الحلم لا يتحقق أبدًا فى رواية "سيد مسافر" لـ"محمد صلاح زكريا"

الإثنين، 25 مايو 2015 02:00 ص
الحلم لا يتحقق أبدًا فى رواية "سيد مسافر" لـ"محمد صلاح زكريا" رواية سيد مسافر
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن مكتبة الدار العربية للكتاب، رواية "سيد مسافر" للكاتب والروائى الشاب محمد صلاح زكريا، وهى الرواية الفائزة فى مسابقة الإدارة المركزية لهيئة قصور الثقافة فى عام 2013.

تقع رواية "سيد مسافر" فى 114 صفحة، وتدور أحداثها فى الفترة التى تلت اندلاع ثورة 25 يناير أو ما يسميه البعض الفترة الانتقالية الأولى "فترة حكم المجلس العسكرى"، لتطرح أسئلتها الذكية حول حلم شاب مصرى بسيط بين ذروة الأمل فى تحقيق أحلامة والإمساك بها، وبين دركات اليأس وإدراك أن حلمه ليس سهل المنال، ولا سريع التحقق كما كان يظن فى أيام الثورة الأولى التى تلت تخلى مبارك عن السلطة.

تجسد الرواية عبر سرد حر، وبلغةٍ فصحى رصينة تجنح فى مواضع عديدة إلى آفاق الشعر والمجاز حالة القلق والشتات الروحى النفسى الذى أصاب كثيرًا من المصريين، خاصة ضمن الفئات المنتسبة إلى الشرائح الوسطى من المجتمع، ويسعى الروائى إلى رد هذه الحالة التي تفاقمت وتضخمت إلى جذورها الاجتماعية وأسبابها السياسية إلى ما قبل 2011، وتراعياتها التى أكدت عدم زوال هذه الأسباب رغم قيام ثورة رفعت شعارات "عيش حرية عدالة اجتماعية"، لكنها لم تجد صداها على الأرض ولم تزد الباحثين عنها والمنادين بها إلا بؤسًا على بؤس وألمًا على ألم وإحباطًا لا يبدو في الأفق ما يشير إلى خفوته أو تبدده.

وتقدم الرواية تشريحًا إنسانيًّا لفئة المعلمين فى المجتمع المصرى، وتسعى إلى كشف خبايا وتفاصيل التكوين النفسي والاجتماعى وجذورها السياسية والاقتصادية من خلال نموذجين؛ "الراوى" وشخصية "سيد" اللذين نشآ وتعلما فى عصر مبارك، وعانيا مثل الآلاف من ضيق ذات اليد والوعى، واضطرا مثل غيرهما إلى الانخراط فى سلك وظائف التعليم، هذا القطاع الذى يعانى شأنه شأن بقية القطاعات الأخرى من الترهل وتردى أحوال المعلم وإهدار حقوقه، فكان الحلم الخروج من المأزق والأزمة هو البحث عن فرصة سفر فى بلد نفطى، لعل ذلك يكون "طوق النجاة" من الحصار الخانق والواقع الجاثم على النفوس ولا يبدو له نهاية.


موضوعات متعلقة..


وزير الثقافة: ابتلينا بالإرهاب وعلينا مواجهته بالمسرح والفنون










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة