إن كان يُرجى لمصر استقرار فلابد من التأسى والاعتبار وقراءة قصة الأمس بما لها وما عليها حتى لا ننسى كى لا تتكرر مأساة مصر فى حكامها، ليتوالى الحاكم تلو الحاكم ولكل خطاياه التى لا تغتفر ومن يحصد الأشواك هو الشعب دون ذنب سوى أنه لزم الصمت على "دولة" الظلم ليطول بها المقام إلى أن يتولى القدر حسم الأمر.
مصر منقسمة على نفسها مابين محب لتجربة عبد الناصر وما بين مؤيد للسادات وكلاهما تركا السلطة بالممات بعكس من توالوا على الحكم بعدهما وأقصد "مبارك" -"مرسى". حسنى مبارك خيار "السادات" للتخلص من ميراث ثورة 23 يوليو تحت مسمى فتح الطريق أمام جيل أكتوبر، وقد نجح فى إدخال بقايا رموز عصر عبد الناصر السجون إثر "غضبة" 15 مايو سنة 1971، التى أطلق عليها ثورة التصحيح وفتح الباب للأشرس "شمس بدران" كى يفارق مصر بجواز سفر دبلوماسى إلى إنجلترا ليبقى فيها بغير رجعة رغم أنه كان سجينا ومثله لا يُترك. غيب الممات إذا أنور السادات ليخلفه "النائب" مبارك لتكابد مصر جراء "سوء" الاختيار إلى أن صحح الشعب المسار فلأول مرة يدخل الشعب فى المشهد بقوة ليغير النظام ويفارق مبارك ويحاكم فى محاكمات جنائية انتهت بإدانة فى جريمة لا تمت صلة بخطايا عهده وهى قضية القصور الرئاسية. انتهى حسنى مبارك للأبد وإن بقيت الدولة العميقة لأن التجربة كانت مريرة وإزالة رواسبها يستلزم صبرا مريرا. وكان خَيار تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة حكم البلاد اضطراريا طوال عام ونصف إلى أن أتى الإخوان لسدة الحكم حيث "خيار" مرسى "رئيسًا وتلك فجيعة جديدة لمصر فى حكامها وقبل أن ينتهى العام كان الشعب ينتفض ثائرا من جديد لأجل إسقاط النظام ورحل الرئيس الإخوانى إلى حيث النسيان وإن بقيت الجماعة إلى أجلسته على كرسى الحكم تتحدى إرادة وطن، وكان خيار الرئيس المؤقت ثم الرئيس المنتخب هو الأمر الطبيعى لصون الوطن من غوائل الأخونة.."المحصلة" من تجربة ما قبل 30 يونيو 2013. أن خَيار -مبارك -مرسى كان كارثيا وانتهى بما انتهى إليه ولابد من طى صفحة الماضى تزامنا مع التدبر فيما جرى حتى لاننسى. مصر مازالت فوق بركان لأن الماضى يطارد الحاضر ليتعثر التفكير فى المستقبل ومن هنا يزداد الخوف على الوطن.
أحمد محمود سلام يكتب: خيار "مبارك – مرسى" الكارثى
الخميس، 28 مايو 2015 06:02 م
مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
kanana
عالم فاضية