تعتبر القراءة من أهم وسائل المعرفة، فهى بحق غذاء العقول والأرواح، هى التى تمنح الإنسان المعارف والمعلومات وتجعله يعيش الحياة بعمق، والقراءة لا تعتبر ترفا بل هى ضرورة من ضروريات الحياة، ولا نبالغ إذا قلنا أن القراءة من أهم متطلبات الحياة، وإذا أردنا أن نعرف أهمية القراءة فحسبنا هنا أن نرجع إلى كلام الكاتب الكبير ( جراهام جرين) حينما قال أحينًا أفكر أن حياة الفرد تشكلت بواسطة الكتب أكثر مما ساهم البشر أنفسهم فى تشكيل هذه الحياة، فالقراءة ضرورة أساسية فى حياة البشر مثلها مثل الطعام والشراب، فإذا كان الطعام والشراب هو غذاء البدن أى الغذاء المادى، فالقراءة هى الغذاء الروحانى للعقول والأرواح.
والقراءة تعد منذ القدم من أهم وسائل التعلمن والتى من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار، فهى تودى إلى تطوير الإنسان وتفتح أمامه أفاقا جديدة كانت بعيدة عن متناوله. ولأهمية القراءة نجد أن أول مكتبة وضعها الفراعنة كتبوا على بابها ( هنا غذاء النفوس وطب العقول). وتعتبر القراءة من أكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، لذا حرصت الأمم المتقدمة على تشجيع أفرادها على حب القراءة وإدراك أهمية الكتاب. والقراءة هى من الصفات الهامة التى تميز الشعوب المتقدمة عن الشعوب غير المتقدمة. وهى كذلك تسهم بشكل فعال وإيجابى فى تطوير ملكات وقدرات الأفراد، كما تسهم فى تدعيم ثقة الفرد بنفسه، وتكوين الشخصية المبدعة. وتلعب القراءة دورا حيويًا فى حياة الأفراد والمجتمعات، فهى تزود الأفراد بالخبرات وتنمى مداركهم وتدفعهم ليكونوا روادًا فى مجتمعاتهم، كما تسهم القراءة فى تطوير الشعوب وتنمية الثقافة، وهناك أنواع كثيرة ومتعددة من القراءة منها : القراءة من أجل التطوير المهنى، والقراءة من أجل زيادة الحكمة والمعرفة، والقراءة من أجل متابعة الأخبار. وإذا رجعنا إلى موقف الإسلام من القراءة نجد اهتمامًا بها كبيرا وتشجيعا عليها، وليس هناك دليل واضح على أهميتها من أن أول كلمة خاطب بها جبريل الرسول كانت اقرأ، أيضا جاءت السيرة النبوية العطرة فى نفس الاتجاه من الاهتمام بالقراءة والحض عليها، وأبلغ موقف على ذلك هو موقف فداء الأسرى فى غزوة بدر، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب من الأسير المشرك الذى يريد فداء نفسه من الأسر تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، ونرى فى التاريخ الإسلامى أن المكتبات الإسلامية كانت من أعظم المكتبات فى العالم مثل مكتبة بغداد وقرطبة وغيرها.
فالقراءة هى السبيل الوحيد للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والأمم القارئة هى الأمم القائدة. فالقراءة تحرر العقول من الجهل والتخلف وتنيرها بنور المعرفة والثقافة. ويحضرنا هنا قول عباس محمود العقاد أن القراءة تضيف إلى عمر الإنسان أعمارًا أخرى، هى أعمار العلماء والكتاب والمفكرين والفلاسفة الذين نقرا لهم. لذا يجب تشجيع أولادنا على القراءة ونحثهم على المطالعة ونوضح لهم أهمية الكتاب وأهمية المعرفة والثقافة. أن الطامة الكبرى أن أمة اقرأ لا تقرأ، وتراجعت القراءة بصورة كبيرة فى عصرنا الحالى رغم توفر وسائل التكنولوجيا ووسائل الحصول على الكتاب. يا من تبحثون عن التقدم والتطور القراءة هى السبيل الوحيد لذلك التقدم والرقى، ولن تأخذ أمة من الأمم مكانها اللائق بين الأمم إلا بالقراءة.
د. عماد الدين إبراهيم عبد الرازق يكتب: أمة اقرأ لا تقرأ
الأحد، 24 مايو 2015 12:36 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عبداللطيف أحمد فؤاد
انا صاحب العنوان
و ازيد و لن تقرأ