تمر ثوان تقضيها مندهشاً حتى تحيطك أرجاء المتحف برائحة زمن مضى، ويعيدك صوت "أسامة السيد" صاحب آخر مدارس فن الشفتشى فى مصر إلى أصل هذه الحرفة، كما يذكرك بتراث ظن الجميع أنه على حافة الاندثار، ويسرد بهدوء حكايته من "الطب للشفتشى" الذى يملأ حياته بالنقوش النحاسية.
"الشفتشى هو فن تحويل النحاس لأشكال فنية تشبه الدانتيل، ولكن بواسطة الحديد" هكذا يعرف "أسامة" الشفتشى الذى دخل مصر فى عهد الدولة العثمانية، كفن يعود أصله للأتراك، قبل أن تضيف إليه الأيادى المصرية بصمة مميزة، ويقول: بعد دخول هذا النوع من الإبداع لمصر أضفنا إليه "التاتش المصرى" فبدأ فى الاندماج مع تراثنا وثقافتنا حتى أصبح جزءا منها، وهو ما شجعنى على تعلمه واحترافه، خاصة أن ملوك هذا الفن فى مصر رحلوا تاركين وراءهم تراثاً يشرف على الاندثار.
"عم جورج"، و"الحج ميمى" اثنان من ملوك هذه الحرفة التى تعلمها "أسامة" من أحدهما، قبل أن يرحلا تاركين الفن للمتطوعين من عشاق الحفاظ على التراث مثل "أسامة" الذى حمل على عاتقه إنقاذ الشفتشى من الضياع، ويقول "الفن بدأ فى الاختفاء خاصة بعد انتهاء رحلة كبار صناعه، وهو ما شجعنى على تحويل عشقى لهذا الفن لمدرسة تعلم فن احتراف الشفتشى، وبالفعل حولت ورشتى لصناعة الأشكال المختلفة من الشفتشى لمدرسة لتعليم هذا الفن، ومكان لتلقى الكورسات الخاصة به، وهدفى هو استكمال مسيرة السابقون ممن وضعوا قواعد لهذا الفن، وتعتبر مدرسة (فن صياغة الشفتشى) التى أسستها هى الوحيدة من نوعها الآن فى مصر".
أما عن باقى مواهب أسامة الذى يحن لكل ما هو قديم، والتى تظهر على جدران منزله والصوانى والأدوات الخاصة التى تحمل جميعها صوراً قديمة، فيقول "الديكوباج فن آخر عشقت احترافه وحولته لجزء من ديكور منزلى الذى تشعر عند دخوله أنك عدت فى الزمن، وما نحتاجه حالياً هو مبادرات لإعادة إحياء التراث قبل فوات الآوان".
إكسسوارات مصنوعة من فن الشفتشى
أباجورة من الشفتشى
فن الديكوباج المطعم برائحة الزمن الجميل
صينية صنعها أسامة من الديكوباج
حلى معدنية بتقنية الشفتشى من النحاس المفرغ
جدران منزل أسامة مغطاة بالصور
صينية بوجوه نجوم زمن الفن الجميل من تحف أسامة
مكواة من فن الشفتشى
جدران منزل أسامة مغطاة بصور من الديكوباج
1 علبة خشبية حولها أسامة لتحفة فنية