ابن الدولة يكتب: الذين يحاربون الرئيس فى حربه ضد الفساد.. تستطيع مصر أن توفر مليارات الجنيهات لو نجحت فى حربها ضد الفساد وبناء عليه لن تنتظر مساعدات من أى طرف

الخميس، 28 مايو 2015 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: الذين يحاربون الرئيس فى حربه ضد الفساد.. تستطيع مصر أن توفر مليارات الجنيهات لو نجحت فى حربها ضد الفساد وبناء عليه لن تنتظر مساعدات من أى طرف ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى


فرق كبير جدا وشاسع جدا بين أن يعترف الجميع بحقيقة تقول إن إرث الدولة المصرية من فساد وخلل فى مختلف المجالات، صحة واقتصادا وتعليما وبنية تحتية، يشكل عبئًا على الدولة الجديدة وخططها للتنمية، ويعطل ويؤجل شعور الناس بالإنجازات الحقيقية والمهمة التى تحدث على الأرض، وبين أن يقوم بعض المسؤولين فى الدولة بتحويل هذه الحقيقة إلى نغمة يتحججون بها للتغطية على أخطائهم.

نحن مع الأولى ونرفض إساءة استخدام الثانية..

مع الأولى التى تعترف بأن السنوات الأخيرة من حكم مبارك شهدت فسادا لم تشهده مصر من قبل، وانهارت فيها أعمدة الدولة المصرية بشكل لا يستقيم معه السرعة التى نتمنى أن نخرج بها من نفق الروتين والخلل والارتباك إلى نور التقدم والنهضة وبناء دولة قوية، الاعتراف بأن إرث السنوات الثلاثين الأخيرة ثقيل حقيقة لا عيب فى تكرارها وتذكير الناس بها، حتى تكون الأمور على بينة وواضحة أمام الجميع، فلا مصر سويسرا ولا الرئيس الحالى تسلمها وهى كاملة المرافق، جيدة البنية التحتية، ولا جهازها الإدارى بالقوة التى تساعده على تحقيق أحلامه ومشروعاته، وبناء عليه يعلم الجميع أن كل بناء تريد أن تبدأ به مصر لأجهزتها ومؤسساتها وكل إنجاز يريد المصريون تنفيذه على الأرض سيحتاج فى البداية إلى تطهير الأرض المصرية من بقايا إرث السنوات الفاسدة الماضية، وهذا الإرث الفاسد مازال له حراس داخل أجهزة الدولة يدافعون عنه، ويسعون للإبقاء عليه، ويقاتلون كل من يقترب منه بشراسة، وفى هذا الإطار يمكنك أن تفهم دعوة الرئيس السيسى للناس بالصبر، فهو لا يطالبهم بالصبر لأنه تأخر أو أبطأ فى تحقيق ما وعد به بقدر ما يطالبهم بالصبر والمشاركة فى معركة تطهير الوطن من إرث الماضى الفاسد، الصبر لكى تتم عملية التطهير حتى يتم البناء على نظافة دون أخطاء، وبعيدا عن فكرة المسكنات التى ترضى الجمهور وترفع شعبية الرئيس ولكنها لا تفيد الوطن أبدا، الحلول المؤقتة لا تفيد الوطن أبدا، وهذه رسالة الرئيس السيسى التى تحتاج دعما وتشجيعا، شجعوا الرئيس على أن يمضى قدما فى بناء المشروعات الضخمة والعملاقة والمستدامة، حتى ولو كان مردودها لن يظهر إلى بعد سنوات، أفضل من أن تضغطوا عليه ليقدم لمصر مسكنات تفرح شعبها لأيام ثم يشعر الناس بآثارها الجانبية الكارثية بعد السنوات.
تشجيع الدولة على البناء ومحاربة الفساد والصبر عليها لتنفيذ تلك المهمة الصعبة، أفضل بكثير من الضغط على الدولة لكى ترضى هذا أو تصدر قرارا سريعا يفرح ذاك، أو تعيد تجميل ميدان أو اثنين ومستشفى أو ثلاثة أو منح العمال منحة أو علاوة وتصوير ذلك على أنه هو الإنجاز.

الإنجاز الحقيقى فى رأيى هو الخروج من معركة الفساد بأكبر المكاسب، مصر كنز كبير يأكله الفاسدون من أهله سواء كانوا مسؤولين كبارا أو مسؤولين صغارا أو مواطنين يشاركون فى منظومة الفساد تحت مظلة اللامبالاة أو الرغبة فى تخليص المصالح.

الرئيس ومعه حكومة المهندس محلب تكلموا كثيرا عن حربهم ضد الفساد، والأجهزة الرقابية وصلتها الرسالة، والفترة الماضية شهدت الكشف عن العديد من قضايا الفساد الكبرى، وهذه خطوة تستحق الدعم والمشاركة والتشجيع، فالحرب على الفساد فى مصر أقوى وأشرس من الحرب على الإرهاب، خسائر وتحركات الإرهاب معروفة ووجهه القبيح واضح للعيان، أما وجوه الفساد فغالبا متغيرة ومتلونة وقادرة على إيهام الناس بغير الحقيقة.

مصر تخسر بسبب الفساد أكثر مما تخسره من كوارث أخرى، فعلى حسب ما ذكر عاصم عبد المعطى، رئيس المركز المصرى للشفافية ومكافحة الفساد والوكيل السابق للجهاز المركزى للمحاسبات، فإن «الفساد فى مصر يهدر 800 مليار جنيه سنويا».

بينما المستشار هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، أشار إلى أن حجم الفساد المالى والإدارى فى مصر يصل إلى 200 مليار جنيه سنويا.

باختصار تستطيع مصر أن توفر مليارات الجنيهات لو نجحت فى حربها ضد الفساد، وبناء عليه لن تنتظر مساعدات من أى طرف سواء كان عربيا أو أجنبيا، ولن تتأخر مشاريعها الكبرى، ولن يتأخر إحساس المواطن المصرى بالإنجاز لأن توفير المليارات التى يبتلعها وحش الفساد، سيصب بكل تأكيد فى مصلحة البناء.


اليوم السابع -5 -2015



موضوعات متعلقة


- ابن الدولة يكتب: "داعش" وسوريا والعراق.. ودروس للمصريين.. لهذه الأسباب نجا المصريون من نموذج التفكيك.. وواجهوا الفتنة والتفرقة.. وهو مخطط ما زال هناك من يغذيه

- ابن الدولة يكتب: من يضع خطة تجاهل إرهاب الإخوان؟!..الإخوان أعداء هذا الوطن وإرهابهم وخططهم لتدمير مصر انتقاما من شعبها.. وسلطتها بعد 30 يونيو ليست «فوتوشوب»


- ابن الدولة يكتب: لماذا يرى الإعلام بعين واحدة فقط؟.. الإعلام يتجاهل توزيع ماشية للفقراء وتطوير دار السلام بالقاهرة ورفع التصنيف الاقتصادى ويركز فقط على أسعار البامية.. قليل من الموضوعية








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة