وذكرت وكالة الأنباء البحرينية أن تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية جاء بعزيمة وتصميم قادة دول المجلس وتجسيدا لرؤيتهم الثاقبة وإيمانهم بما يمثله هذا الكيان من دور حيوى فى حاضر الدول الأعضاء ومستقبل شعوبها وما يعود به عليهم من النفع والخير والعزة.
وأشارت وكالة الأنباء السعودية إلى مدى اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بالشأن الخليجى والعمل بكل صدق ومحبة وإخلاص على تحقيق ما فيه خير شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.
تأسيس مجلس التعاون
تم تأسيسه نهاية مايو 1981م حيث توصل قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فى اجتماع عقد فى أبوظبى إلى صيغة التعاون بين دول الست، والتى كان من أهم أهدافها تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الخليجية فى جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها، وفق ما نص عليه النظام الأساسى للمجلس فى مادته الرابعة.
واستطاعت دول المجلس تحقيق العديد من الإنجازات فى مجال التعاون المشترك على مدار الـ34 عامًا الماضية.
مجال السياسة الخارجية
تنامى الدور السياسى لمنطقة الخليج، من خلال الموقف والأداء السياسى الموحد الذى يتخذه مجلس التعاون، حيث يأخذ هذا الموقف القوة اللازمة والفاعلة، لأنه يصدر عن اتحاد يضم 6 دول.
واستطاعت دول مجلس التعاون إنهاء الحرب العراقية الإيرانية، وتطويق ما يمكن أن يصيب المنطقة من تأثيرات نتيجة هذه الحرب، وتحرير دولة الكويت، حيث شاركت قوات درع الجزيرة فى التحرير، تطبيقاً لاتفاقية الدفاع المشترك، والدعم الدائم والمستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة فى قضية الجزر الثلاث التى تحتلها إيران، إضافة إلى تنسيق المواقف تجاه العلاقات مع إيران، وتجاه الأزمة التى يسببها الملف النووى الإيرانى.
كما دعم المجلس القضية الفلسطينية وعملية السلام، ويساهم بشكل إيجابى وفعال فى حل المشكلات التى تهدد استقرار اليمن وحمايته من الانزلاق نحو الحرب الأهلية، وشكلت المبادرة الخليجية حلاً سياسياً فعالاً لانتقال سلمى للسلطة، وعزز الموقف السياسى الموحد لدول مجلس التعاون مكانته فى خريطة صناعة القرار والاستقرار العالمى.
دعم دول الربيع العربى
وتلعب دول مجلس التعاون الخليجى دورا بارزا ومحوريا فى دعم دول الربيع العربى وعلى رأسها مصر، وذلك عقب ثورتى 25 يناير و30 يونيو من المواقف الداعمة للدولة المصرية، إضافة لدعم الدولة الليبية لمواجهة التحديات التى تواجهها من انتشار الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، دعم جهود الجيش العراقى لإستعادة السيطرة على البلاد، إضافة لدعم الشعب السورى فى ظل الأزمة التى دخلت عامها الخامس فى البلاد.
المجال الاقتصادى
وتتمثل أبرز إنجازات دول المجلس نجاحه فى تنشيط حركة التجارة بين دوله، ويرجع الفضل فى ذلك للاتحاد الجمركى وإنشاء السوق الخليجية المشتركة؛ فقد حققت التجارة البينية فى دول مجلس التعاون قيمة تعدت 100 مليار دولار فى عام 2014، مرتفعة بمقدار يفوق السبعة أضعاف عمَّا كانت عليه فى عام 2000؛ أى قبل البدء فى التنفيذ الفعلى للاتحاد الجمركى، والآن ما زالت الجهود منصبَّة نحو تحقيق أهمِّ خطوات التكامل؛ وهو إصدار العملة الخليجية الموحَّدة.
المجال الأمنى
استطاعت دول مجلس التعاون تحقيق العديد من الإنجازات أبرزها الاتفاقية الأمنية الخليجية التى جرى اعتمادها فى الدورة رقم 33 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، التى عقدت فى مملكة البحرين يومى 24 و25 ديسمبر 2013.
على الصعيد العسكرى
تعد اتفاقية الدفاع المشترك أبرز إنجازات المجلس، والتى تم التوقيع عليها فى قمة المنامة فى ديسمبر 2000، إضافة إلى رفع القدرات الذاتية والجماعية، وجعل تأسيس وتطوير قاعدة الصناعات العسكرية ضمن الأولويات، وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار فى هذه المجالات.
وتعتبر قوات "درع الجزيرة المشتركة" ضمن هذه الإنجازات البارزة، التى تشكلت بقرار فى 10 أكتوبر 1982، وصدرت فى ما بعد قرارات بتطوير هذه القوة وتحديثها، لتكون ذات كفاءة عالية عملياً.
وتواجه دول مجلس التعاون الخليجى العديد من التحديات والأخطار الملقاة على عاتقه فى ظل الأوضاع المتوترة التى تسود البلدان العربية، وتتطلع دول المجلس لتحقيق آماله فى قيام الإتحاد الخليجى، الذى دعا له العاهل السعودى الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وذلك فى ظل التحديات التى تواجه دول مجلس التعاون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة