ياسين الزغبى، طالب فى الصف الأول الثانوى، سنوات عمره لم تتجاوز الـ16 عامًا بعد، ولكنه فاق هذه السنوات دهرًا كاملاً من الحكمة والصبر الذى لا يتناسب مع شاب فى مثل عمره، ابتسامته التى تفترش وجهه دائمًا لا تعطى الفرصة لمن ينظر إليه بملاحظة ساقه الصناعية التى لا يسعى لإخفائها، فهى بالنسبة إليه مجرد وسيلة لمواصلة الحياة، وليست عائقًا عن الخروج فى جولات أسبوعية لركوب الدراجات بصحبة فريق "GBI " الذى يدين له بالكثير من الفضل.
يعود بذاكرته للحادثة الأغرب التى فقد على أثرها ساقه فى عامه الثانى عشر قائلاً: "تعرضت لحادث فى شرم الشيخ، بعد أن صدمنى قارب أثناء السباحة، وبعد إفاقتى بأسبوع اكتشفت إننى فقدت ساقى اليسرى، وبعد عدة أشهر قمت بتركيب الساق الصناعية بعد رحلة علاج بالخارج، وتمكنت من التدريب على موازنة الخطوات، حتى دخلت فى تحدى ركوب الدراجات الأول.
رحلة مدرسية لركوب الدراجات حتى "العين السخنة" فى شهر نوفمبر الماضى، كانت هى الحافز لياسين لمواصلة الحياة أفضل ما سبق كما أكد قائلاً: "أعلنت مدرستى الجزويت التى أدين لها بالفضل فى التحسن المستمر، عن رحلة لركوب الدراجات حتى العين السخنة، ومنذ هذا التاريخ، اعتبر ركوب الدراجات رياضة لن أتخلى عنها".
إلى جانب القصة التى عاشها، يحمل "ياسين" الكثير من التفاؤل وحب الحياة الذى لا يحمله غيره ممن يمتلكون كل شىء، وهو ما يظهر واضحًا فى نبرة صوته الثابتة، وشعوره الدائم بالرضا بما لديه فى الحياة، لم يشعر يومًا أنه يستحق لقب "معاق" الذى يستفزه كثيرًا، ولا يضايقه سوى نظرات الآخرين أحيانًا بفضول يشعره بالضيق، أو كما يحب أن يصف شعوره "تناحة البنى آدمين"، ويقول: "مش بدايق غير من النظرات اللى بتقولى أنت معاق، وأنا مش معاق، أنا إنسان كامل ومش مضايق وعايش حياتى".
أما عن أحلامه للمستقبل، فيتمنى أن يلتحق بكلية الحقوق ليخوض معركة "المعاقين فى مصر" كما يسميها قائلاً: أحلم بأن ألتحق بكلية الحقوق، للدفاع عن شريحة كبيرة فى المجتمع، هى شريحة المعاقين، وحقوقهم الضائعة، بداية من نظرات الناس وتعامل المجتمع، حتى القوانين التى لم تعطهم حتى اليوم أبسط الحقوق، سواء حقهم فى العمل بموجب قانون الـ5%، أو حقهم فى مواصلات وشوارع تسمح لهم بحرية الحركة، وحتى شعورهم بالثقة فى أنفسهم، وما أصابهم ليس سوى حالة يمكنهم التعامل معها ومواصلة الحياة.
ياسين أثناء المشاركة فى إحدى جوالات الدراجات
ياسين مع أحد أصدقائه
ياسين أثناء قيادة الدراجة
ياسين فى إحدى الجوالات
ياسين يقود الدراجة بساق صناعية فى شوارع القاهرة
الابتسامة لا تفارق ياسين
ياسين بعد الانتهاء من جولته الأسبوعية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة