احتفى ملتقى السرد العربى برئاسة الناقد الدكتور حسام عقل، برواية "تراب أحمر " للكاتبة نفيسة عبد الفتاح.
وقدم الملتقى شهادة تكريم للكاتبة نفيسة عبد الفتاح لإبداعها القصصى وترشحها لأعرق الجوائز العربية، وقدم الناقد الدكتور أسامة أبو طالب دراسة نقدية حول العمل أكد فيها أن هذه التجربة ليست قيمتها على الإطلاق فى الحكاية رغم أن الحكاية هى عصب النص، كما لا يمكن أن نصنفها بأنها أدب نسوى فهذه تجربة إنسانية مثقلة بهموم الوطن حملت الوطن معها، وأن الوجود المصرى فى أفريقيا الذى تجلى بوضوح فى تزويج الرئيس جمال عبد الناصر السيدة فتحية نيكروما للرئيس نيكروما وفى أسماء المحلات التى حملت أسماء أفريقية فى فترة الستينات، هذا الوجود المصرى يؤكد قيمة تلك الرواية.
وتابع ورؤيتى لهذه الرواية إنها تعالج من منطقة الهم المصرى، مؤكدا أنها عاش بالخارج ورأى ماطرحته الرواية من مشكلات، فأسوا سفارات وأسوأ أداء ديبلوماسى فى العالم هو الأداء المصرى، وحصاد الفقر والقهر هو ما يجعلنا نأكل بعضنا فى الخارج، مشيرا إلى أن فشل مشروع شركة النصر للتصدير والإستيراد المماثلة لشركة التجارة التى فى النص الروائى يرجع إلى انعدام الرقابة فأصبحت مشروعا قوميا للمحاسيب.
وأشار "أبو طالب" إلى أن عدم وجود أسماء فى النص هو امر شائع فى الأدب العالمى وأوضح ان لغة السرد تميزت بأدب شديد فى عمل تحيط به غلالة من التقوى دون "زعيق"حيث النعومة والرقة فى التناول وهى نعومةكاشفة فالشفرة الناعمة قاطعة وحادة كما أن اللغة مختصرة مكثفة قصيرة الجمل، لا تكرر نفسها والبنية ليس فيها تعقيد أو فذلكة، فالكاتبة لا تتعالى علولا تتعمد اللغة الشارحة بل تضعنا فى قلب الحدث مباشرة مؤكدا أن إحدى نظريات علم الجمال أن العمل الإبداعى يضع المتلقى فى حالة مماثلة للحالة التى كان عليها الكاتب وهو مافعلته الكاتبة، مشيرا إلى إستخدامها للنبات والأحجار الكريمة والحيوان بلغة شاعرة، بينها وبين القارىء علاقة حميمة وتأتمن هذا القارىء فتسر له بالأسرار.
واكد الناقد الدكتور حسام عقل، أن الرواية تجعلك لا تنهض إلا بعد الانتهاء من قراءتها وأنها تغرقنا فى التفاصيل دون أن نحس مللا حيث تسيطر الكاتبة على الإيقاع تماما تتجلى فيها خفة دم المصريين بشكل غير مقحم وبها نوع من البحث عن الهوية، والنستولوجيا حيث تعيش البطلة حالة من الحنين الدائم للوطن، مؤكدا أن البطلة تنتصر مرتين مرة بالحصول على الإقامة ومرة أخرى بعودة الطفلة التى كانت بداخلها والتى فقدتها وسط الهموم وضغط المحنة ،وأشار إلى مقولة حنا مينا عندما أجاب عن سر إبداعه فقال أننى هضمت دولاب المأكولات الفنية مشيراً إلى أن الرواية مهضوم فيها تفاصيل كثيرة، وقد بدأت بضمير النحن الملحمى ثم انحسر ضمير السرد إلى الراوية الضالعة فى الحدث، مؤكدا أنه يهدى الكاتبة نفيسة عبد الفتاح الجملة التى قالها الياس خورى عن الطاهر وطار "نجحت فى ان يكون لها طريقتها الخاصة"، مشيرا إلى أن الرواية أكدت أن مشكلات الجالية المصرية توضح أن المشكلة ليست فى الجدران أو فى الإقتصاد فقبل تغيير ذلك يجب أن يتغير الإنسان، وأن النص لايخلو من رفيف الحلم والكثافة الغنائية ولغة مصقولة فيها رفيف الشعر. وقد قدم الحضور مداخلات نقدية فقدمت الكاتبة فاتن فاروق أكدت من خلالها أن الكاتبة لم تعمد إلى وصف مشاعر الحب مع زوجها من خلال كلمات لاكتها الألسنة، وانما سردت لنا عن علاقتهما خلال الأزمة لتكشف عن نفيس معدنيهما فتبادلا الحب فى رقى وقد تجلى التناقض بين طبيعة الشخصيات فىى صديقة الكاتبة التى تأقلمت على الغربة موضحة أن الكاتبة عرجت على بعض الجمل التى تصلح لأن تكون عناوينا لكتب وتجلت رومانسيتها وشفافيتها من خلال تماهيها مع الطبيعة، بينما اكدت الكاتبة رانيا مسعود عذوبة الكاتبة ورقة وصفها لعلاقتها مع زوجها وخلو الكتابة من المباشرة والحوار الراقى والجمل المخملية التى يمكن تسميتها بالسهل الممتنع مؤكدة أن العمل يستحق التقدير للغته الرصينة، وأنها تختلف مع من يقول ان الواقع فى النص كله مرير لأن هناك مشاهد ساخرة اضافة الى التكثيف والنهاية التى تؤكد أن الصراع يتواصل من جديد، بينما اكدت الكاتبة نادية كيلانى أن هناك عناصر غير الإنسلان تلازمنا فى النص وهى الكلب وشجرة العنب وان الكاتبة ادخرت لنا فى نهاية كل فصل مشهدا رومانسيا طيبا وهو الثمن الذى تدفعه الغربة لأزواج كما قدم الكتاب زكريا صبح و رمضان احمد واحمد كفافى مداخلات نقدية، وانتهت الأمسية بتقديم شهادة تقدير من ملتقى السرد العربى وامسية شعرية قدم الندوة الكاتب الصحفى والقاص عادل سعد مدير تحرير المصور.
موضوعات متعلقة..
الأحد .. توقيع كتاب "40 سنة حفائر" لـ"زاهى حواس"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة