نقلا عن العدد اليومى...
فوجئ كثيرون فى الحياة السياسية بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى تدخل للصلح بين طرفى حزب الوفد المتصارعين، وسعى لإنقاذ الحزب العريق من الانهيار. وأبدى البعض دهشته من أن الرئيس وجد لديه من الوقت والجهد- فى ظل الانشغالات الداخلية والخارجية- ليتدخل للصلح بين سياسيين. والذين تابعوا أزمة حزب الوفد يعرفون أن الحزب دخل فى صراعات تهدد بنيانه، وتؤثر على مستقبله، والسؤال: لماذا يتدخل الرئيس لإنقاذ حزب سياسى معارض؟
كانت المفاجأة أن الرئيس على اطلاع كامل بما يدور داخل هذه الأحزاب والحياة السياسية، ويعرف عيوب الحياة السياسية، وأيضًا عيوب البيروقراطية، والجهاز الإدارى، ولديه رغبة فى أن تكون هناك دولة قوية، وأحزاب وحياة سياسية ثرية، تتجاوز المنافسة الداخلية إلى منافسة سياسية حقيقية، وبرامج يمكنها ملء الفراغ السياسى. الرئيس يؤكد أنه لا يريد الاضطرار لظهير سياسى وحزب للرئيس، بعد تجربة مُرة لا نريد تكرارها.
وبالطبع، فقد فوّت الرئيس فرصة كبيرة لدى من اعتادوا الترويج بأن الرئيس لا يريد أحزابًا قوية، و يرد على قطاع كان يطالب الرئيس بإنهاء الأحزاب ويقولون «بلاها أحزاب»، ويحرضون على إفراغ الحياة السياسية من مضمونها. ولا يعرف هؤلاء أن الرئيس يحرص على التواصل مع قيادات الأحزاب، و كرر أكثر من مرة رغبته فى أن تكون هناك أحزاب قوية تخوض الانتخابات، بما ينتج مجلسًا قويًا للنواب، يمكنه تنفيذ الدستور، وتطبيق مواده، وتحقيق التحديث والتقدم، وترجمة كل هذا إلى قوانين وتشريعات تضع مصر على طريق التقدم.
الرئيس خاطب الأحزاب أكثر من مرة بأن تسعى لضم الشباب، والاستفادة من طاقاتهم، حتى يمكن أن تكون هناك سياسة حقيقية، وليس مجرد رد فعل وصدى صوت. وهناك حالات كثيرة كان فيها الرئيس يتصل بقيادات سياسية وحزبية ضمن سياسة الباب المفتوح، وتمكين الشباب لن يتم بالكلام، لكن بفعل حقيقى، وهناك فرق بين الكلام المجانى والعمل العام.
الرئيس كرر أكثر من مرة أن المرحلة الراهنة تقتضى إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، ولو كانت هناك أحزاب حقيقية لأدركت أن الرئيس لن يستفيد شخصيًا من وجود الأحزاب القوية، لكن الدولة والحياة السياسية والشباب هم المستفيدون. وقد رأينا كيف كانت كلمات الرئيس تُفهم بشكل خاطئ، عندما قال للأحزاب إن التنسيق والتعاون بين القوى السياسية، داخل الحزب الواحد أو بين الأحزاب وبعضها، هو أمر يفيد الحياة السياسية، لكن البعض روّج بأن هناك تدخلات من أجهزة لفرض قوائم، ونفس هذه الأحزاب تختلف فيما بينها، وتتصارع وتتهم بعضها، ولدينا تجارب اجتماعات عجزت عن تنسيق المواقف. وعندما يتحدث الرئيس عن مجلس نواب واعٍ ومسؤول فهو صادق، لأن ما يظهر هو أن الأحزاب، أو بعضها وبعض رجال المال، يريدون احتكار مجلس النواب، بينما الرئيس يريد منافسة، ولأن المال لعب دورًا، ولدينا تجارب وإشارات كثيرة عن لعبة المال فى السياسة، وهى لعبة خطرة يمكن أن تدمر الحياة السياسية.
ولعل الأحزاب والسياسيين والزعماء يستفيدون من تجربة تدخل الرئيس، ويعلمون أن مصر فى حاجة بالفعل إلى مجلس نواب قوى، يمكنه ترجمة آمال وأحلام المصريين والدستور الذى أقره الشعب، ويحوله إلى فعل وواقع، بعيدًا عن المهاترات والمزايدات التى تمثل مجرد رد فعل، كما أن الاستمرار فى حالة الصراع الحالية يفرغ الحياة السياسية من مضمونها، بينما الحياة السياسية القوية هى الطريق الأفضل للقضاء على التطرف. هناك أحزاب ضعيفة تخفى ضعفها وراء الصوت العالى، بينما الواقع والظروف تحتاج حياة سياسية قوية وديمقراطية، وليس مجرد صراخ فى الفضائيات و«فيس بوك»، فهل يتعلم الوفد، وتتعلم الأحزاب من الرئيس كيف تكون أحزابًا مسؤولة؟
لقد اعتادت الأحزاب القديمة أيام مبارك والحزب الوطنى أن تشكو وتعترض وتنسحب، وكانت لها حجة وجود الحزب الوطنى المحتكر، فبالرغم من اختفاء الحزب الوطنى ما تزال الأحزاب تخاف منه، وكلما جاءت الانتخابات تهدد بالانسحاب، مع أن المشاركة يمكن أن تعطيها فرصة أفضل. وقد وصل حال حزب الوفد، أحد أكبر الأحزاب القديمة، إلى صراعات وخلافات أضعفته، وتدخل الرئيس، فهل تحتاج الأحزاب إلى أن يتدخل الرئيس لإنقاذها؟ وإذا حدث سيقولون إن الرئيس يتدخل، وإذا تركها يقولون إنه يريدها ضعيفة.. يا أحزاب.. «نقفل الشباك ولا نفتحه؟!».
موضوعات متعلقة...
- ابن الدولة يكتب: سموم البرادعى وأكاذيبه.. فى هذا المؤتمر قرر البرادعى أن يكذب لآخر نفس لعله يداوى" البطحة" التى تعلو رأسه.. قرر صاحب "نوبل" أن ينفث سمومه مجددا ويضرب السلطة القائمة من تحت الحزام
عدد الردود 0
بواسطة:
طـــــــــــــارق
النظـــــــــــــــــــام البرلمـــــــــــــــــــــــانـى
عدد الردود 0
بواسطة:
د/محمد الصباغ
الكلام غير الفعل
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر حبيبتي
شئ غير منطقب
عدد الردود 0
بواسطة:
العزيه
يا ريت
يا ريت. يكون في مشاكل وتشرف له حل
عدد الردود 0
بواسطة:
بدرية لحد الفجرية
فوبيا الحزب الوطنى