"مارينا فارس تكتب": فى اللامبالاة "فلسفة"

الخميس، 28 مايو 2015 08:08 م
"مارينا فارس تكتب": فى اللامبالاة "فلسفة" شجرة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"ولكن فى اللامبالاة فلسفة، إنها صفة من صفات الأمل!" يقول محمود درويش تلك الحكمة التى تنال إعجابى دائماً وأفشل فى تطبيقها غالباُ.

هدوء شتوى نادر، حين تمطر يختبئ البشر وتتكفل العصافير بكل المرح. إنها فرصة لا تعوض كى اتفقد حال أصدقائى الطيبين. أصدقائى الصامتين، أصحاب الحديث الذى لا ينقطع.. شجرة السرو العالية دائمة الخضرة والشموخ. تدور حولها العصافير النشطة دون أن تعبأ بهم فروعها.. تلتف حولها أغصانها لتحفظ أسرارها لكنى وجدت أن العاصفة الغاضبة قد كسرت أحد فروعها الجانبية الصغيرة وبقى ينظر إلى أسفل لا يبالى به أحد.

عدت لأنظر إلى شجرة التوت التى غسل المطر غصونها العارية بعد عاصفة ترابية غاضبة.. تبدو ناضبة لا حياة فيها، لكنى أعلم أنها بعد قليل سيزورها الربيع وتنفجر الحياة فى أغصانها. أود لو أراقبها صباحاً مساءً لاعلم كيف سيبدأ احتفالها. فى أى لحظة ستصحو براعمها لتعلن عودة الحياة.

السماء ممتلئة بالغيوم الرمادية. آه كم تبدو مثقلة بالحكايات والذكريات!! لكنى رأيت هلال يبتسم كطفل مشاكس. يبدو هش وصغير. وككل الأشياء البعيدة جداً، يبدو رائعاً. فكرت فى أنه بعد عدة أيام ستكمل الأرض نزهتها حول الشمس وسترفع ظلها عنه فيصبح بدرا مكتملا. ويكون دائرة مضيئة لا نهاية لها. وجدتنى سعيدة وطبعا لا مفر من الغناء رغم أن صوت غنائى يزعج العصافير.

أقرر أن أفتح كل علبى الملونة وأمسك بأحجارى لأجلوها حتى تصبح نجوم لامعة، حتى يصير قلبى مصنع ذكريات.. فأكتب قصة عن عصفور ملون ولكن لن أخبركم أنى أنا هو العصفور الملون وما قفصه إلا ما حاكت لى الأقدار.. ذلك قبل أن يزورنى الحزن كصديق قديم. فأعود لأجلس على الشاطئ بعد أن انهكنى الإبحار فى الأحلام التى لا تهدأ رحلاتها. أجلس وثيابى مازالت مبتلة ببقايا خيبتى ومازالت شمس شغفى وتمردى تلسع جلدى.

حسنا، أصرخ ما استطعت ستظن أن الكواكب تسمعك فى مدارتها لكن الحقيقة إنه لا أحد يعبأ. لا أحد يهتم حتى بمواساتك. لست إلا واحد من الملايين الذين مروا بتلك الدنيا. الكرة الأرضية بأكملها ما هى إلا نقطة فى كون خلقه الله ولا ندرى إبعاده ولا أين نهايته. لكننا ننسى كل ذلك وننغمس فى قصصنا ومشاكلنا وننسى أن الكون أوسع مننا وأكبر من صراعتنا الطفولية.. فلا تبالى وتذكر دائماً أنها صفة من صفات الأمل.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة