وفى البرنامج طرح الشاعران الكبيران، رؤيتهما حول الحياة، والشعر، فالشاعر أمل كان يؤمن بأن للشاعر موقف من الحياة، ومن الواقع، وأوضح ذلك حين قال: إن الشاعر فى جوهره يجب أن يحلم بواقع أفضل، حتى لو الواقع الذى يعيشه جميلًا، فيجب أن يحلم بعالم أكثر جمالًا، وأكثر شعريًا، وأكثر رقة، لأن حلم الشاعر عليه أن يحقق المعادلة المستحيلة، فى أن يجعل الشعر واقع، والواقع شعرًا، ويقف مع الحلم ضد الواقع، ويجعل الجميع يحلمون بعالم سعيد.
وتابع أمل دنقل حديثه بإيمان واضح فى عينيه، إن الشاعر يجب أن يكون له موقف اجتماعى من الناس، وقضايا المجتمع، وقضايا العصر الذى يعيشه، وأن الشعر الذى ظهر متبنيًا شعارات سياسية زاعقة بشكل مباشر، هو شعر تناسته الأيام، لأنه لم يحمل الأسس الفنية لتقيمه، وهو مجرد ترجمة لمنشيتات الصحف، أى أنه هذا شعر تابع، الأفكار تطرح فى الصحف، ثم يترجمها فى الشعر.
بينما أكد الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، أن شعراء جيل السيتينيات أقرب فى الإحساس من كل ما يدور فى العالم، مشيراً إلى أن الشعراء الشباب سيكونوا أنضج من شعراء السيتينيات، وأنه عند كتابته لقصيدة سياسية فهو لا يقصد ذلك لكنه يعبر عن احساسه الحقيقى تجاه العالم، وأنه لا توجد مسافة بين شعراء جيله وبين الناس، فقصائده تعبر عنه وعن الناس.
وكما ارتبط اسم أمل دنقل بحساسية شديدة، ارتبط اسمه أيضًا بمذاق شعرى جديد، وموقف جديد للشعر من عصره وزمانه، فهو يعرف القصيدة بأنها صورة لإحساس الشاعر بالمجتمع فى لحظة ما، وهو يطرح مفهوم غير معقد للحداثة، فيقول أن الحداثة هى أن نكتشف علاقات جديدة بين الأشياء القديمة التى كانت سائدة.
وتحدث الشاعر عبد الرحمن الأبنودى خلال اللقاء عن علاقته بالشاعر أمل دُنقل قائلا: كنا على قدر واحد من الثورة على كل المألوف، وكل الظروف المصرة على أن تصنع منا مايريد أبوانا، واجتمعنا على شىء واحد هو حب الشعر.
فى حين قال أمل دُنقل، جمعنا الإخلاص للشعر منذ صغرنا، فكان فى تصميمى أن أكون شاعرًا، وكان الأبنودى يضع فى ذاكرته أن يكون شاعرًا، ولم يكن هناك اخلاص لقضية أخرى غير الشعر، هذه الرهبنة فى محراب الشعر هى الشىء الذى جمع بيننا، فهو مخلص للشعر بدرجة أحسست معها أنه شاعر حقيقى.
https://www.youtube.com/watch?v=q4mlnRESdZ0
موضوعات متعلقة..
الفنان ضياء الدين داوود: تنفيذ بينالى الخزف يواجه صعوبة فى التمويل