يفرغ نفسه تماما من أى اهتمام خارج مكتبه، كما أنه ينعزل تماما داخل حجرة مكتبه التى يقفلها من الداخل لعدم سماع أى صوت أو متابعة أى أحداث، فهو ينعزل عزلة كاملة، حتى حواسه لا تنشغل بما هو خارج نفسه، كما أنه عندما يكتب الشعر لا بد أن يكون غير مرهق لأن التملك الجسدى والعضوى ضرورة عند كتابة القصيدة، ولا يستطيع أن ينام حتى يكملها.
بينما كانت الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستى، تأتيها الأفكار فى الحمام، وهو ما يجعلها تجلس فى الحمام لساعات طويلة لكى تكتب قصة. كان الكاتب والشاعر جيمس جويس يكتب واقفا، والبير كامو أيضاً يكتب واقفا على أن تكون أمامه شرفة مفتوحة، بينما كان نزار قبانى يتأنق ويستخدم العطر، حتى تحس أنه سيذهب للقاء امرأة، كما كان يستلقى على الأرض وأمامه عدد هائل من الأوراق الملونة لتضفى على القصيدته ألوانا عاطفية.
ويقوم الشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنة، بالانعزال التام عن كل ما يزعجه وهو يكتب القصيدة، فيقوم بإغلاق تليفونه الخاص به، حتى لا يقاطعه أحد أثناء الكتابة، كما يقوم بإغلاق مكتبه كأنه وحده فى الكون.