اهتمام إعلامى أمريكى بقمة كامب ديفيد..وول ستريت جورنال تبرز تأثير غياب الملك سلمان على الاجتماعات.. بولتيكو: المحادثات أوقفت تدهور العلاقات..معهد ستراتفور: تعبير على تغيير ميزان القوى فى الشرق الأوسط

الجمعة، 15 مايو 2015 02:02 م
اهتمام إعلامى أمريكى بقمة كامب ديفيد..وول ستريت جورنال تبرز تأثير غياب الملك سلمان على الاجتماعات.. بولتيكو: المحادثات أوقفت تدهور العلاقات..معهد ستراتفور: تعبير على تغيير ميزان القوى فى الشرق الأوسط الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقادة الخليج فى منتجع كامب ديفيد
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة صباح اليوم الجمعة، بقمة كامب ديفيد التى شهدت اجتماع الرئيس الأمريكى باراك أوباما وقادة دول الخليج فى المنتجع الرئاسى أمس الخميس.

وتفاوتت الصحف فى رؤيتها لمدى نجاح القمة فى تحقيق أهدافها، ففى حين رأى بعضها أن المحادثات منعت تدهور العلاقة بين واشنطن ودول مجلس التعاون الخليجى، أصر البعض الآخر على أن غياب الملوك والأمراء وعلى رأسهم العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز قوض بدرجة ما القمة.

صحيفة "وول ستريت جورنال"، قالت إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما عزز الدعم العسكرى للحلفاء العرب، الذين عرضوا فى المقابل دعمه لمواصلة اتفاق نووى يمكن التحقق منه مع إيران على الرغم من شكوكهم بشأن العواقب الأمنية المحتملة.

غياب الملك سلمان قوض القمة


ورأت الصحيفة أن بيان التأييد من دول الخليج الستة يمكن أن يقدم دعما لجهود باراك أوباما لتأمين اتفاق نووى مع طهران، والذى يمثل مبادرة السياسة الخارجية الأساسية لرئاسته، إلا أن الصحيفة استدركت قائلة إن القمة تم تقويضها بدرجة ما لغياب عدد من قادة الدول الخليجية وبينهم العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز، الذى اعتذر قبل ساعات من سفره المتوقع إلى واشنطن.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما عقد القمة فى محاولة لإقناع الحلفاء العرب بأن اتفاق إيران يجب أن يجعلهم أكثر، وليس أقل، ثقة إزاء استقرارهم الإقليمى.

وكانت بعض دول الخليج تسعى إلى توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن تلزمها بالتدخل العسكرى لحمايتهم من العدوان، كما سعوا أيضا إلى الحصول على أكثر العتاد الأمريكية تقدما مثل طائرات إف 35 المقاتلة، إلا أن أيا من الموضوعين لم يتم ذكرهما فى البيان الذى أصدرته الولايات المتحدة أمس يؤكد التزامها بالدفاع عن حلفائها فى الخليج.

وقال مسئولون خليجيون وأمريكيون إنهم سيشكلون مجموعات عمل لتعميق قدرتهم على مكافحة الإرهاب الدولى وتأمين خطوط الملاحة بالخليج وتعزيز الأمن الإلكترونى. إلا أن التهديد الذى تمثله إيران واحتمال تحقيق إنجاز دبلوماسى ظل محور المحادثات فى كامب ديفيد. وقد ضغط أوباما على الحلفاء العرب للسعى لعلاقة جديدة مع طهران لو تم معالجة القضية النووية.

وقف تدهور العلاقات


أما صحيفة "بولتيكو" فاعتبرت أن أوباما وحلفاءه فى دول الخليج الستة نجحوا على الأقل فى عدم السماح بتدهور العلاقة بينهما، وأشارت الصحيفة إلى أن القادة العرب ذهبوا إلى كامب ديفيد وهم يسعون إلى اتفاق أمنى مكتوب مع الولايات المتحدة سيعودون إلى ديارهم بدونه، وأوباما الذى دعا حلفاءه للمنتجع الرئاسى على أمل الحصول على مزيد من الدعم لانفتاحه مع إيران، لم يجنِ إلا تقدما محدودا. وبرغم ذلك، يبدو أن أوباما والقادة العرب نجحوا على الأقل فى عدم السماح بتدهور العلاقة بينهما.

الخلافات الأساسية لا تزال قائمة


وقالت الصحيفة إنه بالرغم من تأكيد أوباما على التزام أمريكا بأمن شركائها فى الخليج، لكن كان واضحا أن الخلافات الأساسية لا تزال قائمة. فقد اتفق الجانبان على ضرورة متابعة اتفاق نووى شامل وقابل للتحقق مع إيران، لكن ما إذا كانوا سيحددون هذه الشروط بنفس الطريقة يظل سؤالا بلا إجابة.. وربما يتفق كلا الجانبين على أهمية تحقيق الهدوء فى سوريا، إلا أن تفاصيل تحقيق هذا السلام ستظل على الأرجح مصدرا للخلاف.

وحتى تأكيد أوباما على الدعم الأمريكى لن يثنى الدول العربية عن السعى لشركاء عسكريين جدد، أو تأكيد استقلالهم فى كيفية التعامل مع المشكلات الكثيرة فى المنطقة.

تصريحات متفائلة مفاجئة


أما الكاتب الأمريكى البارز ديفيد أجناتيوس، المهتم بشئون الشرق الأوسط، فعلق فى صحيفة واشنطن بوست على محادثات القمة، قائلا "إنها انتهت بتصريحات متفائلة مفاجئة، والتزام لا بأس فيه من الولايات المتحدة لردع ومواجهة أى عدوان مستقبلى من إيران".

ونقل أجناتيوس عن يوسف العتيبة، سفير الإمارات لدى واشنطن قوله إن العلاقات الأمريكية الخليجية قد تطورت لتوها إلى مستوى جديد، مضيفا أن احتمالات التعاون قد اتخذت لتوها خطوة جديدة".

وأشار الكاتب إلى أن القمة تأتى بعد أشهر من تدهور العلاقة الأمريكية مع السعودية والإمارات ودول الخليج الأخرى. وكان البعض قد اعتبر قمة كامب ديفيد ساحة محتملة للمواجهة، إلا أنه تبين العكس. فحصل العرب على ما يريدون من ضمانات باستعداد أمريكا لتحدى التدخل الإيرانى فى المنطقة، وحصل أوباما على تأييد لجهوده للتفاوض على اتفاق نووى مع طهران.

استمرار الشكوك المتبادلة


وتوقع أجناتيوس أن تظل الشكوك المتبادلة قائمة، إلا أنه رأى القمة تمثل تعزيزا هاما للعلاقات مع القوى العربية السنية مع اتجاه الولايات المتحدة نحو إنجاز محتمل مع إيران الشيعية.

ويمضى أجناتيوس فى القول بأن الإعداد لكامب ديفيد قد ساعد على تخفيف الأجواء، فكانت البداية بجلسة صباحية قاسية إلى حد ما كانت مخصصة لإطلاع القادة على التقدم فى محادثات إيران. وتناول القادة الغداء، وبعدها تغير المزاج. وخلال فترة ما بعد الظهيرة، تحدث القادة بشكل غير رسمى على التحديات الإقليمية فى سوريا وإيران وليبيا، مع رفع قادة السعودية والإمارات وقطر أيديهم لتقديم الملاحظات والاقتراحات.

وقال أحد الحضور إن جلسة ما بعد الظهيرة كانت إيجابية للغاية، ووصلوا إلى روح تعاونية لم تكن موجودة قبل الاجتماع.

أوضح تعبير عن تغيير ميزان القوى الإقليمية


من ناحية أخرى، قال معهد "ستراتفور" الأمريكى إن قمة كامب ديفيد التى عقدها الرئيس باراك أوباما لقادة دول الخليج، لن يتم تذكرها بالصفعات الدبلوماسية، أو الصفقات الدفاعية أو حتى تهديدات الانتشار النووى. بل سيتم تذكرها بأنها التعبير الأكثر وضوحا لتغيير ميزان القوى فى الشرق الأوسط بعد ثلاثة عقود ونصف من العلاقات الحادة بين الولايات المتحدة وإيران.

وأشار المركز الاستخباراتى الأمريكى إلى أن التحول الكبير الأخير فى علاقة الولايات المتحدة مع دول الخليج حدث فى السبعينيات فى خضم الحرب الباردة. وربما يكون ولى العهد السعودى محمد بن نايف وولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان أصغر من أن يفهموا تماما ما خاضه آباؤهم فى محاولة ضمان ألا تضحى الهيمنة العالمية بآل سعود لصالح حلفائهم الفرس. وبعد كل شىء، فإن جيلا واحدا لم يعرف سوى عالم كان فيه الدعم الأمريكى للسعودية والعداء لإيران أمر مسلم به. إلا أن تفويض خلفاء الملك سلمان فى كامب ديفيد كان واضحا، وهو منع التاريخ من تكرار نفسه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة