الأمثال الشعبية موروث موجود فى كل بلاد العالم، ولكن الأمثال الشعبية المصرية وربما للتحيز لها وقع خاص سواء للسجع الموجود فيها وانتظام القوافى أو للمعنى المقصود منها، ومن يتبحر فى الأمثال الشعبية يجد أن كلام المصريين أغلبه أمثلة شعبية وليس مجرد حوارات .
أول من جمع الأمثلة الشعبية وحصرها فى كتاب "الأمثال العامية" كان أحمد باشا تيمور، من يبحر فى هذا الكتاب يجده يحتوى على آلاف الأمثال الشعبية بمعانيها وأن جميعها مستخدم فى الحياة اليومية للمصريين، منها الشهير جدًا ويسمع عنه الجميع ومنها أمثال غير معروفة لكن معانيها رائعة .
من هو أحمد باشا تيمور؟
هو أحمد بن إسماعيل بن محمد تيمور الشهير بأحمد باشا تيمور عالم بالأدب وباحث ومؤرخ مصرى وأحد أعضاء المجمع العلمى العربى، مولده ووفاته بالقاهرة من بيت فضل ووجاهة من أب كردى وأم تركية، برزت من هذه الأسرة أخته الشاعرة المثقفة عائشة التيمورية وهى رائدة من رائدات الحركة النسوية فى العالم العربى وكذلك برز ولداه محمد ومحمود تيمور وأصبحوا من رواد القصة والرواية، مات أبو أحمد باشا تيمور وعمره ثلاثة أشهر وربته أخته عائشة التيمورية .
رغم أنه أفنى عمره فى البحث والتنقيب إلا أنه كان حريصًا على عدم نشر كتبه أثناء حياته، وبالتالى اجتمعت لجنة على رأسها المثقف الكبير أحمد لطفى السيد بعد وفاة أحمد باشا تيمور ونشرت عددًا كبيرًا من كتبه التى تنوعت فى التاريخ واللغة والتراجم والفقه الإسلامى بالإضافة إلى هذا المعجم الفذ للأمثال العامية المصرية وقاموسه الآخر للكلمات العامية المصرية، كتب أحمد باشا تيمور عن اللهجات العربية الأخرى أيضًا وكتب عن تاريخ التصوير والموسيقى والهندسة والفقه عند المسلمين .
وهذا جزء يسير جدًا من بعض الأمثال العامية المصرية الرائعة بمعانيها الأكثر عمقًا وروعة.. حاول عزيزى القارئ أن تسمع أنغامها وتتخيلها بأذنيك:
"آخد ابن عمى واتغطى بكمى" يعنى أتزوج ابن عمى ولو كان لا يملك ما اتغطى به .
"آخر خدمة الغز علقة" الغز يقصدون بهم الترك الذين كانوا يحكمون مصر والعلقة هى الوجبة من الضرب أى إن خدمتهم وأخلصت لهم يكافئونك فى آخر خدمتك بالضرب .
" آخر الزمر طيط" يعنى أن الأمر المقصود لن ينتج نتيجة نافعة كالزمر فى آخره ذلك الصوت الذى يقول طيط ويذهب فى الريح.
" أدينى حية لما أشوف اللى جاية" تقوله المرأة تهكمًا إذا عيبت أو رميت بتقصير فى عملها فهددت بضرة أو امرأة أخرى تقوم بالعمل.
" أفتى معرفتى.. راحتى معرفشى" أى أفتى ادعائى المعرفة لأنى قد أكلف بما لا أعرفه وأُسأل عنه فافتضح فالراحة العظمى فى قولى لا أعرف .
" أهى ليلة وفراقها صبح" المراد هى ليلة واحدة ستفارقنا فى الصباح فليكن فيها ما يكون فالمدة وجيزة ولها آخر .
" ابن الهبلة يعيش أكتر" لأن الهبلة عادة لا تعتنى بولدها فينشأ مهملاً فى كل شىء وربما عاش أكثر من الذى أُعتنى به .
" ابن يومين ما يعيش تلاتة" أى أن الآجال محدودة فمن كتب له أن يعيش يومين لا يعيش الثالث .
" ابنه على كتفه ويدور عليه" يضرب فى الذهول عن الشىء وهو قريب ممن يبحث عنه .
" أبوك خلف لك إيه قال جدى ومات" يضرب فيمن يصيب القليل ثم يذهب منه فيكون كمن لم يصب شيئًا .
" أبويا وطانى وجوزى علانى" يضرب لوضيعة الأصل ويتزوجها من يرفع شأنها .
" اتغربى واكدبى" أى إذا أردتى أن تكذبى على الناس وتنسبى لنفسك ما ليس فيكى فليكن ذلك فى غربتك بين أناس لا يعرفونك فأنتِ لا تستطيعين ذلك فى بلدك وبين من يعرفونك .
" اتغندرى وقولى مقدرى" الغندرة كانت ترادف فجور المرأة وتبرجها فإذا لامك لائم قولى ليس بيدى بل هو مقدر على وهو كناية على تبرير الخطأ .
" أحبك يا سوارى زى زندى لا" يعنى بحب أسورتى آه لكن أحب زندى أكثر ويعنى أن الحب متفاوت وأعظمه محبة المرء لنفسه.
" إحنا اتنين والتالت جانا منين" يضرب للداخل بين شخصين فى أمر لا يعنيه .
" ادلعى يا عوجة فى السنة السودة" يعنى ادللى يا معووجة القامة كما تشائين فى السنة السوداء التى لم تبق على الملاح .
" ادينى رغيف ويكون نضيف" يضرب لمن يستجدى ويتخير الصدقة فيقترح ويشترط .
" اللى فينا فينا ولو حجينا وجينا" يضرب لسيئ الطباع المجبول على الأذى لا يغيره النسك أو الحج .
" اللى يقول لمراته يا هانم يقابلوها على السلالم" أى من يكرم زوجته ويعظمها يعظمها الناس .
" أنا فيك بدادى وانت بتقطع أوتادى" يضرب فى مقابلة الخير بالشر .
" أنا كبير وأنت كبير ومين يسوق الحمير" أى ما دام كلانا متعاظمان عن العمل تعطلت مصالحنا .
بعد هذا الجزء البسيط على رأى المثل ياما فى الجراب يا حاوى.. هل سمعت الأمثال بأذنيك!! ولا أعلم لماذا تخيلتنى ألبس الملاية اللف والبرقع واليشمك عند سماعى الأمثال ولا تنسى الخلخال .
ورقة وقلم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة